أكَّدت الفنانة التونسيَّة الشَّابة، درة، أنَّها تعتبر دور "سماح" الذي قدَّمته في مسلسل " العار" نقطة تحوُّل في حياتها الفنيَّة، مرجعةً عدم إحساس الجمهور بعرض مسلسل " اختفاء سعيد مهران" إلى عدم عرضه على قنوات كافية، إضافة إلى كثرة الأعمال المعروضة خلال الشهر الكريم.
وقالت درة في حوارها مع "إيلاف" أنَّ المقارنة بينها وبين الفنانة نورا شرف كبير لها، مرجعةً مهاجمة النُّقاد للعمل على الرغم من نجاحه جماهيريًّا إلى تباين أراء النُّقاد عن الجماهير.
قدَّمت شخصيَّة "سماح" في مسلسل "العار" وهي فتاة تنتمي إلى بيئة شعبيَّة، كيف استعديت لهذا الدور؟
الاستعداد للدور مر بأكثر من مرحلة، بدأت بقراءة السيناريو والتناقش مع المخرجة شيرين عادل منفردةً، ثم التناقش بشكل موسَّع مع فريق العمل، وتحضير ملابس الشَّخصيَّة، وصولاً إلى بداية التَّصوير، وبالنسبة لشخصيَّة سماح تحديدًا كنت مهتمة بتفاصيل الشَّخصيَّة خصوصًا في الملابس والإكسسوارات لأنَّها لابد وأنّْ تتلائم مع المستوى التعليمي والاجتماعي لها، فهي أشياء وإنّْ كانت محوريَّة في شخصيَّات أخرى فإنَّها أساسيَّة لدى "سماح"، وقد استطعت أنّْ أعيش مع "سماح" بشكل كامل بعد أنّْ بدأت تصوير المشاهد الأولى.
على الرغم من أنَّك نجحت في تجسيد الدور إلاَّ أنَّ المقارنة بينك وبين الفنانة نورا كانت مستمرة لأنَّ لم يتم إجراء تعديلات محورية في الدور؟
على العكس تمامًا "سماح" تختلف تمامًا عن "روقة" في الفيلم والَّتي جسَّدتها الفنانة نورا، صحيح أنَّ هناك تشابه في الحلقات الأولى وفي درجة ارتباطها بزوجها ووفاتها في النهاية، إلاَّ أنَّ "سماح" لم تشترك في عملية التهريب وعملت في المدبغة لكي تتولى متابعة أعمال زوجها، إضافة إلى تفاصيل أخرى في الشخصيَّة لاحظها المشاهدون من خلال المتابعة، منها تعاملها مع والدة زوجها وانتقالها للإقامة معها وطريقة وفاتها.
لكن المقارنة موجودة سواء عن قصد أو دون قصد؟
إذا كانت المقارنة موجودة فهذا شرف لي أنّْ أقارن بفنانة كبيرة بحجم نورا، فهي إحدى الفنانات اللواتي قدمن العديد من الأعمال المتميِّزة وعشقها الجمهور، وإنّْ لم تحدث المقارنة فهذا يعني أنني نجحت في تجسيد الدور دون تقليد.
على الرغم من أنَّ المسلسل حقَّق نجاحًا كبيرًا، وحظى بنسبة مشاهدةٍ عاليةٍ، وتصدر الاستطلاع الذي أجرته "إيلاف" خلال رمضان عن أكثر الأعمال متابعة، إلاَّ أنَّه لم يسلم من هجوم النُّقاد؟
لم يهاجم العمل من قبل جميع النُّقاد كما أنَّهم أحيانًا تكون أرائهم مخالفة لأراء الجمهور، فالنقاد يعتمدون في التقييم على الفني البحت من خلال عدَّة عوامل، لكن في النهاية نحن نقدِّم المسلسل من أجل الجمهور والنًّقاد، والجمهور يقدر بملايين المشاهدين أما النقاد فعددهم محدود جدًّا، والمسلسل ترك أثر على المشاهدين حيث أصبحوا يرددون اللازمات الَّتي كان يرددها أبطال العمل، ومنها لازمات الغزل الَّتي كان يداعب بها "مختار" زوجته، كما أنَّ الجمهور بكى في الحلقة الأخيرة من شدة التأثر بمشاهد النهاية لكل أبطال العمل.
وبالنسبة لك ماذا مثل هجوم النقاد على العمل ؟
أحترم أراء النقاد جدًّا وأهتم بها خصوصًا وإنّْ كانت تتعلق بأدائي، وفي النهاية لا يخرج أي عمل كامل وإنَّما لا بد أنّْ يكون به أخطاء يتم تداركها في الأعمال المقبلة، كما أنني اعتبر مسلسل "العار" نقطة تحول في حياتي الفنيَّة لأنَّها عرفتني أكثر بالجمهور وأصبحوا ينادوني باسم الشَّخصيَّة "سماح".
ما هو أصعب مشهد لك في العمل؟
أصعب مشهد هو مشهد مقتل "سماح"، وهذا المشهد تحديدًا لم يكن له استعدادات بالنسبة لي لأنني لم أرى شخص يقتل أمامي أو نموذج لـ"سماح" وهي تموت بين يد زوجها، لذلك اعتمدت على إحساسي الداخلي وعشت مع الشخصيَّة وتعاملت مع الموقف بطبيعة "سماح"، أيضًا المشاهد الَّتي اصطدم فيها بوالدة مختار الفنانة عفاف شعيب كانت صعبة.
قدَّمت "سماح" في دور الفتاة الطيِّبة بصورة مبالغ فيها نسبيًّا ألا ترين أنَّ أمثال سماح اختفوا ولم يعد لهم وجود؟
هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق لأنَّ نموذج سماح بطيبتها وعطفها وحبِّها للآخرين موجود وإن كان قليل، لذلك عندما تشاهده على الشاشة تشعر أنَّه مبالغ فيه، لكن لا يمكن أنّْ تغفل أنَّ "سماح" على الرغم من طيبتها تعاني من مشاكل متعدِّدة أبرزها عدم إنجابها وزواج زوجها بأخرى لكي ينجب كما نصحته.
لكن سماح لم تكن طموحاتها متلائمة مع طموحات مختار بدليل أنَّها كانت تطلب منه قضاء الأجازة في جمصة بينما يحلم هو بالسفر إلى الخارج او على الأقل إلى مكان أكثر فخامة؟
من المنطقي أن تكون طموحات "سماح" في هذا الإطار نظرًا لطبيعة نشأتها وتعليمها المحدود وكثرة المعانات الَّتي عاشتها والَّتي جعلتها لا تتمنى إلاَّ أنّْ تكون بجوار زوجها سبب سعادتها والذي شعرت معه بالأمان، حيث تحرص على سعادته وتحاول تبرير كل خطأ يقوم به لرغبتها في إسعاده من جهة، وجهلها من جهة أخرى، فهي كانت تصدق كل كلمة يقولها دون ان تبحث وراءها، وعندما جاءت فرصة لأنّْ تقضي معه أجازة اختارت جمصه وليس أي مكان اخر وهو اختيار يدل على أنَّ الأموال لم تغيِّر طبيعتها الطيِّبة على العكس من شخصيات أخرى ظهرت في العمل.
على الرغم من أنَّك شاركت في مسلسل "اختفاء سعيد مهران" إلاَّ أنَّه لم يحقِّق نفس النجاح الذي حقَّقه العار؟
يرجع هذا إلى عدَّة عوامل منها التسويق لأنَّ مسلسل "اختفاء سعيد مهران" لم يحصل على حقِّه تسويقيًّا بصورة جيِّدة ولم يعرض على نفس عدد القنوات الَّتي عرض عليها "العار"، إضافة إلى أنَّ عمل مثل "اختفاء سعيد مهران" بحاجة إلى مشاهدة متأنية بعيدًا عن زحمة الدراما الرمضانيَّة، كما أنَّ رمضان شهد عرض أكثر من 50 مسلسلاً منهم أعمال كثيرة جيِّدة لكنها لم تحظى بمشاهدة مرتفعة.
لماذا وافقت على الظهور كضيفة شرف في مسلسل " بالشمع الأحمر" مع الفنانة يسرا؟
لأن يسرا هي بطلة العمل ولا أستطيع أنّْ أرفض لها أي طلب وكنت سعيدة ومستمتعة بالعمل معها جدًّا.
وماذا عن الحب والزواج؟
الزواج سهل لكني انتظر رجل أحبَّه ليكون زوجًا لي وأبًا لأولادي، صحيح أنني أجلت هذه الخطوة في وقت سابق من اجل الفن لكن الآن لا مجال للتأجيل والموضوع موجود في رأسي لحين العثور على هذا الشخص، وبطبيعتي أنا متأنية في اتخاذ أي قرار يتعلق بحياتي الشَّخصيَّة .
وجديدك؟
حاليًا أنا في مرحلة القراءة لكافة الأعمال المعروضة علي، ولم أقرر بعد ما هي خطواتي القادمة وإن كانت لدي رغبة في العودة إلى السينما لأنَّ بداياتي في الأصل كانت سينمائيَّة.