عودة كاظم الساهر لإحياء الحفلات الغنائية في العراق بعد غياب دام عشر سنوات يكاد يعصر قلب المطرب، لأنه رغم مبادرته الشجاعة في التغلب علي الظروف الأمنية الصعبة ما زال ممنوعا من دخول بغداد، التي يعد دخوله إليها مغامرة خطرة تساوي حياته ولن يقدم كاظم علي هذه الخطوة مهما كانت الدوافع والأسباب، خاصة أن هناك معلومات مؤكدة بأنه إذا دخل بغداد فسوف يكون معرضا للاغتيال، لذلك فإن الحفل الذي يحييه كاظم لن يكون في بغداد وإنما في شمال العراق، وبالتحديد في إقليم كردستان حيث وجهت له الدعوة قبل الحفل بعدة أيام مع التعهد بعدم تعرضه لأي مضايقات وهو الأمر الذي شجع كاظم علي اتخاذ هذه الخطوة لتكون البداية في كسر الحاجز بينه وبين عودته إلي العراق، فقد غادر كاظم بلده بسبب أجواء القهر خلال فترة حكم صدام حسين، أما اليوم فهو يدخل إلي العراق بصفته مبعوثا لمنظمة اليونيسيف التي تعمل من أجل رعاية الأطفال، إلا أن البعض يري في زيارته للشمال بعدا سياسيا يتضمن نبذ كاظم لكل الخلافات والصراعات بين الطوائف والأحزاب وتأييد روح التسامح والارتفاع فوق كل المشاحنات، والالتقاء علي أرض الفن والغناء بعيدًا عن الوجه القبيح والدموي وأجواء التفجيرات والتصفية الجسدية التي تشهدها بغداد كل يوم، وقد أكد المسئول عن الحفل أنه لا يتضمن أي مخاطرة، حتي لا يقال إن كاظم قد رفض اصطحاب جثمان والدته ثم ذهب ليغني هناك، فعلي من يفكر بهذه الطريقة أن يدرك الفرق بين الغناء في كردستان، والدخول إلي بغداد.