استكمالا لسلسلة احتفاليات مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية بالقامات الفنية والشعرية الكبيرة, تم الاحتفاء بالشاعر سيد حجاب بمناسبة بلوغه السبعين بحضور الشاعر الكبير ونخبة من النقاد والشعراء والفنانين والملحنين.
وجاءت الجلسة الافتتاحية التي أدارها الشاعر فؤاد طمان مؤكدة أن الاحتفاء بالشاعر سيد حجاب هو احتفال بالفن الذي عشقه وبالشعر ديوان العرب وديوان الإنسانية فقد عاش يبحث عن سعادته في سعادة الناس, فأصبح امتدادا طبيعيا لشعراء الشعب العظام أمثال بيرم التونسي و فؤاد حداد و صلاح جاهين علي طريق الوطنية والفن والجمال.
وألقي شريف محيي الدين مدير مركز الفنون كلمة أوضح فيها أهم ملامح تجربة حجاب الشعرية وهي اقترابها من المواطن المصري البسيط فنشعر بأنه يقول ما نريده ويضع أيدينا علي ما هو موجود بداخلنا.
وأضاف أن سيد حجاب بدأ شاعرا فصيحا ثم تحول إلي العامية ثم انحاز إلي كتابة الأغنية الدرامية والمسرحية وأخيرا الأوبرا رغبة منه في الاقتراب من الناس. وبدأ يستكمل رسالة صلاح جاهين حينما قدمه للناس من خلال مجلة صباح الخير في باب شاعر جديد يعجبني فبدأ بدوره يقدم عددا من الشعراء الجدد وتحت نفس العنوان من خلال جريدة القاهرة.
وألقي محيي الدين الضوء علي تجربة العمل مع حجاب من خلال العديد من الأعمال مثل ميرامارو3 أوبرات في ساعة وقال نعمل حاليا معا أوبرا السقامات.
وقدم الناقد د. صلاح فضل شهادة نقدية قال فيها إن سيد حجاب رمز من رموز أدباء الشعب, فهو بذكاء فطري عميق ودون نموذج سابق لشعراء آخرين, لعب دورا رائدا عندما استطاع بتحالفه مع المبدع أسامة أنور عكاشة والموسيقار المبدع عمار الشريعي أن يوجد نمطا جديدا تتزاوج فيه الروح الدرامية التي تعبر عن نبض الحياة وضمير الأمة مع الإطار الموسيقي, ليضع حجاب إطارا شعريا مبتكرا في كلمات تختزل رسالة العمل الدرامي ويقوم الملحن باعطاء هذه الكلمات إيقاعاتها التي تستقر في الوجدان لتصبح رمزا وشعارا وانشودة لكل الأجيال فيقول:
ومنين بييجي الشجن من اختلاف الزمن
ومنين بييجي الهوي من ائتلاف الهوي
ومنين بييجي السواد من الطمع والعناد
ومنين بييجي الرضا من الايمان بالقضا
إن ابتكارات حجاب استطاعت أن تكسر الهوة بين الثقافة القديمة الرسمية والثقافة الجديدة الشعبية, وتعبر بصدق وقوة عن روح الإنسان المصري.
وقال الشاعر حلمي سالم إن حجاب هو نتاج تفاعل الفصحي والعامية, فعاميته مفصحة وفصاحته معممة, فهو ابن الصيادين وابن البحر وابن التوحيدي والجاحظ, جعل النفحة النخبوية في شعره تمشي في الأسواق بين بسطاء أهله.
وتحدث الموسيقار عمار الشريعيعن أهم ما يميز شعر حجاب وهو موسيقاه الداخلية التي تشبه موسيقي الأوركسترا, أحيانا صاخبة تصم الأذن, وأحيانا رومانسية ناعمة.
وشهدت الاحتفالية عقد جلستين أدارهما الشاعر عمر حاذق والشاعر محمد خير, قدم خلالهما مجموعة من الشعراء والفنانين شهاداتهم الفنية والابداعية والإنسانية عن سيد حجاب, وهم الشاعر محمد فريد أبو سعدة والمخرج محسن حلمي والشعراء جمال بخيت وخميس عز العرب ومحمود عبد الصمد ومؤمن المحمدي, فكان ضمن ما قيل أن الإنسانية هي المادة الأزلية التي صنع منها حجاب أفراحه وأحزانه وتفرده الصريح, فهو شاعر شعبي مصري حتي النخاع وعالمي حتي عنان السماء.
واختتمت الاحتفالية خير ختام بحفل غنائي لأشعار المحتفي به لكورال قصر التذوق للموسيقي العربية بمشاركة الفنان علي الحجار الذي غني بوابة الحلواني والأيام وقالوا زمان وتجيش نعيش, واختتمها مع الشاعر المبدع سيد حجاب بـ هناالقاهرة.