بعد أن قضى سنة عصيبة تعرّض فيها للإقامة الإجباريّة في منزله بسويسرا ، نالَ المُخرج الفرنسي الكبير " رومان بولانسكي" ترشيحاً لجائزة أفضل مخرج وفيلم عن عمله الأخير "الكاتب الشبح" في الدورة الثالثة والعشرين من مهرجان الأوسكار الأوربي التي ستعلُن جوائزها في الرابع من ديسمبر القادم
وكان بولانسكي قد عانى خلال العام من السلطات السويسرية التي تحاول ترحيله للولايات المتحدة ، بسبب الحكم الغيابي القائم عليه منذُ عام 1977 بتهمة الاعتداء الجنسي على فتاة قاصر ، وهي الجريمة التي حرمته من إخراج أفلام في أمريكا منذُ ذلك الوقت وحرمته كذلك من تسلُّم جائزة الأوسكار كأفضل مخرج التي حصل عليها عام 2002 عن فيلم "البيانو" وتسلمها صديقه " هاريسون فورد" بدلاً منه .
وأعلن العديد من رموز السينما والسياسة تضامنهم مع بولانسكي من أجل اسقاط الحكم عليه ، وفي مقدمتهم المخرج الكبير مارتن سكورسيزي والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ، حيثُ كان مُبرّرهم في ذلك أن بولانسكي واحد من رموز الفن السابع والقضية مضى عليها الكثير من الوقت وأن الفتاة المُعتدى عليها قد مضت حياتها وتزوجت وأصبحت أماً ، وليس من المنطقي أن يُحاسب الرجل وهو في السابعة والسبعين من عمره عن شيء مضى عليه أكثر من ثلاثة وعشرين عاماً ..
وكان فيلم "الكاتب الشبح" قد عُرض في مهرجان كان في دورته الأخيرة ، ويدور حول قصة رئيس الوزراء البريطاني الذي يستعين بكاتبٍ مجهول لكتابة مذكراته الشخصية ، ورٌشخ بطله الأسكتلندي إيان ماكريجور لجائزة أحسن مُمثل عن دوره في الفيلم
ويُنافس مخرج " الحيّ الصيني" على الجائزة الرفيعة خمسة أفلام ، أهمهم فيلم "عن الآلهة والرجال" الذي نال جائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان كان ، وفيلم "السر في عيونهم" الأسباني الأرجنتيني المُشترك الذي نال جائزة أوسكار أفضل فيلم في مارس الماضي ، والفيلم الإسرائيلي "لبنان" للمخرج صاموئيل ماعوز الذي يدور حول حرب لبنان 1982 وفاز بالجائزة الكبرى في مهرجان البندقيّة الأخير .