أعرب المخرج السوري نجدة إسماعيل أنزورعن عدم قلقه من التهديدات بالقتل التي تلقاها بعد عرض مسلسله المثير للجدل " ما ملكت أيمانكم" في شهر رمضان الماضي ، حيث قال أنه كان مهيّأً لذلك من قبل عرض المسلسل بسبب مناقشته لظاهرة التطرف الديني .
ويعتبر مسلسل «ما ملكت أيمانكم» رؤية درامية للمجتمع العربي متخذاً كركيزة مكانية المجتمع السوري الذي يجمع قصص ثلاث شخصيات أساسية (عليا، ليلى، ندين). يصور المسلسل الصراع الذي تعيشه الشخصيات الثلاث بين محاور الدين والاعتقاد والتيار المتمرد والقيم الثقافية والعادات الاجتماعية والرغبة الجسدية المكبوتة تحت تأثير الدين والقيم الاجتماعية ، وقد أثار المسلسل جدلاً كبيراً في الأوساط العربية عامة والسوري خاصة بسبب جرأته في تناول القضايا الاجتماعية والدينية التي يحتويها ، للدرجة التي أدت لتهديد صناع العمل بالقتل .
وقال أنذور : كنا مهيأين نفسياً لمثل هذه الأمور منذ اللحظة الأولى التي قررنا فيها الخوص في حقلٍ شائك كمناقشة الأصوليّة والتطرف الديني وانعكاساتها المختلفة على المجتمع ، وأنا أؤمن أن العمل الذي لا يثير الجدل, لا يمكن أن يترك أي أثر في ذهن المشاهد, ولكن ليس الجدل من أجل الجدل, وإنما لإحداث التغيير ، لذلك فهذه التهديدات لا تقلقني ، وما يهمني حقاً هو رضائي عن العمل الذي قدمته وإيماني بأهميته .
وعن عمله التلفزيوني الذي عرض هذا العام أيضاً ذاكرة الجسد ، المقتبس عن رواية الكاتبة الجزائرية الشهيرة " أحلام مستغانمي" ، أكد أنزور انه لا يمكن تقديم أي رواية للتلفزيون من دون التدخل من قبل كاتب سيناريو متخصص, ينطلق من أحداثها ويضيف بعض الخطوط لكي نتمكن من تقديمها في ثلاثين حلقة, وهذا ما حدث في ذاكرة الجسد, حينما أوكلنا مهمة كتابة السيناريو للكاتبة المتخصصة في هذا المجال ريم حنّا, فأخذت الخطوط الرئيسية من الرواية الأصلية, وقرأت ما بين السطور لتبني عليها عمل درامي تلفزيوني ينطلق من الرواية ويحافظ على خيوطها مع مراعاة اختلاف الوسيط .
وتوضيحاً لرأيه في الصراع بين الدراما المصرية والسورية قال أنزور : منذ سنوات كانت الدراما المصرية تعتمد الطريقة الكلاسيكية في الإنتاج, الأمر الذي أفقدها تألقها على المستوى العربي في مواجهة تقدم الدراما السورية, ولكن على مدى الموسمين الماضيين عادت الدراما المصرية إلى الأضواء بقوة, من خلال استخدامها للتقنيات الحديثة, واعتمادها على دماء جديدة على كافة الأصعدة, وما يساعد على هذا الوضع السوق المحلي الضخم للمسلسلات المصرية, والتي يجعلها بغنى عن المحطات العربية, وما تفرضه من معايير وشروط إنتاجية قاسية, لذلك استعادت الدراما المصرية ريادتها على مستوى جودة الإنتاج, وجرأة الموضوعات. ولفت نظري مسلسلات الجماعة, وأهل كايرو, وقصة حب, ومما يلفت النظر أن المسلسلين الأولين, لم يتم عرضهما إلا على المحطات المصرية فقط, وحققا نجاحاً مهماً, وهذا يؤكد وجهة نظري في قدرة الدراما المصرية على الاكتفاء بالسوق المحلي, الأمر الذي ينعكس على جودة وحرية الإنتاج بعيداً عن ضغوط المحطات العربية.
وعن عمله الجديد أكد أنه في صدد عمل مميز عن الشاعر الراحل محمود درويش سيسميه "في حضرة الغياب" حيث توصلت إلى اتفاق أدبي مع صاحب المشروع, الممثل فراس إبراهيم, وأعتقد أنه سيكون عملا مشرفا يتناول حياة الشاعر الكبير, مع القفز على كل الإشكاليات السياسية التي يمكن أن تواجهنا في تقديم مثل هذا العمل الضخم, وسنبدأ التصوير في خلال الاسبوع المقبل.