عادت اسرة فيلم ميكروفون الي القاهرة بعد جولة طويلة في العديد من المهرجانات العربية والعالمية شاهد من خلال عدد كبير من الجمهور من مختلف الجنسيات وابدوا اعجاب كبير بالفيلم كما ان الفيلم استطاع ان يحقق اعلي نسبة مشاهدة في عدد كبير من المهرجانات بالنسبة للافلام التي كانت تشارك في اي مهرجان .. فبعد حصول الفيلم علي جائزة افضل فيلم عربي في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ 34 ، اقام الفيلم احتفالا خاصا علي هامش المهرجان بقندق سوفيتيل الجزيرة احيته فرقتي مسار اجباري و Y-CREW . وحضر الحفل عدد كبير من نجوم المهرجان وضيوفه بالاضافة الي اصدقاء اسرة الفيلم من العاملين في الوسط الفني ، وغني فيها خالد ابو النجا و احمد عبدالله و محمد حفظي مع الفرق واندمج معهم الحضور.
وفي اليوم التالي اتجه المخرج احمد عبدالله السيد و خالد ابو النجا الي مهرجان سالونيكي السينمائي الدولي باليونان حيث شارك الفيلم في المسابقة الرسمية في الدورة الـ 51 للمهرجان حيث اقيم للفيلم عرضان من انجح العروض التي اقيمت بالمهرجان حيث اقيم العرض الاول يوم 10 ديسمبر بمسرح اولمبيون و القاني يوم 11 ديسمبر بمسرح فريدا ليابا .واكد المخرج احمد عبدالله بان الفيلم حقق حالة من الاستمتاع لك من شاهده .
وبعدها اتجه كلاهما الي مهرجان دبي السينمائي الدولي الـسابع حيث تقابلا مع يسرا اللوزي و مدير التصوير طارق حفني والمنتج محمد حفظي و مدير الانتاج هاني صقر و فرق ماسكارا ومسار اجباري واحد اعضاء فريق Y-Crew حيث شارك الفيلم في التنافس علي جوائز المهر العربية و حصل المونتير هشام صقر علي جائزة افضل مونتاج لتنضم الي الجوائز التي حصدها الفيلم من مختلف المهرجانات حيث حصل علي جائزة التانيت الذهبي بمهرجان قرطاج و جائزة افضل فيلم عربي في المسابقة العربية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي .
وكان الفيلم قد اقيم له عرضان يومي 15 و17 ديسمبر علي مسرح فيرست جروب وجميرا وقد لاقي العرضان تجاوبا كبيرا من الحضور من العرب والاجانب الذين ظلوا حتي الانتهاء من عرض الفيلم ووجهوا العديد من الاسئلة الي اسرة الفيلم التي تواجد عدد كبير منها في المهرجان واقيم بعد العرض الثاني في جميرا بيتش ريزيدندس حفلا بحضور الفرق الغنائية التي شاركت في بطولة الفيلم والتي لاقت نجاحا غير عاديا حيث شارك معهم في الغناء اسرة الفيلم بالكامل .
وفي الندوة التي اقيمت للفيلم قال مخرج الفيلم احمد عبدالله " فيلم ميكروفون يحاول أن يقرأ، أو يحلل، الوضع الحالي بالاستناد إلى ما سوف يجري في المستقبل. نحن هنا الآن.. بسبب ما سوف يحدث". عبد الله الذي صدر له فيلمان طويلان في عامين، يميز نفسه لكونه واحداً من أبرز الأصوات السينمائية في أقدم صناعة سينمائية في العالم العربي. وفيلمه «ميكروفون» يتنافس اليوم على جائزة المهر للأفلام العربية، من مهرجان دبي السينمائي الدولي، بعد أن سبق له الفوز بالتانيت الذهبي في مهرجان قرطاج السينمائي، والهرم الذهبي من مهرجان القاهرة السينمائي في مسابقة الأفلام العربية. والجمهور من جانبه لاحظ مدى اختلاف فيلم «ميكروفون» الحيوي والموسيقي عن فيلم « هليوبوليس» الساكن والصامت، لكنه لاحظ كذلك أوجه التشابه الكثيرة بينهما، فكلا الفيلمين من بطولة فنانين مختارين من طبقات اجتماعية وأجيال مختلفة، وكلاهما يسردان قصتيهما من وجهة نظر الشخصية الأساسية اللطيفة والمحرومة من الحب، والتي أدى دورها في كلا الفيلمين النجم خالد أبو النجا. في كلا القصتين شخصيات تعمل في مشاريع بحث أو توثيق (الأصل في فيلم «ميكروفون» أن يكون توثيقياً). وكلاهما تدور أحداثه في أماكن ذات أهمية تاريخية، فحي هليوبوليس القاهري والإسكندرية كلاهما كان حاضرة عالمية في فترة ما قبل الثورة.
يقول عبد الله: «الفيلمان كلاهما مستندان على تجارب شخصية، فقد أردت أن أوضح لماذا رأيت «هليوبوليس» انعكاساً لكل ما حدث للقاهرة في السنوات الخمسين الأخيرة، وأن أطلع الآخرين على قصصي الشخصية لكي أساعد الناس على محاولة رؤية المدينة من خلال الشخصيات». «الأمر نفسه ينطبق على «ميكروفون». ملهمتي الأولى كانت «آية» الرسامة الجدارية الشابة في الفيلم التي تبلغ 18 من العمر.. عندها ورشتها الخاصة، وهي شديدة الثقة بعملها. إنها تمارس الفن لمتعة الممارسة، من أجل الفن بحد ذاته، وأنا فكرت أن هذا الأمر شبيه جداً بالطريقة التي أصنع بها أنا وزملائي أفلامنا في المشهد السينمائي المستقل».
وقال خالد ابو النجا " على عكس العديد من الأفلام المصرية المعاصرة، التي تتسم بطابع وعظي في التعبير عن الضمير الاجتماعي، إلى درجة يبدو معها وكأنها تُخضع السينما لعلم الاجتماع، لا تجد في «ميكروفون» شخصية أو خلفية سردية من العيار الثقيل، بل تلاحظ أن أسلوب الكتابة مراوغ بالنسبة لقصة قصيرة، وهذا ما يتيح للجمهور أن يقارب بين الشخصيات ويربط قصصها بنفسه".
ومن دبي اتجه خالد ابو النجا في رحلة طويلة الي قطر ومنها الي الجزائر يوم 21 ديسمبر الماضي لينفي كل ما اشيع حول عدم حضوره لمهرجان وهران السينمائي حيث لم يتمكن من حضور حفل الافتتاح بسبب تواجده في حفل ختام مهرجان دبي والحفل الذي اقيم ليلة الختام واشار خالد ان مشاركته في مهرجان وهران السينمائي الدولي لا مجال للشك فيها وأنه إنسان يلتزم بوعوده. واستغرب من الإشاعات التي أطلقتها بعض الصحف المصرية قبل أيام عن قلقه وخوفه من زيارة الجزائر بسبب الأزمة التي خلفتها مباراة كرة القدم قائلا "الجزائر بلدي الثاني ويوم وصلتني دعوة المهرجان قبلتها مباشرة رغم ارتباطي المسبق بمهرجان دبي".
وعلق خالد على ما حدث "موقفي مما حدث من فتنة كان واضحا منذ البداية، وقلت كلمتي يومها لكل وسائل الإعلام والفضائيات. أرفض رفضا شديدا أن يسقط الفنان في فخ الصحافة والإعلام المهووس بالتفرقة والفتنة. وعلينا كفنانين أن نكون واعين لأننا نموذج ولنا تأثيرنا في مجتمعاتنا العربية. لا أفهم كيف ينزلق الفنان إلى درجة السب والشتم، ما حدث درس عظيم لنا لنتعلم كيف نتعامل مع الإعلام".
ونفى أن يكون قد تردد في قبول دعوة مهرجان الجزائر "قبلت مباشرة خاصة وأنني سأمثل الفيلم فقد كان كل فريق الفيلم يريد الذهاب إلى وهران على غرار منة شلبي ويسرا اللوزي وغيرهما إلا أن أجندة التصوير وارتباطاتهما المهنية حالت دون ذلك".قال أبو النجا إنه قرر منذ البداية الحضور يوم 22 ديسمبر الجاري بعد التوجه من دبي إلى القاهرة ثم إلى الجزائر. إلا إنه قرر تغيير الحجز للحضور مباشرة من دبي إلى الجزائر، من خلال رحلة 21 ديسمبر. وكان خالد قد توقع أن ينال فيلم "ميكروفون" إعجاب جمهور المهرجان ، وكان خالد قد قام بعد وصوله الي وهران بالتوجه لقاعة سينما المغرب لعمل تجربة عرض للفيلم، وبعد توجه مع كل ضيوف المهرجان لحفل عشاء باحد الأماكن التاريخية بوهران ورقص مع الجميع على موسيقى "العيساوة" وهى تشبه أعمال ياسين التهامى بمصر وقال خالد "قدمنا عرضين للفيلم بمهرجان دبي، كان يوم العرض الأول متبوع بمشاكل تقنية في القاعة، أما العرض الثاني فكان مفتوحا للجمهور في الهواء الطلق أين قدمنا الأغنية الأخيرة للفيلم على المباشر مع فرقة موسيقية ".
ووصف خالد العرض الذي اقيم للفيلم ضمن فعاليات مهرجان وهران والذي نافس فيه الفيلم مع عدد كبير من الافلام ضمن مسابقة "الأقهار الذهبي" للأفلام الروائية الطويلة بانه كان دافئا وملئ بالحضور الذين كانوا يصفقون مع كل اغنية طوال مدة عرض الفيلم كثير من العائلات حضرت مع اطفالها والذين التقطوا معه العديد من الصور الفوتوغرافية .
وعندما بدأ المؤتمر الصحفي كان الامر مختلفا حيث كان ملئ بالعصبية في البداية ، الا ان خالد استطاع ان يمتص هذا الغضب بشكل سريع جدا واصبحوا يصفقون كلما قلت اي شئ بسيط وطبيعي حول الفن وانه يجمع الشعوب لانه يتكلم باللغة العالمية وهي المشاعر والاحاسيس . وأكد الفنان خالد أبو النجا، على هامش ندوة صحفية عقدها في وهران، أن "جميع الخلافات المصرية الجزائرية، انتهت فعليا، ولم تبق إلا في وسائل الإعلام"، مبينا بصورة أدهشت الجميع بأنه "سعيد جدا بوقوع تلك الخلافات، لأنها علمتنا درسا مهما في عدم تصديق أي شيء، وفي ضرورة تقوية العلاقات الضعيفة والمهزوزة بين الإخوة العرب " .
لخص خالد أبو النجا الدروس المستقاة من الفتنة، قائلا: "العرب يجب أن يتعلموا إبقاء خلافاتهم الرياضية في حدود ملعب كرة القدم وفقط"، مؤكدا على أنه ليس متخوّفا من تواجده في الجزائر مثلما تدعي بعض الأوساط، رغم الحماية الأمنية المبالغ فيها، لتواجده بالفندق أو حضوره فعاليات المهرجان .وأضاف أبو النجا بأن عرض فيلمه "ميكروفون" في مهرجان وهران للفيلم العربي، دليل على احترامه للتظاهرة والقائمين عليها، وأيضا لحرصه على التواجد بين الجمهور الجزائري، والاطلاع على رأيه في الفيلم الذي قال إنه مؤشر جديد على تحوّل السينما المصرية والعربية عموما، نحو الاستقلالية .، ونفى أيضا أن يكون واحدا من دعاة التحرر والتغريب على الطريقة الأمريكية في الأعمال السينمائية التي قام بها، لكنه أكد بأنه من دعاة الاستقلالية والحرية ورفض الوصاية مهما كانت ولو جاءت من العائلة.
في السياق ذاته، دافع خالد أبو النجا عن فيلمه الجديد "ميكروفون"، قائلا :"المخرج والسيناريست أحمد عبدالله، لم يتعمّد في بعض مشاهده، استعمال الرمزية، أو إدانة أي طرف أو تيار في المجتمع، وأن الفيلم لا يتضمن أي رمزية أو إدانة مباشرة، بل يمثل سردا طبيعيا لواقع عاشه الأبطال، وبينهم الفرق الموسيقية الشابة التي "كانت تخطط لإقامة حفل في إحدى الساحات العمومية، لكن الشرطة تدّخلت وحجزت العتاد الموسيقي، ومنعت الحفل، بيد أن حالة الإحباط تلك، سرعان ما تحوّلت إلى عمل فني جديد في آخر مشاهد الفيلم، بما يدل على استمرار مقاومة الأوضاع اليائسة والصعبة"، والتي قال أبو النجا، أنها ليست محصورة في الإسكندرية، حيث أحداث الفيلم، بل إنها يمكن أن تقع في كل مكان بالعالم العربي، بما في ذلك وهران.