تدور أحداث الفيلم حول (خالد) الذي يعود إلى الإسكندرية بعد غياب أعوام قضاها في الولايات المتحدة بحثا عن حبيبته، وترميم علاقته المتصدعة بوالده. لكنه يكتشف أن عودته جاءت متأخرة، فحبيبته على وشك السفر...اقرأ المزيد وعلاقته بوالده وصلت طريقا مسدودا. وأثناء جولة يائسة في شوارع الإسكندرية، يلتقي بشبان وشابات كلا له حياته وأسلوبه الخاص في العمل والعيش، فتختلط تفاصيل حياة (خالد) الخاصة بما يدور حوله من أحداث فيدمج في هذا العالم الجديد عن جيل ناشئ من الفنانين يعيشون على الهامش.
تدور أحداث الفيلم حول (خالد) الذي يعود إلى الإسكندرية بعد غياب أعوام قضاها في الولايات المتحدة بحثا عن حبيبته، وترميم علاقته المتصدعة بوالده. لكنه يكتشف أن عودته جاءت متأخرة،...اقرأ المزيد فحبيبته على وشك السفر وعلاقته بوالده وصلت طريقا مسدودا. وأثناء جولة يائسة في شوارع الإسكندرية، يلتقي بشبان وشابات كلا له حياته وأسلوبه الخاص في العمل والعيش، فتختلط تفاصيل حياة (خالد) الخاصة بما يدور حوله من أحداث فيدمج في هذا العالم الجديد عن جيل ناشئ من الفنانين يعيشون على الهامش.
المزيدتم تصويره بالكامل في مدينة الأسكندرية خلال الفترة من أبريل إلى يونيو 2010 .
القصة مبنية علي حكايات الفنانين الحقيقة .
الحرية هي المطلب الأول والرسالة الحقيقية التي سعى لإبرازها والتأكيد على ضرورة وجودها كل صناع فيلم "ميكروفون" الحائز على الجائزة الأولى في المسابقة العربية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الأخير. كل الشخصيات في الفيلم على كثرتها تبحث عن التحرر كل وفق منظوره وظروفه وطبيعة نشأته، والحرية في الفيلم بمنظورها الواسع تتعدى كل الخطوط الحمراء وتتجاوز كل الأعراف والتقاليد الثابتة في المجتمع لتصطدم بمخلبي التدين والشرطة اللذان يقاومان التحرر بكل الوسائل ويحرصان على بقاء الوضع على ما هو عليه وفق رؤية...اقرأ المزيد الشخصيات. تم تصوير الفيلم بالكامل في الأسكندرية ويظهر فيه عشرات الشباب بشخصياتهم الحقيقية في إطار درامي يجمعهم حيث تدور الأحداث حول شاب يعود إلى مدينته بحثا عن حبيبته واصلاح علاقته بوالده بعد سنوات قضاها في أمريكا لكنه يكتشف أن ما عاد من أجله سراب، وأثناء جولة يائسة في الشوارع يلتقي شبان وشابات مغايرون تماما لما اعتاد عليه في مدينته فيندمج في عالمهم بقوة ربما بتأثير اختلاطه بهم في غربته. الشباب تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة والخامسة والثلاثين لكن السمة الواضحة التي تجمعهم تتمثل في حالة عامة من الإحباط في امكانية تغير ظروفهم أو تغير نظرة المجتمع إليهم، منهم من يغني الراب أو الهيب هوب على الأرصفة ومنهم من يعزف "الروك" على الأسطح ومنهم من يرسم لوحات "جرافيتي" على الجدران ومنهم من يتجول ليل نهار في الشوارع على لوح تزلج "سكيت بورد". الصيغة العامة للفيلم كانت موفقة إلى حد كبير في التعامل مع هؤلاء الشباب الذين لا يمكن طرح مشكلاتهم أو أرائهم في فيلم تقليدي لأنها بالتأكيد أفكار ومشكلات غير تقليدية وربما كان العائق الوحيد أمام المخرج أحمد عبد الله، وهو نفسه المؤلف، في "تربيط" التفاصيل داخل قصة مشوقة تصلح في النهاية كفيلم سينمائي. الأسلوب الذي استخدمه المخرج في التسلسل الدرامي للفيلم كان مختلفا وربما صادما للبعض ممن أدمنوا السينما التقليدية واعتبروها الصيغة السينمائية الوحيدة المقبولة، لكنه كان الأسلوب الأنسب لطرح أفكار شبابية مشوشة ومحاولات ضبابية لتحقيق الذات من جانب أشخاص لا يجدون جهة أو شخصية واحدة تساندهم في تحقيق أحلام يعتبرها المجتمع متطرفة، في حين أن رؤيتهم للتطرف تتمثل في رفض المجتمع نفسه للتغيير. ربما كانت الحلقة الأضعف في الفيلم هي الخط الدرامي الخاص بعلاقة البطل "خالد" بحبيبته التي جسدتها "منة شلبي"، فكلما ظهرت الحبيبة كان الفيلم "يفصل" المشاهد عن التحرر القائم في أحداثه، حيث ينتقل من مشاهد الشوارع العشوائية غير المدققة سينمائيا بشكل مقصود إلى مشاهد تقليدية لحبيبين يجلسان في مقهى ساحلي هادئ ليتحدثان عن وقائع قديمة قصد المخرج أن يرتبها في الفيلم بطريقة عكسية ليؤكد على الوضع المعكوس اليائس الذي يعيشه الشباب. لكن لا يمكن القول إنه كان من الأفضل إلغاء هذا الخط الدرامي أو قصره على مشاهد محدودة لأنه بات واضحا في نهاية الفيلم أنه الرابط الدرامي المنطقي بين كل الشخصيات التي تحولت الحوارات بين البطل وحبيبته إلى صيغة تفسير لها في بعض الأحيان وصيغة تزيد من غموضها في أحيان أخرى. خطان دراميان أخران لا يمكن اغفالهما الأول خاص بشخصيتي "مجدي" و"سلمى" اللتان قدمهما أحمد مجدي ويسرا اللوزي، وهما الصيغة الرمزية الحيية للفيلم حيث يسعيان طوال الأحداث لإنجاز فيلم عن الفرق المستقلة ليطرح "ميكروفون" من خلالهما كل مشكلات صناع السينما المستقلة الشباب ربما كنوع من الإنحياز إلى النفس كون معظم المشاركين في الفيلم يعملون في تلك السينما أو ينتمون إليها بالأساس. والخط الأخر هو شخصية بائع أشرطة الكاسيت الشاب الذي قدمه عاطف يوسف، والذي يسعى طوال الفيلم للهرب من قبضة الأمن رغم أنه يقوم ظاهريا بعمل مشروع ويقضي يومه في الشارع بحثا عن مورد رزق، لنجد الأمن يكف يده عنه حين يحتمي بلافتة مرشح حكومي في الانتخابات ثم يضربه بلا رحمة في نهاية الأحداث بعد دمار اللافتة عرضا في مشهد هزلي واضح الدلالة. نعود إلى اختيار الإسكندرية لتصوير الفيلم لما فيها من خصوصية شديدة، فالمدينة الكوزموبوليتانية تضم حشدا من الثقافات وبالتالي يتوقع من البشر فيها أن يقدموا على التحرر أكثر من غيرهم من سكان مدن أخرى بينها العاصمة القاهرة. لكن وفي المقابل فإن الأسكندرية الحالية تعد أحد أبرز معاقل التشدد الديني الذي فرض على أهلها حالة من الحصار، إن جاز التعبير، ظهرت في مشاهد محدودة في الفيلم لكن بدلالات واضحة. اشارات كثيرة سريعة واضحة الدلالة ضمها الفيلم أيضا منها ما له علاقة بمحاولات تغيير الفكر السائد لدى الأجيال الأقدم فيما يخص الذوق الفني تحديدا، فالمسئول الحكومي يرفض تمويل الفريق الغنائي الشبابي لأنه يقدم صيغة فنية جديدة ويمنح التمويل لفتاة تعيد غناء تراث كوكب الشرق أم كلثوم، والمسئول نفسه يعتبر "الجرافيتي" تشويها للجدارن والمباني بينما لا يجد غضاضة في تشويه نفس الجدران بملصقات قبيحة خاصة بمرشحي الإنتخابات. وحرص الفيلم طوال أحداثه على الإبتعاد عن المناطق الملتهبة حتى لا يصطدم بعوائق رقابية لكنه ضم اشارات سريعة للكثير من الأحداث السياسية القائمة بينها الانتخابات كطقس مجتمعي له الكثير من الخصوصية في مصر، إضافة إلى مشاهد سريعة خاطفة لتظاهرات واعتصامات ظهر في احداها واضحا صورة الشاب السكندري خالد سعيد الذي لازالت قضيته تحتل مكانة بارزة في علاقة المواطنين بالجهاز الأمني. لا يمكننا أن نغفل أبدا في استعراضنا للفيلم اعتماده تلك الصيغة الواقعية جدا في سرد الأحداث من خلال حوار طبيعي جدا بين الشخصيات يبدو أنه في أغلبه مرتجل حتى أن بعض الألفاظ فيه تصل السينما ربما للمرة الأولى، وإن كان البعض ممن حضروا العرض الأول للفيلم أبدوا انتقادات واسعة على مستوى الحوار المتدني وكأن المطلوب من السينما أن تزيف الواقع وتقدم للجمهور على لسان أبطالها حوارا لا يستخدمه هؤلاء الأبطال في حياتهم الطبيعية. يبقى أيضا الإشارة إلى المغامرة التي خاضها صناع الفيلم بتقديم عمل مختلف يركز على شباب يتم تهميشه لأسباب مختلفة أبرزها الخوف من أفكاره المتحررة التي تطالب بتغيير الكثير من التفاصيل اليومية في المجتمع وتجاوز تابوهات عدة باتت من تكرارها سمة أساسية لحياة المصريين رغم أنها ليست جزءا من تكوينهم الثقافي أو الحضاري. ولابد من توجيه الشكر لفريق الفيلم الذي أتاح للجمهور فرصة معرفة مجموعة من الفرق الموسيقية الشبابية المتميزة، والدفع في اتجاه منح تلك الفرق وغيرها فرصا لتقديم فنونهم والتعبير عن أنفسهم في اطار قانوني بدلا من اللجوء إلى أطر غير قانونية معروفة في كل أنحاء مصر للهرب من الملاحقات الأمنية التي تعتبر هؤلاء الفنانين الشباب مارقين أو متجاوزين رغم أنهم يحاولون فط استخدام حقهم الدستوري في التعبير عما بداخلهم. وكان اختيار الأغنيات ومواقع تداخلها في الأحداث موفقا بشكل كبير حتى أنها كانت الأفضل على الإطلاق في الأحداث واستجلبت لمرات عدة تصفيقا حادا في العرض الأول من جانب جمهور فوجئ بمدى الوعي السياسي والثقافي الكبير لدى شباب يعيشون على هامش المجتمع لكنهم يستحقون أن يكونوا في صدارة المشهد.
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
ميكروفون .... 'نــوتـة' موسيقية تكتب شهادة ميلاد لسينما جديدة | Usama Al Shazly | 4/4 | 16 يناير 2011 |