الصورة هي لغة السينما الرسمية، وأهم ما يميز فيلم الوتر هو صورته، حيث نجح المخرج مجدي الهواري في خامس تجاربه الإخراجية في تقديم صورة غنية ومختلفة تماماً عما قدمه من قبل، حيث يعتمد الفيلم علي "تيمة" بوليسية تدور حول قضية مقتل أحد موزعي الموسيقى والتي تحقق فيها الشرطة من خلال ضابط مباحث غير متوازن نفسياً لحادث ما في حياته، ولكن الفيلم الذي كتبه السيناريست محمد ناير لا يتوقف عند تلك التيمة بل يغوص أعمق منها إلى خبايا النفس البشرية وتداخلاتها المثيرة للدهشة والخجل أحياناً.
لا يخلو الفيلم أيضاً من العديد من المفاجأت التي تنساب بنعومة الواحدة تلو الأخرى خلال الأحداث كنقطة قوة للسيناريو، أضاف إليها الإخراج عمقاً وقدمها في صورة رائعة قادرة على بث الدهشة في وجوه المتفرجين.
غادة عادل بطلة العمل تكتشف مساحة جديدة في مشوارها المهني، وتتجاوز نبؤة المخرج الكبير محمد خان حين اختارها لاداء دور الفتاة الصعيدية البريئة في فيلم في شقة مصر الجديدة، من خلال دور مركب عن فتاة موهوبة تعاني من عدة عقد نفسية وقهر لازمها منذ طفولتها، في أداء سيحسب لها في مشوارها الفني.
أحمد صلاح السعدني يقدم أفضل أدواره السينمائية حتى الآن من خلال دور صغير، ولكنه أفضل كثيراً من أدوار كبيرة قدمها من قبل
مصطفى شعباننقطة ضعف الفيلم الكبرى ونغمته النشاز من خلال إصراره على تقديم شخصية ضابط المباحث في "إكلاشيه" ثابت لا يتغير منذ قدمها أنور وجدي في فيلم ريا وسكينة منذ عقود بعيدة، وكذلك محاولته اليائسة لتقليد النجم العالمي آل باتشينو في فيلمه " انسومينا" عندما عانى من قلة النوم التي أوصلته أحياناً لدرجة الهذيان، - أداء شعبان وحده أفقد الفيلم نقطتين في التقييم - .
أروى جودة أيضا قدمت أداءً متوسطاً غلفته إنفعالات زائدة أحياناً، لم ترق إلى مستوى الشخصية إلا في مشاهدها في النصف الثاني من الفيلم.
أشرف زكي يقدم دوراً متميزاً للغاية رغم صغر مساحته، وكذلك ممثلة العام سوسن بدر التي تصر على تقديم شخصية مختلفة ومتميزة للغاية فيلماً بعد الأخر.
أما مدير التصوير مازن المتجول فهو أحد أهم نجوم هذا العمل من خلال كاميرا حساسة ناعمة أضافت للفيلم الكثير والكثير.
فيلم الوتر خطوة كبيرة في مشوار الثنائي غادة عادل ومجدي الهواري، خطوة صغيرة نحو سينما تهتم بجماليات الصورة العنوان الحقيقي لها.
تقييمي للفيلم 7 من 10
تم خصم درجة لضعف الحوار في بعض المشاهد
تم خصم درجتين لاداء مصطفى شعبان