أول حوار حقيقي بين محمد دياب كاتب ومخرج فيلم ''678'' ومتحرش شاب

  • حوار‎
  • 06:27 مساءً - 8 يناير 2011
  • 3 صور



صورة 1 / 3:
محمد دياب
صورة 2 / 3:
محمد دياب مع السينما . كوم أثناء إنتظار " م . ص"
صورة 3 / 3:
محمد دياب يستمع بإنصات لـ "م . ص"

تلقى موقع "السينما . كوم" إتصالاً تليفونياً من أحد الشباب والذي رفض ذكر إسمه، فقط أصر على مقابلة السيناريست والمخرج محمد دياب، ليبدي إعتراضه على وجه نظر فيلمه الأخير 678.
إلى هنا ومدير تحرير الموقع لم يبد إهتماماً أكثر من العادي، وطالب الشاب بأن يرسل رأيه في رسالة بريد إلكتروني إلى الفنان محمد دياب، ولكن الشاب فاجأه بأنه يرغب في مقابلته لأنه أحد المتحرشين الذين ناقش الفيلم قضيتهم، ويرى أن الفيلم اقتص منه ولم ير وجهة نظره التي اضطرته إلى ممارسة التحرش.
على الفور تم الإتصال بدياب وتحديد موعد إلتقى فيه الفنان صانع فيلم 678 وأحد المتحرشين الشباب الذي يبلغ من العمر 25 عاماً، وخريج كلية الحقوق بجامعة عين شمس، يعمل في محل للتليفونات المحمولة،.
جلس الشاب الذي سنشير له من الأن باسم "م ص" ودار حوار هاديء كتعارف في البداية وأبدى كلا منا إندهاشه لأدب الشاب الجم، الذي تحول مع بدء المناقشة إلى محاولة للإنتقام، وكان هذا هو الحوار:
- م ص : من حقي أن أفعل أي شىء في مجتمع كهذا ، أبلغ من العمر 25 عاماً ولن أتزوج قبل 15 عاماً أخرى، وقد لا أتزوج أصلاً، ضع نفسك مكاني، عندما أركب الأتوبيس ذاهباً في مشوار - قد يكون لعمل خير - وترى إمرأة أمامك، تصطدم رجلي برجلها فأقترب منها ثم أتحرش بها

  • محمد دياب :أنا متفهم لظروفك، تلك الظروف التي لا يحتملها أحد في العالم، ومتعاطف مع فكرة التأخير في الزواج، وأشعر بك لأني شاب مثلك، ولكن الفارق بين المتحرش والإنسان الطبيعي هو أن الطبيعي يكتفي بخيالات أما المتحرش فينفذ تلك الخيالات بأسلوب مريض، هل ترضى أن يمس أحد أمك أو أختك أو زوجتك في المستقبل؟
    انت لا تتخيل ماذا تفعل لمستك في المرأة، قد تجعلها ترفض الزواج بسبب التحرش، وترفض أن يمسها زوجها، وهناك واحدة أخرى تركت دينها ووطنها لأنها تعرضت للتحرش، ما هو موقفك عندما تحاسب على خروج أحد من الدين، أترضى هذا لأمك وأختك؟

  • م ص : أكيد سأكون غاضب من أجل أمي وأختي، ولكنك تتحدث من الخارج، أنا أتحدث من داخل المشكلة، إن كان الله سيحاسيني على تلك المرأة التى تركت دينها، فما هو حساب من فعل بي أنا هذا وأوصلني لهذا.

  • محمد دياب : أعرف أنك تتعرض لضغوط غير عادية بدء من الإعلانات حتى الأغاني المصورة، التي تضع الجنس دائماً بين مفرداتها فتثير الشباب، وهذا جعل الرجال في الـ100 سنة الأخيرة كائنات مشوهة تفكر في الجنس كثيرا، وكونك لا تستطيع أن تضع نفسك مكان المرأة

  • قاطعه الشاب م ص : طبعاً لا أقدر على هذا

  • محمد دياب أتفهم سبب هذا، وأعتقد أنه فقدان للثقة في المرأة، فأنت مع طول فترة كبتك عندما أخطئت رفضت تحميل الخطأ لنفسك، وحملته للطرف الثاني المرأة، وقلت لنفسك أنها السبب إما زيها أو طريقتها أو أسلوبها، لتقنع نفسك أنها السبب ومن ثم فقدت الثقة فيها.
    واضرب لك مثال عندما يضرب أحد الشباب إمرأة متحرشاً ويجري فتصرخ هي "إلحقوني ، امسكوه" لا يتحرك أحد، بينما إذا صرخت "حرامي" سيتعاون الجميع لإمساكه، لأنهم في الحالة الأولى حملوها هي السبب في إستسهال وفقدان عام للثقة.
    ولهذا أرى أن صناع "الميديا" الذين يتعمدون إثارة الشباب يستحقون المحاكمة، لأنهم يضرون المجتمع بأثره، ويفقدون الرجل ثقته في النفس.
    ورغم أني أرى أنك مظلوم وضحية مجتمع، إلا أني سأكون أول المطالبون بسجنك 3 سنوات بداعي التحرش، قد أتعاطف مع قاتل لكني سأطالب بإعدامه لأنه أضر المجتمع، وأنت أيضاً تستحق الحساب

  • م ص :إن استطعت إمساكي أو إثبات التهمة علىٌ ، اسجني

  • محمد دياب وهذا ما يدور حوله فيلمي ويطالب به، أن تقوم كل إمرأة تتعرض للتحرش بالإبلاغ عم هذا المتحرش، تخيل بالأمس حادثني صديق يعمل ضابطاً ليخبرني أن أمامه واقعة تحرش صاحبها مهندس ميكانيكا في اوتوبيس متجه لدمياط، وتحرش بامرأة في صحبة زوجها، ولمعلوماتك كان الاوتوبيس فارغاً، وسألني صديقي ماذا أفعل؟
    تذكرت ساعتها " ولكم في القصاص حيا"، فطالبته بألا يرحمه ، لأن مثل هذا مريض إن تركته سأحاكمه بعد 5 سنوات بتهمة الإغتصاب، إذن أنا الان أحميك بسجنك 3 سنوات وإفاقتك قبل أن تتورط في قضية إغتصاب.

  • م ص : لا أفكر في الإغتصاب نهائياً، ولكني لا أستبعد حدوثه إن كان آمناً

  • محمد دياب :أعرف جيداً أن حالات الإغتصاب المبلغ عنها لا تتجاوز 1%، وتحدث بصفة شبه يومية خاصة مع راكبات الليل وسائقي الميكروباصات، أليس هذا حيوانياً، ألا تملك المرأة حتى وان كانت فتاة ليل حق الإختيار، فما بالك بإغتصاب خادمات وسيدات يعملن على رزقهن وللاسف بعضهن تجاوزت الـ 50 من عمرها.

  • م ص : هل ترى إذن أن الحل الوحيد هو سجني 3 سنوات؟

  • محمد دياب : نعم هناك طريقتان الحل على المدى الطويل بأن الظروف يتم حلها وتستعيد ثقتك بالمرأة، وتقل المغريات والمثيرات، وأن يتوقف البعض عن تجارة الأجساد تحت مسمى الفن والغناء لأنهن يتركن لديك إنطباعاً خاطئاً حول ملايين النساء المحترمات في بيوتهن، ويفقدكن الثقة فيهن دون ذنب جنوه، وحل على المدى القريب وهو تشديد العقوبات حتى تشعر النساء بالأمان، أنت لا تعرف كيف أصبحت المرأة تخطط لخروجها وكأنها معركة حربية، أنت لا تدرك حجم الذعر الذي تشعر به أختي وأختك في الشارع.
    المرأة ليست مثل الرجل، التحرش ولو بلمسة قد يغير حياتها تماماً ويقلبها رأساً على عقب، لذلك لابد أن أسجنك أنت والـ 5% الذين يمارسون التحرش في شباب مصر، خاصة وانهم لا يستمتعون فيمارسونه أكثر من مرة في اليوم الواحد.

  • م ص : أنا لا أشعر بالسعادة عندما أتحرش بامرأة

  • محمد دياب : ولماذا إذن تفعل هذا؟

  • م ص : أفرغ كبتي، أشعر بإقتناص حق ضائع لي لدى المجتمع

  • محمد دياب : أرى أن منطقك هذا سيدفعك إلى الإغتصاب بعد سنوات

  • م ص : أحتمال كبير

  • محمد دياب : المشكلة أنك لا تشعر بالعار مما تفعل، وبل ويعتبر المتحرشون هذا مدعاة للسخرية والضحك، ولو بقينا بهذا المنطق، والكل حولك سعيد بما تفعل، ستغتصب إمرأة في المستقبل وسيتم إعدامك، صدقني أنا خائف عليك.

  • م ص : وماذا أفعل في رأيك؟

  • محمد دياب : أمسك نفسك، صدقني أنا متعاطف معك، لان ما تفعله غير آدمي، فأنت فعلا مظلوم ولكن بدل أن تدعو الله أن يرفع عنك هذا الظلم، تظلم أنت إنساناً أخر ليس له ذنب، لماذا لا تتحرش بالمسؤول إذا كنت ترغب في إستعادة حقك إذن، واترك البنات البريئة في حالها، حرام عليك، لا تشارك في تدمير المرأة نصف المجتمع ، صدقني أنا متعاطف معك، لكني مشفق أكثر على البنت.

  • م ص : أنا أيضاً مشفق عليها

  • محمد دياب : كيف تشفق عليها وتفعل بها هذا، إنها حتى لا تستطيع البوح بما يحدث، دعني أسألك سؤالاً لو تحرش بك أحد يوماً ما من الرجال ماذا سيكون شعورك.

  • م ص : هذا لن يحدث أبداً، ولكنى أعدك بأن أحاول التوقف عن التحرش

  • محمد دياب : سوف أدعو لك، ولكن تعاطفي معك لن يمنعمي من سجنك إن كررت الخطأ
    إلى هنا وينتهى الحوار الذي دار لمدة ساعة وسط إنفعالات متباينة وصوت يعلو وينخفض طبقاً لإنفعال صاحبه، وغادرنا "م ص" واعداً إيانا بإبلاغنا إن توقف عن التحرش يوماً أو عاد إليه.
    إلى هنا وينتهي الحوار الذي أصر أحد محرري السينما . كوم على إجراؤه متقمصاً شخصية المتحرش، رغبة منه في إعطاء المتحرشين فرصة لعرض وجهة نظرهم



تعليقات