وودي آلن: زوجتي لم ترَ أفلامي ولا تحب كل أعمالي الغير سينمائية

  • خبر
  • 07:05 صباحًا - 19 مارس 2011
  • 1 صورة



المخرج العبقري

يطل علينا المخرج الشهير وودي آلن، صاحب الـ 50 فيلمًا، أخيرًا وبعد صمت طويل، ليتحدث عن أحدث أفلامه وتاريخه وزواجه المثير للجدل، وأولاده الثلاثة الذين خسرهم في معركة حضانتهم، ورغبته في العمل مرة أخرى مع الممثلة ديان كيتون.
ويشعر المرء قبل مقابلة آلن أنه سيقابل شخصًا غير عادي، لدرجة تجعل المرء يفكر هل هذا الاختيار فكرة ذكية أم لا. فالرجل بالفعل له سيكولوجية مختلفة عن الأشخاص الآخرين. وعلى الرغم من عمره الذي بغ الآن 75 عامًا، إلا أنه لا يزال حسن المظهر مثلما كان دائمًا.
السبب في هذه المقابلة في بريطانيا هو الإعلان هذا الأسبوع عن فيلمه الرابع "You Will Meet a Tall Dark Stranger، ستقابل غريبًا غامضًا وطويلا" الذي يتم تصويره في بريطانيا، الذي يأتي مشهده الافتتاحي بصدمة، حيث تتحدث أم بريدجيت جونز إلى أنطوني هوبكنز، الذي ترك زوجته هيلينا لأنها أصبحت عجوز ولم يعد بإمكانه تقبل ذلك، وبدلا من ذلك دخل في علاقة مع عاهرة تبلغ من العمر 20 عامًا. ويمثل الفيلم إحدى صور الكوميديا السوداء، حيث يروي من خلاله قصة البحث البائس عن السعادة من خلال العبث والجنون.
إنه فيلم لا يستطيع مخرج شاب القيام به. ويقول آلن "لم أكن أحلم بمثل هذا الفيلم عندما كنت صغيرًا. إنه يتطلب سنوات من خيبة الأمل، هذه حقيقة. إن الاشخاص الأكثر سعادة في الفيلم هم الأشخاص المخدوعين، فكلما كانوا مخدوعين أكثر، كانوا أكثر سعادة، إن صناعة الأفلام السينمائية تشبه العلاقة الحميمية، أفكر دائمًا أنني مقبل على صناعة أفضل فيلم على الإطلاق، ولكن مثل العلاقة الحميمة عندما يستلهمها المرء ولديه توقعات كبيرة، لكنه يُصاب بخيبة الأمل في أغلب الأحيان".
ويضيف آلن "لطالما شعرت أن الوهم يعمل بشكل جيد، إنه رائع. أعتقد دائمًا أن الناس الذين لديهم إيمان ديني يكونون أسعد دائمًا من الناس الذين يعيشون من دونه، المشكلة هي أنه ليست شيئًا يمكنك أن تتبناه أو تكتسبه، بل يجب أن يأتي طبيعيًّا".
الفيلم عبارة عن مزيج من الشخصيات والعلاقات الإنسانية مثل غالبية أفلام آلن، ويحكي عن قصة زوجين مطلقين وهما البريطاني المخضرم أنطوني هوبكنز وجيما جونز وابنتهما بطلة الفيلم ناعومي واتس التي تخوض علاقة معقدة مع زوجها الذي يقوم بدوره جوش برولين ورئيسها في العمل الذي يقوم بدوره أنطونيو بانديراس.
وتتشابك خيوط الفيلم بين الشخصيات الأساسية فيه، الزوج كاتب فاشل ذو طباع صعبة وعنيدة وهو يخون زوجته التي تجد في رئيسها بانديراس الملاذ الآمن لها. وبسؤاله عن اعتماده دائمًا في أفلامه على الحكي السردي للمشكلات القائمة بين الرجل والمرأة قال آلن "أشعر دائمًا أن الحياة غير مستقرة ومليئة بالتهديدات مع الناس الذين يعتقدون فقط في الماضي، هذا ما يحدث في الفيلم من خلال شخصين مجنونين يعيشان هذه الحياة البائسة في حين يتحول مكان عملهما إلى مصدر سعادتهما الوحيد".
واقتبس آلن عنوان الفيلم مما تقوله العرافات دائمًا للنساء اللاتي يشعرن بالوحدة بحثًا عن الرفقة، ولكنه أراد منه توصيل وجهة نظره حول هذا الأمر حيث قال "أن تعتقد أنه عاجلا أو آجلا سيأتي أحدهم لطرق الباب ويحمل السعادة معه إليك فهذا يرمز لموت النفس". وتساءل ساخرًا "ماذا سيحدث إذا لم تكن في البيت؟ بالطبع ستبحث عنك السعادة المتمثلة في هذا الشخص".
في عالم آلن، لا يوجد سبب لماذا تحدث بعض الأشياء بينما لا تحدث بعض الأشياء الأخرى. فإلحاده لا يسمح للأوهام من هذا النوع بالتواجد. وماذا عن السن، هل أنت مثل الممثل ألفي تقاوم فكرة سماع أنك عجوز؟ وأجاب آلن "أنا بالفعل أقاوم، أشعر بأن الطريقة الوحيدة التي يمكنك اتباعها في الحياة هي الإلهاء والتسلية، ويمكنك إلهاء وتسلية نفسك بملايين الطرق المختلفة، بدءًا من ضبط إحدى قنوات التليفزيون ورؤية من فاز في إحدى المباريات، أو مشاهدة أحد الأفلام أو الاستماع إلى الموسيقى. كل هذه حيل قمت بعملها وقام بها الكثير من الناس أيضًا. أنت تخلق المشكلات في حياتك، ويبدو للمراقب الخارجي أنك تدمر نفسك وهو الغباء نفسه. ولكنك تخلق هذه المشكلات لأنها ليست مشكلات مميتة، إنها مشكلات يمكن حلها أو لا يمكن حلها، ولكنها ربما تكون مؤلمة قليلا، ولكنها لن تزهق روحك على أي حال".
في هذا الفليم، مثل الافلام السابقة، " Whatever Works، كيفما تعمل" و"Husbands and Wives and Manhattan، أزواج وزوجات في مانهاتن" فالعلاقة ممزوجة بالتأثيرات الكوميدية. فهوبكنز يعد الدقائق حتى تعمل حبوب الفياجرا، ومصيرها واضح.
ويقول آلن، وهو أيضًا عازف جيد على آلة الكلارنيت، "زوجتى لم تكن تأخذني على محمل الجد يومًا ما، وعلى الرغم من أنني تركتها حتى يومنا هذا فإنها لا تزال ترى أنني متذمر دائمًا، ومصاب بوساوس مرضية، وأنني أحمق. فهي تعتقد أنني جيد فيما أقوم به وبالقطع فظيع في أي شيء آخر. هذه هي العلاقة التى كانت قائمة بيننا. هي لم تكن الشخص الذي يدعمنى معنويًّا. الناس اعتقدوا عندما تزوجتها بأنني تزوجت شخصًا ما سيقوم باحتقاري، لأن الفارق السني كبير بيننا. ولكن لم تكن هذه هي القضية. فهي لم ترى 90% من أفلامي، وحتى هذا اليوم لم ترى 60% من الأفلام، وحتى أنها لا تهتم بها. وكانت تسخر من أعمالي، كما أنها كانت تسخر بلا خجل من موسيقى الكلارنيت التي كنت أقوم بعزفها. لم تكن تتحملها، لم تتحمل ما كنت أقوم به، فهي لم تأتي إلى أي حفلة، معتقدة بأن ذلك بمثابة تعذيب لها، إذا كنت تريد أن تراني كيفما أبدو، فهؤلاء هم الأشخاص من حولي، فزوجتي وأختي والناس القريبين مني ومن يحبونني، وحقيقة أنهم لا يحبون أفلامي ويقومون بانتقادي ليس حقيقيًّا، فهم يحبونني ويدعمونني، لكنه يوجهون الانتقادات لما يرونه غريبًا وشاذًا. وعلى الرغم من أنهم يعتقدون أن المسألة أسوأ من كوني غريب الأطوار، فهو حقًّا أكثر من ذلك بكثير، حيث أنني أشبه العالِم الأحمق".
وهنا نقدم أروع خمسة أفلام لآلن:
Philip French's favorite five، الخمسة المفضلين عند فيليب فرنشز (1977)
يعد هذا العمل تحفة آلن الأولى التي تحققت بالكامل، وهو كوميديا ​تشبه السيرة الذاتية التي تقوم فيها محبوبته السابقة ديان كيتون وصديقه المفضل طوني روبرتس بلعب أدوار عن أنفسهم، وخلق آلن نوعًا جديدًا من الفن الأدبي حول " فيلم العلاقة".
مانهاتن (1979)
قام آلن بعمل فيلم كوميدي يتناول سحر بلدته بمساعدة من أفضل مساعديه، وظهر غوردون ويليس في الصور أحادية اللون والشاشة العريضة مع 13 أغنية.
Zelig، زليج (1983)
تهكم آلن بشكل كبير على أزمة الهوية الأميركية الدائمة في شكل فيلم وثائقي وهمي عن ليونارد زليغ، أحد المشاهير من فترة ما قبل الحرب والمعروف باسم "الإنسان الحرباء". وظهر سول بيلو، وسوزان سونتاج وبرونو بيتلهيم كشهود في الفيلم.
هانا وأخواتها (1986)
مقال آلن الأذكى عن الحياة والحب والموت في مانهاتن مع طاقم كبير يتضمن مايكل كين، ميا فارو وماكس فون سايدو. وفي العام 1986 قامت هيئة التحكيم في مهرجان "كان" بإعطاء الفيلم جائزة السعفة الذهبية بعد أن تم الإجماع على الفيلم في المنافسة.
أيام الراديو (1987)
كان آلن، الكاتب والمخرج والراوي، يتطلع للنظر إلى الوراء ساعيًا للدفء، ولذلك قرر أن يأخذ ما يشبه نموذج السيرة الذاتية للموديل فلليني، إضافة إلى خفة الظل والبصيرة للأيام الكبيرة للإذاعة الصوتية في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، وقد حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا بين جمهور ومحبي آلن.

وصلات



تعليقات