يقع فيلم 678 فى مساحة وسط بين السينما المستقلة و السينما التجارية فموضوع الفيلم و تكنيك التنفيذ مستقل الطابع ,حتى معظم نجوم الفيلم مثل بشرى و باسم سمرة و أحمد الفيشاوى لهم تجارب فى السينما المستقلة ,بينما مشاركة النجوم و التوزيع و الدعاية هى الصابغ التجارى.
قصة الفيلم
يدور الفيلم الذى كتبه و أخرجه محمد دياب حول ثلاثة قصص للتحرش يتعرض له ثلاث من فئات مختلفة فايزة ( بشرى ) الزوجة الموظفة المحجبة , صبا ( نيللى كريم ) الزوجة الغنية مالكة الجاليرى , نيللى ( ناهد السباعى ) الخطيبة من عائلة متوسطة و رد فعل كلاً منهم لما يحدث و تتطور تلك الردود ما بين الصمت و رفع القضايا و العنف .
بينما الجانب الذكورى الذى يمثله عادل ( باسم سمرة ) وشريف( أحمد الفيشاوى ) عمر ( عمر السيد ) لم يتفهم الآثر الذى يتركه التحرش على الفتاة فباسم سمرة العامل البسيط لا يفهم لماذا تركب زوجته بشرى التاكسى بينما معدل دخلهم بسيط و لا يفهم لماذا تتمنع عنه ؟ و نكتشف فى النهاية انه هو الآخر متحرش و أحمد الفيشاوى الدكتور المولع بالكرة لم يستطع أن يدافع عن زوجته نيللى كريم و هى يتم التحرش بها أمام عينه عقب مبارة فازت بها مصر و عمر خطيب ناهد السباعى متردد ما بين حبه و مابين الفضيحة و إن كان موقفه الآفضل فى هذا النحو لآنه ساعد خطيبته على التقدم ببلاغ لإثبات التحرش و ظل معاها حتى لا تسحب دعواها رغم الضغط المجتمعى لآعتبارت الفضيحة و ما إلى ذلك من موروث حاول الفيلم مواجهته .
بانوراما إجتماعية
يحسب للسيناريست و المخرج محمد دياب عرضه لكل أنواع و أنماط التحرش سواء اللفظى أو الجسدى و كذلك تعرضه لكل الفئات المحجبة و المثقفة و الغنية و المتوسطة و العانس المحجبة التى تستمع بالتحرش كنوع من أنواع التعويض المرضى عن الزواج
و إن كانت هذه الجرأة قد أدخلت الفيلم فى الكثير من المعارك بل و القضايا الكلاسيكة التى أصبحت تصاحب كل الأفلام التى تناقش قضية مهمة على وتيرة تشويه سمعة مصر و الإساءة إلى الحجاب و الخروج عن تقاليد و عادات المجتمع و غيرها من أكلاشيهات لم يصبح لها الكثير من جمهور.
و إن كان حقاً ما ألاحظه على السيناريو هو التشتت فالفيلم يعرض لنا مشاعر النساء التى تتعرض للتحرش ثم يخطف منا هذا التعاطف و ينزعه إنتزاعاً عندما يتحول رد فعلهم إلى ما هو أكثر من المطالبة بحقوقهم و يتحول الآمر إلى العنف و تشجيع فريق أفريقى يلاعب مصر مما أضعف القضية التى يريد الفيلم أن يأثر علينا بها .
تجربة إخراجية أولى لمحمد دياب
رغم أن محمد دياب قدم لنا نفسه كسيناريست جيد فى أكثر من فيلم مثل الجزيرة و بدل فاقد و احلام حقيقة إلا أن سيناريو 678 أقل كثيراً مما قدم على مستوى الحكى و تدفق الآحداث و إن كان هذا لا يلغ بعض فترات الملل بينما محمد دياب المخرج هنا و الذى يقدم نفسه للمرة الآولى متميزاً خاصة فى توجيه ممثليه الذين برعوا فى تقمص أدواهم جميعهم و إن نبغ ماجد الكدوانى و ناهد السباعى بشكل مميز و كذلك حصدت بشرى و ماجد الكدوانى جوائز من مهرجان دبى السينمائى الدولى
فنحن فى النهاية أمام فيلم إبتلعه حماس صناعه لقضية شريفة فاتحول إلى إعلان إجتماعى ملىء بالمشاعر و الزخم و نهاية متوقعة و معروفة فأصبح الفيلم فى منطقة وسط من السينما المستقلة و السينما التجارية و وسط من التمثيل المحكم و المبالغة ما بين الإيقاع المتأنى و الملل .
والطريق الوسط لم يكن هو الطريق الآفضل 678.
على الهامش
الافيش
أفيش الفيلم و الدعاية كانت مبتكرة و أضافت كثير للفيلم فى مجال التوزيع و الدعاية و إن كانت عبارة قصة حقيقية لم تضيف كثيراً للفيلم .