خالد دياب يكتب : جيشنا العزيز...لقد أوشك رصيدكم علي النفاذ

  • مقال
  • 12:01 مساءً - 25 مارس 2011
  • 1 صورة



خالد دياب

في الدول الديمقراطية عندما ينشر صحفي ان الوزير الفلاني لص فهناك نتيجة من اثنين لا ثالث لهما الاولى هى سجن الوزير بناء على وثائق الصحفي والثانية هى سجن الصحفي للتدليس الاعلامي.

عندما اقرأ ان الجيش اعتقل ١٨ فتاة في يوم فض ميدان التحرير بالقوة وتم اجبارهم على خلع ملابسهن وتصويرهن والكشف على عذريتهن فأنا انتظر من الجيش ان يقاضي منظمة العفو الدولية لتشويها لصورته أو أن يعلن انه سيقاضي المسئول عن هذه الفعلة من الجيش، لكن صمت الجيش هو شئ محل تساؤل، لماذا يصمت والصمت يثبت الاتهام ولا ينفيه !!!

هتف الجميع الجيش والشعب ايد واحدة وهتفت معهم، ولا أنكر دور الجيش في الحفاظ على الثورة، لكن ماذا اذا لو اخطأ الجيش؟؟ هل يجب ان نتجاهل هذا الخطأ؟؟ هل يجب ان نكذب اعيننا على اعتبار ان الجيش معصوم ؟؟ اعتقد ان تمجيد وتأليه جهة على طول الخط هو الطريقة المثلى لصنع الديكتاتور، نحن لا نريد تحويل جيش مصر العظيم إلى طاغية.

دعونا نراجع مواقف الجيش التي كنا نغض الطرف عنها، مثل موقف الجيش في موقعة الجمل وافساحه الطريق للبلطجية لضرب المتظاهرين وعدم الفصل بينهم لمدة ١٢ ساعة، مع ان انقاذ المتظاهرين كان لا يتطلب سوى عسكري جيش واحد يطلق النار في الهواء، ونريد ردا واضحا على ذلك...نريد ان نقتنع ان الجيش معنا ولم يتبنى مواقف مشبوهة.

فض الجيش لميدان التحرير بالقوة بالصواعق الكهربية ثم اعتذر بقوله ان ما حدث كان خطأ ورصيده لدينا يسمح، واحترمنا كلنا هذا الاعتذار، لكن ان يتكرر ضرب وكهربة المتظاهرين كما حدث مع الطلبة والطالبات في كلية اعلام فهذا امر غير مقبول تماما، وما حدث يأكد ان استخدام القوة ضد المتظاهرين هو امر وارد في اجندة الجيش ولم يكن خطأ كما قال الجيش سابقا.

هذا بالاضافة الى صمت الجيش عن اتهامة بتعذيب بعض المتظاهرين داخل المتحف المصري، والتي لم يصدر الجيش اي بيان بشأنها وهو اثبات للتهمة عليه.

نعلم ان هناك ثورة مضادة ونعلم ان هناك من يحاول الايقاع بين الجيش والشعب، لكن هل معنى ذلك ان نصمت علي ما نراه بأعيننا !! غير موافق على ان كل من ينتقد الجيش هو جزء من الثورة المضادة...نعم للثقة لكن لا للثقة العمياء التي تجعلنا نغض الابصار عن الحقائق... نعم لاحترام الجيش وتقديره لكن لا لـتأليه الجيش.....

انتقد كل من يغض النظر عن كل ما سبق مكتفيا بالاقوال العاطفية الايجاببة فقط عن الجيش والتي تقول الجيش هو حامي الثورة اوالجيش المصري عظيم واقول له... نعم الجيش المصري عظيم لكن هل يخطئ العظيم؟؟ نعم يخطئ واخطاء كبيره وان لم نحاسبه فهذا يعني اعطاءه السلطة المطلقة والتي تعني المفسدة المطلقة.

لماذا اعتذر الجيش سابقا ولم يعتذر عن اعتداءه الثاني!! الاجابه هي لاننا انتقدناه في المرة الاولي ثم تغاضينا وخفتت اصواتنا في المرة الثانية، والسؤال ...هل نغض البصر عن اخطاء الجيش من دافع الحب أم من دافع الخوف!! الخوف اذا ناقشنا اخطاءة ان ينقلب ضدنا وندخل في معركة جديدة؟؟ اعتقد ان هذا السؤال يستحق من كل منا ان يفكر في اجابته.

إذا كنت تحب الجيش فعلا فلا تصمت على اخطاءه ..انتقده .. واجهه .. الفت نظره حتي يصحح من مساره، وعلي رأي الجيش المصري .... والله الموفق.

وصلات



تعليقات