قالت الفنانة رانيا فريد شوقي إنها أدركت قيمة الحياة بعد ثورة يناير وذلك لما أحدثته هذه الثورة من تغييرات كبيرة، وأوضحت أن الشعب المصري يعيش في جو ديمقراطي مشبع بالحرية الفكرية والسياسية، ورفضت وضع بعض الفنانين في قوائم سوداء وذلك لأن لكل فنان وجهة نظر حتى لو كان لا يهتم بأمور السياسة كثيرًا.وأوضحت رانيا أنها تخشى وصول الإخوان للحكم وقالت ساخرةً إنها إذا حدث ذلك فسوف تمثل دور "رابعة العدوية"، وقالت إنها لم تقف في لجنة شعبية خلال الثورة بل كانت طوال الوقت تأخذ أطفالها في حضنها وتخاف عليهم لأنهم أصيبوا بحالة من الفزع من ضخامة الأحداث، وهكذا جرى الحوار:
* بدايةً حدثينا عن أحدث أعمالك..
- أعمل حاليًا على مسلسل " خاتم سليمان" الذي أقدم فيه دورًا مختلفًا عن أدواري السابقة من حيث المضمون، لأنني أظهر في الحلقات الأولي وأنا أم لبنت تبلغ من العمر 18 عامًا، وأقدم دور زوجة متسلطة ومتغطرسة إلى حد كبير وزوجها يعاني من واقعيتها، فهو شخصية غيرها تمامًا، لأنها واقعية في كل شيء وسيدة مجتمع وتهتم بشكلها ومظهرها والإتيكيت خلاف زوجها د. سليمان الذي لا يبالي بأي شيء.
* ألا ترين أن اسم المسلسل يجذب المشاهد إلى الأجواء الأسطورية بعيدًا عن مضمون العمل الذي هو اجتماعي بالأساس؟
- الاسم لا يحمل أي شيء من المعنى المتعارف عليه الذى يوحي بأن هناك كنزًا أو خاتمًا سحريًّا سوف يحول الأحداث إلى خيال ويحقق الأحلام الصعبة، ولكن هذه رحلة لطبيب يحاول أن يعيد اكتشاف نفسه من خلال الحياة التي يعيشها ويتضح له في النهاية أنه كان على مدار الوقت يسلك الطريق غير المستقيم ويعيش بمبدأ اللامبالاة.
* ما انطباعك عن أول تعاون لك مع الفنان خالد الصاوي؟
- خالد الصاوي فنان ذو حس فني عالٍ ويقدم شخصيات متنوعة يجيد التعامل معها ويختار أدواره بتأنٍ، وقدَّم العديد من الشخصيات بأداء متميز وأعد نفسي محظوظة لأنني سوف أتعامل معه في هذا المسلسل، وكذلك المخرج المتميز أحمد عبدالحميد.
* ما رأيك في مسألة تخفيض الأجر التي يسعى لها بعض المنتجين لتقليل النفقات هذه الأيام؟
- أنا شخصيًّا لم أخفض أجري، لأنه ليس بالضخم ولا يرهق شركات الإنتاج، فأنا أتقاضى أجرًا ضئيلاً جدًّا مقارنةً مع الفنانين الآخرين، وهذا لن يؤثر على شركات الإنتاج ولكن الحاجة إلى خفض أجور بعض النجوم لابد أن تكون باتفاق بين شركة الإنتاج والفنانين، وذلك لأن الفنان سوف يدر مبالغ على شركات الإنتاج فكيف ننظر إلى أجره ولا ننظر إلى الإيرادات التى تحققها شركات الإنتاج.
* يرى البعض أن تراجع الدراما المصرية بسبب الأزمة المالية سيؤدي إلى اكتساح الدراما السورية في موسم رمضان المقبل، ما رأيك؟
- لا أعتقد، لأن سورية فيها الأحداث نفسها التي نمر بها وهذا يعنى أن الدراما السورية لم تستقر على وضع نقطة البداية، حيث يتم تصوير الأعمال والانتهاء منها قبل رمضان والوطن العربي بالكامل فيه أحداث ثورات وهذا جو غير مناسب لتصوير أعمال فنية، أما عندنا في مصر فقد استقرت الأمور إلى حد ما وهذا يتيح لنا أن نبدأ تصوير بعض الأعمال الفنية التي سنخوض بها رمضان 2011.
* ما رأيك في القوائم السوداء التي ضمت بعض الفنانين الذين أساؤوا للثورة؟
- أنا رأيي رمادي! وضد القوائم السوداء؛ لأن الفنان لكي يكون فاهمًا للسياسة لابد أن يكون قارئًا جيدًا للتاريخ المعاصر ومن هذا المنطلق يستطيع أن يتكلم في السياسة، أما إذا تكلم من دون علم بتاريخ بلده فحينئذ سوف يغضب الكثيرين لأنه يتكلم في شيء لا يفهمه ويؤخذ عليه هذا الكلام.
* هل تغيرت رؤيتك للحياة بعد ثورة 25 يناير؟
- لقد أدركت قيمة الحياة والتغيير الذي أحدثته الثورة منذ اندلاعها إلى الآن، وأنا أتابع البرامج السياسية وأحاول قدر الإمكان أن أفهم ما يدور حتى لا أقع في الخطأ نفسه الذي وقع فيه زملائي، كما أنني شاركت في الاستفتاء على الدستور وقلت "لا" لأننا نريد دستورًا جديدًا ولا نريد ترقيعًا للدستور، وفي النهاية اكتشفت أن "نعم ولا " هما النتيجة نفسها، وأن هناك لعبة كبيرة من أرباب النظام السابق هي التي ساهمت في نجاح "نعم" ولكننى مؤمنة بأننا سوف نتغير ونصبح أهلاً للديمقراطية.
* هل تخشين من وصول الإخوان إلى السلطة؟
- نعم، أنا متخوفة من وصول الإخوان للحكم، لأنني وقتها سوف أجسد دور رابعة العدوية! ولكن عندنا في مصر لن يصل الإخوان إلى الحكم، وذلك لأننا نملك جيشًا لا يريد أن يفرض الإخوان سيطرتهم على الحكم وشعبنا أصبح أكثر وعيًا ويريد استقرارًا حقيقيًّا وديمقراطية حقيقية لاسيما بعد عملية الاستفتاء التي شارك فيها الكثيرون، وهذا شيء خيالي فعلاً ويعني أننا أصبحنا أكثر وعيًا وثقافة ونملك فكرًا جديدًا.