توفي أمس ، السبت 9 أبريل ، في منزله بمدينة نيويورك ، وعن عمر يناهز السادسة والثمانين عاماً ، المخرج الكبير " سيدني لوميت" ، والذي يُعتبر واحداً من رموز السينما الأمريكية الذين حملوا بصمة مميزة ، وجعلته - بعدة أفلام تعدّ ضمن أفضل ما قدمته السينما - واحد من المخرجين الذين يستحقون لقب : "Master" !
"أفكر أحياناً كثيرة في حياتي ، وهل كان الأمر يستحق ؟ ، يسألني البعض أيضاً لماذا اخترت أن أكون مخرجاً سينمائياً ؟ لماذا قضيت حياتي في صناعة الأفلام ؟ ، أتحيَّر قليلاً ..."
لوميت بدأ مسيرته عام 1957 مع أول أفلامه السينمائية - والذي يعتبره الكثيرين أفضلها كذلك - "12 Angry Men" حينَ قام بجمع اثنا عشر مُحَلَّفاً في غرفة تحقيق يقومون فيها بالتشاور حول أحقية متهم قتل أبيه في الحصول على عقوبة الإعدام ، العمل الذي قام ببطولته الممثل الأسطوري هنري فوندا بَيَّن مبكراً الإمكانيات المُذهلة التي يحملها مخرج كسيدني لوميت ، قدرته على حفظ الإيقاع مشدوداً إلى آخر نفس رغم وقوع الأحداث في ساعة ونصف فقط وبداخل غرفة مغلقة .. التحكم الكامل في أداء ممثله وحكرتهم .. القدرة على "مَسْرَحة" السينما دون أن تفقد الأفلام خصوصيتها ، وهي سمات أساسية في سينما الرجل عبر مسيرة استمرت لخمسين عاماً بعد ذلك .
رُشّح لوميت لجائزة الأوسكار كأفضل مخرج لأول مرة عن رجاله الإثنى عشر الغاضبين ، وهو ما تكرر بعد ذلك لثلاث مرَّات أخرى - دون فوز - عن فيلمه "Dog Day Afternoon" الذي قام ببطولته أل باتشينو عام 1975 ، وتحفته "Network" عام 1976 - الذي اعتبره مركز الفيلم الأمريكي ضمن أفضل عشرون فيلماً في التاريخ - ، وكان آخر ترشيحاته للجائزة عن فيلمه "The Virdict" الذي قام ببطولته بول نيومان عام 1983 ، قبل أن ينال لوميت جائزة الأوسكار الشرفية عام 2004 كواحد من أهم رموز السينما الأمريكية .
وكان آخر أعمال المخرج الكبير قبل وفاته هو فيلم "قبل أن يعرف الشيطان أنك ميّت - Before the Devil Knows you're Dead" عام 2007 من بطولة فيليب سايمور هوفمان و إيثان هوك .
"يسألني البعض لما اخترت أن أكون مخرجاً سينمائياً ؟ لماذا قضيت حياتي لعمل أفلام ؟ .. أتحيَّر قليلاً ثم أجد الإجابة في أبسط أشكالها : أفعل ذلك لأنني أحب السينما ولأن صناعة الأفلام هو أكثر شيء أجيده ، والأهم من كل ذلك : أعتقد أنها طريقة رائعة تقضي بها حياتك" .. سيدني لوميت 1924-2011.