في واحدة من ليالي يناير الباردة، تقابل أثنان من كبار المبدعين مقاماً مع حداثة سنهما ، بلال فضل و محمد دياب و بعد أن توجها إلى الرفاعي و قاما بأداء مراسم العشاء المفتخر بالهنا و الشفا، قررا الحبس في الفيشاوي - مع ان الاتنين مبيدخنوش - و هناك تجاذبوا أطراف الحديث كزملاء مهنة ،ثم توجه دياب إلى فضل بسؤال قوي و مباشر: إحنا ليه مش بنعمل أفلام خيال و فانتازيا زي بلاد برة كده
عمنا بلال قاله ا: لموضوع ده كبير أوي يا دياب و محتاج إمكانيات و تصوير و شغل عالي أوي أوي، أقلك طب ما أحنا فيها تعالى نكلم البرنس جيمس كاميرون بتاع أفاتار.
ورفع تليفونه متحدثا : ألو مستر كاميرون أنا بلال فضل من إيجيبت
جميس كاميرون: أهلاً أهلاً يا بلال يا أخويا أؤمرني يا كبير
فضل: و الله يا عم كاميرون كنا عاوزين نعمل فيلم خيال كده و كنت محتاجين مشورتك
كاميرون: بص يا بلال الموضوع بسيط إنت بس محتاج تجمد قلبك و تكتب قصة نضيفة و شوية إخراج مع مدير تصوير محترم
فضل: بس كده يا عم كاميرون
كاميرون: آه و الله يا حبيبي بس كده هوا أنا يعني عملت إيه في أفاتار قصة نضيفة دماغ عالية متظبطة مدير تصوير إنما إيه واد لعيب يجيب اللقطة من بق الأسد.
فضل: طب ما تحكيلي كده يا عم كاميرون إيه الأفاتار ده أحسن أخوك مشفش الفيلم لحد دلوقتي.
كاميرون و هوا متغاظ: هبعتلك يا حبيبي ديفيديهاية، القصة و ما فيها إن الإنسان أستعمر كوكب عشان خاطر عنصر موجود فيه و كان تحت شجرة مقدسة و كان بيحاول إنه يدوس على السكان الأصليين و يطلعهم برة و عشان كده عملوا قرين الإنسان يحركه بس في جسم واحد شبه السكان الأصليين بس القرين ده اللي جواه روح إنسان لما عاش مع السكان الأصليين إتأثر أوي بيهم و ساعدهم على إنهم ينقذوا وطنهم.
فضل سارحاً: طب و إحنا نعمل إيه عشان ننقذ وطنا
كاميرون: يا بني وطنكم إيه دي قصة خيالية
فضل: أيوا صحيح لا مؤاخذة يا عم كاميرون أشوف وشك بخير أنا هظبط حاجة كده و أكلمك
كاميرون: ربنا يوفقك يا برنس.
قبل أن يلتفت الى دياب الذي قال : إيه يا عم الأفاتار ده الموضوع طلع كبير أوي يا عم فضل
فضل: لأ يا عم و لا كبير و لا حاجة إحنا هنظبط إن شاء الله
توجه بلال فضل إلى منزله و هو يفكر في كلام جيمس كاميرون إزاي يلاقي الأفاتار اللي هيقضي على الظلم اللي مصر عايشة فيه من تلاتين سنة، نفس الشخص بيمارس نفس السادية، نفس المنتفعين هما هما مفيش أي تغيير، مفيش أي أمل يا ترى إمتى يا مصر هتبقي لسكانك الأصليين.
محمد دياب هوا كمان و هوا مروح على الإسماعيلية عمال بيسأل نفسه يا ترى الأفاتار ده ممكن ينقذ مصر، ممكن يخلصنا من الظلم اللي إحنا عايشينه، و بعدين هوا إيه الأفاتار ده، و بعدين هوا الموضوع مش كان إننا عاوزين نعمل فيلم خيالي، إيه علاقة مصر بقى بالموضوع و راح رازع تنهيدة كبيرة و عمال بيتفرج على الطريق من حواليه، يا ترى كام واحد نهب أرض الطريق هتلاقيهم خمسة أو ستة بالكتير يا ربي كفاية بقى.
وبعد مرور عدة أيام فضل على التليفون مع دياب: عاجبك اللي بيحصل ده و الله حرام و إفترا
دياب بصوت أعلى : لأ طبعاً مش عاجبني اللي بيحصل ده إسمه تهريج لازم يكون لينا وقفة
فضل: إنت فين دلوقتي يا دياب
دياب: أنا في التحرير
فضل: طب ما أنا في التحرير
دياب: خلي بالك في قنبلة جاية على دماغك
فضل: ماشي ماشي أن شفتها خلي بالك إنت في جمل جاي من وراك
دياب: طب أقف ورا السور في عربية هيئة دبلوماسية بتدوس الناس
فضل: طب إطلع إنت كمان فوق الرصيف فيه مدرعة بتموت الناس
دياب: القناصة يا بلال إستخبى
فضل: البلطجية يا دياب معاهم مولوتوف
دياب: بلال هوا إحنا ليه مرتبطين بالتحرير أوي كده
فضل: يمكن عشان بقى المكان المقدس اللي لازم نحميه
دياب: طب فين الأفاتار بقى يجيي ينقذنا
فضل: يا عم الأفاتار ده خيالي ربنا يسامحك يا عم كاميرون
وتمر الأيام و تنجح الثورة و يتقابل فضل و دياب مرة أخرى
فضل : يااااه كانت أيام تقيلة أوي علينا مرت إزاي دي سبحان الله كله بيعدي يا دياب إنت أخبارك إيه المهم
دياب :أنا تمام الحمد لله قريت الجرايد النهاردة كل يوم بيقع واحد من الخفافيش الكبيرة و يروح على طرة
فضل: يا معلم طرة قريب هتبقى زنزانة عالمية على أرض مصرية
دياب: بس بيقلك هيكوشوا عليها برده و يعملوها عزبة ليهم
فضل: مش مهم المهم إنهم في مكانهم متحجمين
دياب: المهم مش هنعمل بقى الفيلم الخيالي أنا نفسي مفتوح على الشغل
فضل: فكرتني فعلاً شفت أهي الثورة نجحت من غير الأفاتار بتاع كاميرون أفندي
دياب: آه يا أخي ده أنا فضلت مستنيه كتير أوي إنه يجي مفيش فايدة مش عاوز يجي خالص
فضل: يا عم فكك منه خدنا حقنا بدراعنا، عملنا اللي عمله أجدع أفاتار
يدق جرس الهاتف ليجدوا كاميرون على التليفون يغمز دياب لفضل و يقوله رد بس شغل الأسبيكر
فضل: هاي يا كاميرون
كاميرون: هاي يا فضل يا حبيبي أخبارك إيه يا برنس
فضل: في نعمة و الله يا كاميرون
كاميرون: أخبار إيجبيت إيه طمني
فضل: الحمد لله تمام كله بخير يا ريت بقى لو تجيب المدام و تنورنا شوية
كاميرون: أكيد بس لما الدنيا تهدى عندكم
فضل: ربنا يسهل سلام
كاميرون: سلام
وفي أحد أيام يستقيظ فضل من النوم على خبر جميل، لقد تم القبض على كل العصابة بما فيهم الرأس الكبيرة، ياااااااه أخيراً و من غير أفاتار كمان ده إيه الحلوة دي - رنة رسالة على موبايله يفتحها يلاقيها من كاميرون بيقوله فيها :لا داعي لعمل فيلم خيالي فما يجري على أرض الواقع في مصر أروع من أي خيال.