ترى الفنانة أنغام أن مصر بدأت تستعيد مكانتها العالمية، وتنفس المواطن المصري الصعداء بعد حصوله على حريته في بلده التي يحبها ويعشق ترابها ويسعى لبنائها، وشعرنا بثقتنا في أنفسنا وكرامتنا . وأكدت أنغام في حديث خاص إلى "السينما.كوم" أن المصري كان دائماً مرفوع الجبين، وهذا ما استعاده حالياً، ووصلنا لمرحلة كنا نفتقد فيها تدريجياً مكانتنا على الساحة العالمية وهيبتنا، وصوتنا، وكل شيء.
وعن الأحداث التي تعيشها مصر حاليا قالت إنه بالطبع توجد حالة من الفوضى والوضع مرتبك إلى حد ما، فأصبح هناك تخوين بين بعضنا البعض، ومحاكمات شعبية، ومن نريده أن يُحاكم يستحق ذلك فعلاً، وهؤلاء نهبوا ثرواتها وأفسدوا الحياة السياسية والمواطن المصري، مما أوجد حالة احتقان داخلي بين صفوف الشعب، ولم نكن هكذا، وأتمنى أن تهدأ الأمور ونبدأ مسيرة العمل والبناء من جديد.
وأشارت إلى أن مصر كانت تعيش في ديكتاتورية مغلفة بالديمقراطية حيث تساءلت، هل لأن وسائل الإعلام كانت تهاجم النظام والوزراء حسب تعليماتهم، فالأمر كان مختلفاً، فهناك أناس تُسجن، وتُعتقل وتذهب وراء الشمس، ولا نعلم حتى الآن أين هم؟وهناك أعمال فنية تراقب منذ بدايتها، وأعمال أخرى لا تظهر للنور من الأساس، هذه ليست بديمقراطية لكنها ديكتاتورية مغلفة.
وقالت أنغام إنني لم أتخيل هذا الكم من الفساد, فكلنا نعلم أن هناك فساداً، ولكن ليس بهذا الكم الرهيب وهذه الوقاحة،و بصراحة لم يكن عقلي يتصور هذا المستوى من الفساد.
وتعجبت أيضاً من القائمة السوداء، وترى أن سبب هذا هو عدم فهم الشعب المصري للديمقراطية الحقيقية، لأنه لم يمارسها طوال عقوده الماضية، وأنها الآن أصبحت ظاهرة صحية كي يفهم الشعب المعنى الحقيقي للديمقراطية وتصبح جزءاً من الحياة اليومية.
أما عن ردود أفعال الشباب تجاه التباطؤ في المحاكمات قالت أنا معهم، ومع الحق، فهذا التباطؤ نتج عنه ظهور أعداء الثورة والادعاءات الكاذبة بنكران امتلاكهم للثروات المنهوبة، واستطاع البعض منهم ترتيب أوراقه وتهريب أمواله، ولن يستطيع أحد الإجابة عن سؤال لماذا انتظرنا لمدة شهرين.
وأكدت علي أن الساحة الغنائية والفنية ستشهد اختلافاً كبيراً جداً بعد أحداث الثورة، فجميع دول العالم التى وقعت بها ثورات حدثت بها تغيرات جذرية فى مجالي الفن والغناء، مشيرة إلى أن الفنان هو حالة نفسية تفرز إبداعاً، سواء كان فى مجال الغناء أو غيرها من المجالات الفنية.
وأوضحت أن الوسط الغنائى حالياً يعيش حالة ترقب وانتظار لمعرفة ما سيتسفر عنه الفترة المقبلة في المجالات الغنائية والفنية كافة.
وترى أنها كانت محظوظة في إيجاد كلمات أغنية "يناير" التي طرحتها أثناء الثورة المصرية، وأنها حاولت من خلالها تلخيص الشعور الداخلي لكل شخص مصري لم يكن مدركاً حقيقة ما يجرى من حوله وصولاً إلى الشباب الذين قاموا بثورة من أجمل الثورات في العالم.
وترى أن شكل الصحافة اليوم تغير عما قبل الثورة، واختلف الشكل والأداء, فمن كان يتوقع مطالعة الصفحات الأولى في الجرائد بعناوين محاكمة أصحاب المعالي والرئيس وأسرته، فكل شيء تغير.
واختتمت تصريحاتها قائلة بأننا نعيش اليوم في حلم عندما نقرأ في يوم واحد سجن أكثر من شخص من النظام السابق، وهم الذين يعيشون الآن في كابوس مزعج ولم يتخيلوا أبداً أن يحدث لهم هذا في يوم من الأيام، وصدق القائل" يعز من يشاء ويذل من يشاء".