شعارات كان جسدت روح المهرجان

يقول الشاعر و المخرج الفرنسى جون كوكتو " يعتبر مهرجان كان منطقة حدودية لا سياسية لا تملكها جهة معينة فهى عالم مصغر لما سيكون عليه العالم اذا ما تمكن الناس من التواصل بشكل مباشر و اذا ما تكلموا نفس اللغة "هكذا وصف كوكتو مهرجان كان الذى تأسس بمبادرة من وزير التعليم العام و الفنون الجميلة جون زاى بدافع منافسة مهرجان البندقية السينمائى و كان من المقرر انعقاد اولى دورات مهرجان كان فى عام 1939 لولا نشوب الحرب العالمية الثانية و دخول فرنسا طرفا فيها الامر الذى ادى الى ارجاء ميلاد مهرجان كان حتى 20 سبتمبر 1946 و قد استطاع مهرجان كان فى اولى دوراته ان يصبح حدثا اجتماعيا بحكم ان اغلب الافلام المشاركة نالت جوائز تقديرية الا ان قدوم المشاهير اليه من كافة انحاء العالم و صعودهم على الدرج الشهير بالاضافة الى الحملة الاعلامية المتنامية اعطت المهرجان شهرة دولية و اسطورية حيث بدأت شعبية المهرجان تتزايد فى الخمسينيات بفضل مشاهير امثال كريج دو فلاس و صوفيا لورين و بريجيت باردو و كارى جرانت و رومى شنايدر و الان دولو و سيمون سيجنوريه و جينا للوبريجيدا كما اتخذ مهرجان كان بعد مهنيا من خلال سوق الفيلم الذى تأسس عام 1959 و الذى عزز اللقاءات و التبادلات بين مختلف العاملين فى صناعة السينما بحيث اصبح سوق الفيلم الىن يستقبل 10000 بائع و مشترى من كل انحاء العالم .. السطور السابقة لا تكفى لاختزال قصة انطلاق مهرجان كان .. عظمة هذا الحدث جعلت كل القائمين على مهرجان يشعرون بحجم المسئولية فقد وقع مصممين شعار المهرجان فى حيرة بدء من ليل بلانك مصمم اول شعار لمهرجان كان و حتى شعار الدورة الحالية و الذى اعتمد المصمم على صورة للممثلة الامريكية فاى دونواى بعدسة جيرى شاتزبيرج الذى التقطها سنة 1970 فقد كانت حيرتهم تكمن فى كيفية خلق تصميم يليق بمهرجان مثل مهرجان كان كما زادت حيرتهم اكثر فى كيفية ان يروق التصميم لضيوف كان و هم نوعية خاصة من اصحاب الخيال اما المسئولية الاكبر فقد كانت فى كيفية خلق حالة من الانتظار لدى عشاق الفن السابع لمهرجان كان من ورا شعار المهرجان و قد نجح شعار مهرجان كان فى بعث تيارات متضاربة من الانطباعات لدى كل من يراه الشبابية الدائمة و حالة الجنون القصوى و البساطة و الشياكة المتناهية .. شعارات كان كانت دائما تشبه روح المهرجان مليئة بالحياة