أكدت الفنانة السورية منى واصف أن طموحها الأول كان منصباً على أن تصبح أديبة، وكانت الأديبتان غادة السمان وسهام ترجمان نقطة انطلاقها لوجهة أخرى، حيث كانت تشعر بالغيرة منهما قائلة: إنني إذا لم أستطع الكتابة مثليهما، فالأفضل ألا أكتب على الإطلاق ، لذا اتجهت إلى التمثيل، وبدأت تجسيد الروايات الأدبية على خشبة المسرح ، وشاشة التلفزيون، وتقول منذ البداية أردت أن أكون فنانة متفردة ، فاجتهدت لأصبح مميزة، والأمر مرتبط بالأحلام الملائكية التي كانت تراودني في طفولتي.
وحول دور الرقابة فيما خص الفن السابع العربي، أوضحت واصف أنه في السابق لم يكن هناك ما يسمى بالأمر المعيب، لأن ما يقدمه كان فناً، لكن اليوم بات التطرف على طرفي نقيض، إما نقاب، وإما مغنية نصف عارية، والنموذجان مرفوضان.
وعن زيارتي الأولى لمصر في بداية السبعينات قالت: إنني وجدت عالماً مختلفاً تماماً عن ذلك الذي صورته لي السينما، واكتشفت أن المرأة المصرية سبقتنا إلى العمل في الفنادق، وغيرها من أشكال النشاط الاجتماعي البعيد عن صورة الراقصة والمعلمة التي كرستها السينما المصرية عن المرأة لفترة طويلة.
وحول تصريحاتها التي صنّفت من خلالها السينما والدراما المصرية بدراما النجم الأوحد المقبل من عالم أخر، قالت إنها هي التي أدت إلى إبعادها عن السينما المصرية مؤكدة أن المصريين أرقى من التفكير في إبعادي نتيجة تصريحاتي التي كانت دفاعاً عن المرأة المصرية، وبعض الفنانين تفهموا كلامي بحساسية لا أكثر، وهذا كل ما في الأمر.
وحول عملها في مصر،قالت إنني عندما كنت في حاجة إلى العمل فيها دعماً لانتشاري العربي كنت منشغلة بتكوين أسرتي، وكانت أبواب الدنيا كلها مفتوحة لي على مصراعيها، والآن أرى أن العمل في مصر لم يعد يفيدني، أو يسهم في إضافة الجديد إلى شهرتي بعدما ثبت أقدامي وأصبح هناك من يقدر فني ويحترم شخصيتي، وتمسكي بقضية تقديم المرأة ضمن أخلاقيات محددة وما أسعدني أن المرأة السورية لا تخجل من كوني أمثلها على الرغم من أني أخطأت الاختيار في بداياتي في بعض الأعمال، ولكني تداركت ذلك لاحقاً في مرحلة نضجي الفني.
وعن أسباب تقديمها لأكثر من عمل في موسم واحد في حين تركز نجمات الدراما اليوم على تكريس جهودهن على عمل واحد، قالت: إن هذا كان في توقيت معين، حين كنت أقدم بطولات مطلقة في أعمالي لاسيما باللغة العربية الفصحى، أما اليوم فأدواري ليست مقتصرة على البطولة مما أتاح لي العمل في عدد أكبر من المسلسلات.
وأضافت واصف أنه في الزمن الماضي كانت هناك بطولات مطلقة، ولكن اليوم أجمل ما فينا المشاركة في البطولات الجماعية ، وأحياناً لا أكون من الشخصيات المحورية، ولكن أصبح كذلك كما حدث مثلاً في مسلسل باب الحارة، إذ إن دوري لا يتجاوز 50 مشهداً في الجزئين الرابع والخامس، لكن قوة الدور جعلته مؤثراً.
وحول أسباب تعلق الناس بباب الحارة في رأيها قالت : إن التقاليد والمباديء كاحترام الأهل والحب والثقافة والوقوف بجانب الجار هي مباديء أضحت نادرة، لكنها ما زالت موجودة في هذا الزمن السريع، وكل واحد منا يشعر أنه في حاجة إلى تلك العادات وإلى الحنان، وإلى وجود شخص يعتمد عليه.
وأشارت واصف أنها لا تدري سبب عشق الناس لهذا المسلسل، مؤكدة أنها لمست ذلك ليس في جميع الدول العربية فحسب، وإنما في أميركا وأوروبا.
وعن دور أم جوزيف الذي اقترن بها لدرجة أن الناس باتوا ينادونها بأم جوزيف قالت: إنه لقب يسعدني، وفي مرحلة معينة كان الناس ينادونني منيرة بعد مسلسل أسعد الوراق ودليلة بعد دليلة والزيبق كما أطلقوا عليّ لقب سيدة المسرح في الستينات.
وحول تأثرها بالشعر قالت: إنني أحب المديح، ويشعرني بالخشوع، وأحياناً تدمع عيناي، ولكني أخاف من غد يتم نسياني فيه، وتبقى لي الألقاب التي لا تصلح للتوريث، وأريد أن أعيش نجاحي وأتمتع به والحمدلله لم يخذلني الزمان.
وعن الدور الذي تعتبره المهم خلال مسيرتها قالت: إنها لا تعتقد أن هناك دوراً أهم من أخر بالنسبة لها، لأنها ليست موظفة عند أحد، وكل دوركان يعرض علي أمثله بحب، وأقدم كل قناعاتي عن الدور وأؤديه، وبعدها أترك الحكم للناس، ولهذا لا أفكر في النجاح ولا الفشل، بل أتمتع بأداء الدور والناس تقيّم. وحول النقد الذي كانت تتعرض له واصف قالت إنها تركت القطاع الخاص بعدما قرأت لناقد كتب عنها أنها ملكة على المسرح وكومبارس في السينما.
وأضافت أن العمل في سينما القطاع الخاص يدر المال والشهرة، بل المجد الذي يعنيني أكثر، ولا أعني الشهرة بل المجد الذي يقودنا إلى الخلود.
وعن علاقتها الخاصة بالسيدة فيروز قالت: فيروز مطربة صباي، أعشقها هي وعبد الحليم، وزرتها في بيتها ، ولم تكن تعرفني إذ كنت زوجة المدير العام للتلفزيون لا منى واصف، وبعدما تم تحضير طاولة الغداء دخلت علينا فيروز تحمل طبقاً كبيراً من السمك وقالت تفضلوا، ووضعته أمامي وأنا أتطلع إليها ، وأحب فيروز بكل أحوالها، حين تصمت ولا تجري مقابلات، وحين تغني وتمثل وتحزن، واحترم الصليب الذي حملته في مرض ابنها، وفقدانها لابنتها ليال. وعن علاقتها بأهل الفن قالت إنها لم تدخل يوماً في مشاحنات مع أحد في الوسط الفني ولو أن أدوارها تبرزها كامرأة صلبة، لكنها لا تحب المشكلات.
وقالت إنه بعد خمسين سنة خلت في حياتي فما زلت أحمل حقيبتي على كتفي وأذهب لأعمل بحب، وليس لأقاتل ومبدأي في الحياة (إذا كنتم لا تحبونني...احترموني)، ولا شك أنني وقعت في أخطاء خلال هذه المسيرة لكني سعيت إلى احترام نفسي، وحققته. وعن ممثلات الجيل الحالي اللاتي يلفتن نظرها قالت واصف إن سلاف فواخرجي لفتت انتباهها، وأيضاً سلافة معمارأعجبتها جداً في مسلسل ( زمن العار) وكذلك كندة حنّا، و صفاء سلطان، و أمل عرفة من الجيل الأكبر قليلاً و ديما قندلفت، ومن الرجال جمال سليمان، تيم حسن و أيمن زيدان.
وحول مشروع كتابة قصة حياتها قالت إنها قررت ألا تكتب قصة حياتها، لأنها اكتشفت بعد العمر والسفر والقراءات أنها ليست أهم واحدة في العالم، وأن ما عانته في حياتها يستحق الكتابة، لأن هناك من عانى أكثر منها ، ولم يقص حياته في كتاب للنشر، واكتشفت أن مذكراتها وما تريد أن تتركه للوسط الفني عادي، لأنها عاشته، ولن يعيشه أحد معها، ولن يستفيدوا منه بشيء