مع كل الأحترام للفاجومي إلا أنه لم يقدم جديد من حيث الشكل أو المضمون ، وأنا واحد ممن عرفوا أغاني الشيخ أمام وأشعار أحمد فؤاد نجم ،في الزمن الصعب وكانت الأغاني الوطنية تزيدناثورية وحماسه، و ما أن يذكر أسم أحمد فؤاد نجم إلا وكان مرتبط أسمه بالشيخ أمام ألذي أتحفنا بالأغاني الحماسية والوطنية والقومية حتى وصلت كل أرجاء المعمورة .
عندما سمعت عن الفيلمإنتظرته بشغف وبحثت عنهلكي أشاهد هذا الفيلم ، قصةالشاعر الشعبي أحمد فؤاد نجم صاحب الكلمه الصادقة الأصيلة، وتاريخ نضالي طويل وسنوات السجن مع رفيق دربه الشيخ امام .
أنتظر أن يقدم الفيلم حالة جديدة لم أشاهدها في السينما المصرية ،خصوصاً أن المرحلة تغيرتوالمقومات للفلم موجودة نخبة من الفنانين المبدعين والشاعر صاحب الحكاية ما زال يعيش بيننا والمرحلة السياسية في مصر والعالم العربي تفرض واقع جديد يعيد الأعتبار للكلمة القوية وأصحاب المواقف وأصبحت أرض خصبة لنوعية جيدة من الأفلام .
لكن للأسف لم يحقق الفيلم ما كنت أحلم به لأني لم أسمع قصائد أحمد فؤاد نجم كما عرفتها من قبل ويعرفها محبيه بصوته وطريقته في الألقاء وتلقائيتهوروح هذا الشاعر الشعبي ، الذي دخل قلوب كل الناس البسطاء والمناضلين والمدافعين عن الحرية والعدالة اينما كانوا في الوطن العربي .
كل من يعرف أحمد فؤاد نجم يعرف الكثير عن سيرته الذاتية لأن شهرته سبقت الفيلم بسنوات وكما يقول المثل أصبحت سيرته على كل لسان ومعه رفيق دربه الشيخ أمام ، لأن مريدوه يسمعوا أشعاره ويشاهدونه على الفضائيات أكثر من ( بتوع السياسة ) وهو يلقي الشعر ويسخر من فلان ويضحك على علان ويهاجم الظلم والمستبد ، دون خوف أو أن يحسب حساب لأحد .هذا هو الفاجومي .ولأنه كذلك ننتظر أن يقدم الأفضل.
لم أرى أحمد فؤاد نجم في الفيلم برغم أن الفنان خالد الصاوي ممثل مبدع وقدير وقد إجتهد في ألقاء القصائد ألا أنه لم يقنعني في الدور لا من حيث الشكل لانه مختلف بكل المقاييس ولا من حيث المضمون لذلك لم أشاهد أحمد فؤاد نجم برغم أني سمعت قصائده وبعض من سيرته لكن بشخص كان يمثل في فيلم دور الشاعر.
ونفس الشيء ينطبق على الفنان المبدع صلاح عبدالله .سمعت أغاني الشيخ أمام وشاهدت نظارته السوداء وسيره في الحواري وحياة الصعاليك ألتي عاشها ، لكن إفتقدت روح الشيخ أمام وأحساسه في الفيلم. لذلك أقول أن فكرة الفيلمأكبر من الفيلم .
برغم أن الفاجومي له خصوصية الا أن صاحب القصة على قيد الحياة ومعظم الأشخاص الذي يتحدث عنهم الفيلم ما زالوا أحياء من هنا تكمن المشكله في المصداقية مع كل ما يقال ، مثل أن الفيلم أنتهى دون التطرق ألى مصير العلاقة بين الشيخ امام وأحمد فؤاد نجم ولم يوضح الأسباب الحقيقية للأختلاف بينهم وكانت من الأسرار ألتي لم يتم ذكرها بصراحة ،مع أن هذا الموضوع كان المفصل في أنهاء العلاقة بين الأثنين وحتى نهاية الشيخ أمام لم يتم ذكرها من قريب أو بعيد .،مع أن أحمد فؤاد نجم هو الوحيد ألذي يعرف حقيقة الخلاف بينهم ومهما قال كان يجب أن نصدق لأن الطرف الأخر الشيخ أمام رحل عن الدنيا وهذا الشيء لا ينطبق معكل من تحدث عنهأحمد فؤاد نجم .
وما يشكك في بعض الأحداث ما قالته زوجة أحمد فؤاد نجم السابقة صافي ناز كاظم وهاجمت الفيلم الذي يتناول قصة حياة زوجها السابق وقالت "صنعة تشويه المحترمين ما أبشعهم من فرقة " أذا من نصدق من يتحدث عن نفسه كما يريد ، أم من يكتب التاريخ وكل شخص يكتب من وجهة نظره.
هنا كانت المشكلة في السيرة الذاتية .فهل أخطاء المخرج عصام الشماع في تناول قصة تحمل تناقضات كثيرة وتخلق مشاكل وصراع مع من يذكرهم الفيلم بصورة لا تعجبهم .أن السيرة الذاتية مثل فيلم ناصر 56 عندما قدمه أحمد زكي أو فيلم الساداتوغيرها أفلام كثيرة مثل عمر المختار إلى أخره من أفلام ...كانتتحسسك أنك أمام الشخصية بلحمها ودمها وليس من يكرر أقوالها فقط دون أن يمت لها بصلة .
أحببت قصائد وأغاني الفيلم وأعادتني ألى الزمن الجميل ،ولو قص علينا أحمد فؤاد نجم قصة حياته بأسلوبه البسيط وسخريته من الواقع الذي عاشه أو قرأ قصائده بصوته وأحساسه لكانت وصلت ألى قلوبالناس بطريقة أسرع وأجمل من الفيلم . وتم إقحامثورة الشباب المصريفي نهاية الفيلم كان بدون مبرر ألا أذا كان الهدف تسويق للفيلم لأنه يتحدث عن الفترة بين 1952-1981 فقد تجاهل فترة حكم حسني مبارك ولم يذكر كل هذه السنوات يضع بعض التساؤلات هل كتب الحكاية في فترة حكم مبارك أم ماذا ؟ .
ينقص الفيلم الكثير وغيب أشياء كثيرة ،وقد شاهدت الفاجومي لكن بدون نجم .