ساعات الصباح هادئة ، حتى الباعة والمارة لم يبدأ توافدهم فوق ساحة "عين العذراء" في مدينة الناصرة الجليلية ، تتحرَّك الفنانة الفلسطينية "ريم بنا" بخطواتٍ واثقة ، تقف - تماماً - في منتصف الساحة ، وترفع يافطة كَتَبَت عليها: "أنا مُضربة عن الطعام" .
قبلها بليلةٍ واحدة ، كانت ريم تجلس في شرفة منزلها ، تستطلع الجرائد ، وتعلم للمرة الأولى عن قرار ما يزيد عن 6 آلاف فلسطيني وعربي في السجون الإسرائيلية الإضراب عن الطعام ، بسبب عدم أحقية اعتقالهم والمعاملة التي يلقونها هناك .
ورغم مرضها ، واحتياجها للطعام والدواء ، كان قرار "ريم" حاسماً ، كتبت بخطِ يدها الواضح على لوحة الكرتون التي ذهبت ممسكة بها في ساحة "عين العذراء": "أعلن الإضراب عن الطعام تضامنًا مع 6 آلاف أسير ومعتقل فلسطيني وعربي مضربين عن الطعام منذ 14 يومًا في سجون الاحتلال.. أرجو الانضمام والتضامن" .
وبدأ الناس في التوافد إليها ، انضماماً وتضامناً ، ووصل عدد المضربين لـ40 شخصاً في الساحة ، وهو ما أرادته ريم منذ البداية: أن يتحول الأمر إلى هَمّ عام ، وأداة ضغط رمزية أمام سلطة جائرة ، وحتى لو لم تستطع هي الإكمال بسبب أدويتها ، فهناك آخرين قد بدؤوا .