تقرير: ''السيد لزهر'' مهاجر جزائري يفتتح مهرجان أبو ظبي

  • مقال
  • 02:22 مساءً - 13 اكتوبر 2011
  • 1 صورة



السيد لزهر مع إحدى تلميذاته

المقارنة قد تبدو قريبة للغاية بين فيلم "السيد لزهر - Monsieur Lazhar " ، للمخرج الكندي فيليب فلاردو ، والذي سيفتتح به الدورة الخامسة من مهرجان أبو ظبي مساء اليوم ، وبين رائعة المخرج الفرنسي لوران كانتيه "الفصل - The Class" ، والذي تُوّج قبل ثلاث سنوات بالسعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي ، لكونِ العملين تدور أغلب أحداثهم بداخل مدرسة ، بها أطفال من أعراقٍ مختلفة ، عبر عام دراسي كامل ، وهي أمور قد تجعلهم على درجة من القرب ظاهرياً ، ولكن بمعالجة وهَمّ مُختلف تماماً في نقطةٍ أبعد من ذلك.

كانتيه في فيلمه كان يصنع فيلماً عن مدينته ، والتعايش الذي يخلق روحها ، رغم كل الخلافات بين مواطنيها ، واتخذ من مجتمع المدرسة وسيلة لانعكاس ذلك ، بينا فلاردو في "السيد لزهر" .. تُحَرّكه هموم مختلفة ، بعضها ذو صلة بالمدرسة نفسها ، نفوس الأطفال الذين يشكلون الفصل - بينما كانوا مراهقين في فيلم كانتيه - ، وصولاً إلى ما يراه من سلبيات مُجتمعه ، والتي يعكسها من خلال مهاجر جزائري يحاول التواصل مع أطفال فصله بشكل أكبر ، ولكنه يُعاق عن ذلك في النهاية .

تدور أحداث الفيلم حول "السيد لزهر" الذي يمتلك من العمر خمسة وخمسون عاماً ، ويقرأ في الجريدة ذات يوم خبر انتحار مدرسة في إحدى المدارس الكندية ، وعلى الفور يقدم للحصول على نفس الوظيفة ، ورغم عدم امتلاكه لمؤهل فإنه يحصل عليها بالفعل ، ومن خلال رحلته وعلاقته بالأطفال في الفصل ، يبدأ جانباً كبير من شخصيته ، كمهاجر جزائري جاء إلى كندا بعد مقتل زوجته على يد متطرفين ، في الظهور على السطح ، وتبدأ شخصيات الأطفال نفسها في التشكُّل ، وعقدة أحدهم من كونه تسبب في انتحار المدرسة بعد إدعاءه أنها تَحَرَّشت به ، وهو ما يحاول "السيد لزهر" حله ، ويصبح على مقربة من هؤلاء الأطفال ﻷنه عرف كيفية معاملتهم ، قبل أن توقفه البيروقراطية عن العمل في المدرسة نظراً لمؤهله ، وتنهي شيء كان بحاجة إليه بقدر ما كانوا هم أيضاً بحاجة إليه .

يقول "السيد لزهر" للطلاب: "الفصل هو بيت، مكان للصداقة والعمل والدماثة. مكان مليء بالحيوية، حيث تكرّسون حياتكم فيه. لا تلوموا المدرسة بشأن يأسكم" ، وهو نفس الهَمّ الذي يَعكس من خلاله فيليب فلاردو فكرته ، عن طريقة وشكل التربية ، وعن المجتمع في صورته الحقيقية ، والذي لن يصبح قادراً على "التنشئة" بمعناها العميق ، دون مواجهة مشاكله وتجاوز عيوبه .

الفيلم هُوَ المُمَثّل الرسمي لكندا في مسابقة أكاديمية العلوم والفنون (الأوسكار) لأفضل فيلم أجنبي ، وعُرضَ في مهرجان لوكارنو في سويسرا ، قبل أن يفتتح اليوم في السابعة مساءً - بتوقيت الإمارات - حفل افتتاح الدورة الخامسة لمهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي ، بحضور مخرجه وبطله الجزائري محمد فلاج .

[http://www.youtube.com/watch?feature=player\_embedded&v=1bXTjX703CY]

وصلات



تعليقات