بقلم: أسامة الشاذلي
يعتبر الكثيرون إصرار أحمد حلمي على أن يحوي فيلمه رسالة أخلاقية ما نقطة قوة لصالح الفيلم، بينما يعتبره البعض الأخر نوع من السينما التعليمية الموجهه، وبغض النظر عن أراء الجميع يبقى حلمي فناناً ذكياً يحاول صناعة سينما خاصة به، وهو ما بدا واضحاً في فيلمه الجديد " إكس لارج"، والذي كتبه أيمن بهجت قمر في ثاني تعاون بينهما بعد فيلم " أسف على الإزعاج" وأخرجه المخرج الكبير شريف عرفة.
ولكني مضطر خلال كتابة مقالي النقدي عن الفيلم أن أقسمه إلى قسمين، قسم فني، وقسم إنساني، حيث نجح شريف عرفة بتقديم فيلم جيد من الناحية الفنية، تحتفظ صورته دائماً برونقها المعهود والذي اعتاد عليه، وكادرات مناسبة لنمط قصة الفيلم الذي يدور حول شاب سمين يعمل رساماً للكاريكاتير تصاحبه البنات ولكنها لا تحبه، ويبحث عن قصة حب خاص بحياته.
تخلص أيمن أيضاً من الإتهامات السابقة في أفلامه التي تتضمن إتهامات محددة بإقتباس أفكار أفلام ومشاهد بالنص من أفلام أجنبية، بتقديم قصة لطيفة لم يفسدها سوى المضمون الأخلاقي الذي يصر حلمي على دمجه في الفيلم.
أما حلمي فكعادته قدم أدائه السهل البسيط، ويكفيه أن المتفرج يخرج من دار العرض سعيد على الرغم من أنه لا يتذكر "إفيهاً" واحداً في الفيلم، وهو ما يجعل حلمي أكثر تفوقاً من منافسيه الذين يعتمدون على تقديم "كاركترات" و"إفيهات" ليضحك الناس.
دنيا سمير غانم لم تقدم جديداً على الرغم من تألقها الشكلي في الفيلم، حيث لم يسمح لها الدور بإبراز إمكانياتها الفنية العالية، بينما قدمت ايمي سمير غانم و ياسمين رئيس و محمد شاهين أدوارهم النمطية المعتادة، لكن يبقى الفنان إبراهيم نصرالمفاجأة الحقيقية في الفيلم بأداء راقي وأكثر من رائع.
ويبقى فيلم "إكس لارج" فيلماً جيداً على المستوى الفني ، يمكن تصنيفه في المستوى الثاني لافلام حلمي، بعد أفلام المستوى الأول والتي تشمل "أسف على الإزعاج" و" عسل إسود" و" جعلتني مجرماً".
أما القسم الإنساني والذي استميحك عذراً عزيزي القاريء أن تتمهل في إستيعابه وتطبيقه، حيث يعتبر الفيلم زائدي الوزن عبارة عن فاشلين، فرصاهم في الحياة محدودة، يرفضهم المجتمع ويسخر منهم طيلة الوقت، لا يحبون ولا يتزوجون، بل ولا ينجحون مهنياً، في إهانة واضحة لأكثر من ثلث الشعب المصري، الذي لا يعاني مثل هذا النوع من العنصرية وتكفيه عنصريات أخري بسبب الجنس أو الدين أو اللون.
بل وكان ربط نجاح البطل في النهاية في مشروعه المهني ونجاح قصة حبه بقدرته على إنقاص وزنه، إهانة كبيرة للحب والنجاح، وكل أصحاب الوزن الزائد، بل وقد يصل هذا إلى حد الإهانة، فيكفي الشخص أن يكون متسقاً مع مظهره بغض النظر عن كونه نحيفاً أو سميناً، وهو ما قالته بطلة الفيلم على لسانها لكن لم يتم تطبيقه.
في النهاية وعن نفسي كأحد هؤلاء الفاشلين أصحاب الوزن الزائد، أعتذر لصناع فيلم "إكس لارج" عن كسر قاعدتهم لأني أحببت ونجحت، وأمارس حياتي دون أي مشاكل نفسية.
ملحوظة : رايت خيال الراحل علاء ولي الدين كثيراً في حركات وأداء أحمد حلمي أثناء الفيلم، وهو ما أمتعني كثيراً.