في الصفحة الأولى في كتاب السينما - ان افترضنا أن للسينما كتاب - أو فيما يطلق عليه "أ"، "ب" سينما لكي يكون الفيلم جيداً يجب أن تكون كل عناصره جيدة، وأول هذه العناصر هو العمود الفقري للفيلم القصة والسيناريو والحوار، وهو ما يفتقده فيلمنا هذه المرة، والذي يجعل عبارة "سينما أونطة، عايزين فلوسنا" هو الإنطباع الأول الذي يمر في خيال المشاهد مع نزول كلمة النهاية في فيلم واحد صحيح، الذي يصر فيه السيناريست تامر حبيب على إستنساخ نفسه للمرة الرابعة، فبعد النجاح الكبير لفيلم سهر الليالي وشبكة العلاقات الإنسانية العاطفية المتقاطعة فيه، قرر تامر إعادته بصورة أخرى في حب البنات، ثم في عن العشق والهوى، وأخيراً بمستوى أقل بكثير - كقطعة من القماش تم تفصيلها عدة مرات حتى اهترأت - فيلم واحد صحيح، عبر سيناريو مهتريء مليء بالأخطاء، والأحداث الغير مبررة، سيناريو يهين المرأة كالعادة ويجعلها مجرد فراشة نور تدور في فلك الرجل، العاشق "الحبيب" الذي تعشقه كل النساء ولا يستغنين عنه.
ويكسر هذا الفيلم قاعدة تاريخية في سابقة قد تكون الأولى، لأن من يريد الكتابة عنه لن يستطيع أن يبدأ قائلاً "تدور أحداث الفيلم حول" لأن الفيلم بلا قصة ذات معنى، وبلا هدف، وبلا أي متعة يستطيع تقديمها، إلا تلك الديكورات الفاخرة التي شاهدناها.
المخرج هادي الباجوري في تجربته الأولى يقدم فيلماً بلا اساس، يزايد على السيناريو بتكرار مشاهد ولقطات بعينها - مشهد كندة علوش في الكنيسة والدير تكرر بعينه أكثر من 5 مرات - وعدم وضوح رؤية المخرج نهائياً لدرجة أن يتسائل المتفرج عدة مرات قائلاً " هما عايزين إيه"
أداء الممثلين أتى مكرراً لم يقدم جديداً، هاني سلامة يصر على أن يأخذ من دوره ولا يضيف إليه، كندة علوش اكتفت بالبكاء في كل مشاهدها في الفيلم، بسمة و ياسمين رئيس قدما شخصيتين أسيء رسمهما فلما نرى جديداً وظلمهما الفيلم خاصة بعد دور بسمة الرائع الأخير في رسائل البحر، وكون هذا هو الدور الأول لياسمين، رانيا يوسف تبقى كما هي رانيا يوسف تجيد في مساحة نفس الدور أياً كان الفيلم..
فيلم واحد صحيح حالة خاصة بالسينما المصرية، يشعر الناقد والمشاهد أن الفيلم قد تم دعمه انتاجياً بشكل كبير، ولم يبخل عليه المنتج كريم السبكي، ولكنك كإنسان "تستخصر" هذا الصرف الذي لا يستحقه الفيلم، وكذلك أي مجهود مبذول فيه، مما يفجر لدينا تساؤلاً هاماً، لماذا يفعل صناع السينما مثل هذا الفيلم ولأي هدف؟
واحد صحيح، فيلم يثير الإحباط، فشل في أن يكون صحيحاً ونتمنى أن يكون واحداً.