"إنها مدفوعة بالخوف من الفشل والعودة إلى نقطة الصفر. ويزداد هذا القلق يوما بعد يوم ولحظة بعد لحظة، حيث يوجد الفشل في الانتظار"، فضلت كتابة هذه الجملة التي نطقتها الممثلة العالمية ميريل ستريب على لسانها مؤخراً حتى تستطيع قراءتها عزيزي القاريء، لانها في نهاية المقال ستفقد معناها وقد لا تقرأها في الأساس.
ميريل ستريب التي رشحت 16 مرة لنيل جائزة الأوسكار -وهو رقم قياسي - وينتظرها الآن ترشيح جديد للمرة الـ17 عن قيامها بدور رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر في فيلم بعنوان " المرأة الحديدية"، والتي فازت بها مرتين، الأولى جائزة أفضل ممثلة ثانوية عام 1979 عن دورها في فيلم كرامر ضد كرامر، والثانية أفضل ممثلة رئيسية عام 1982 في فيلم عنوانه " خيار سوفي " حيث لعبت دور مهاجرة بولندية منقسمة بين الحب والذكريات، والتي تم ترشيحها لـ25 جائزة كرة ذهبية فازت بسبعة منهم، بالإضافة إلى عشرات الجوائز الأخرى، ومازالت تخاف من الفشل.
أما بالنسبة للموهبة، فميريل قادرة على تقمص أي شخصية تتخيلها، لدرجة أنها قادرة على تقمص دور بائعة فول في مصر، أو سيدة تعاني من التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا ما قبل مانديلا، أو ملكة اغريقية شهيرة، أو امرأة هندية تستعد للدفن بجوار زوجها، ميريل ستريب قادرة على تجسيد كليوباترا، وشجرة الدر، وحتشبسوت، و مارجريت تاتشر، وايفا بيرون، وماري كوري، وحتى والدتي في المنزل، هي ممثلة لا تعرف المستحيل، ان كان للتمثيل رباً، فهي ربته بلا نقاش.
تستعد لكل دور بإهتمام وكأنه دورها الأول، تبحث عن الشخصية، ومقوماتها ومفرداتها، تتدرب على يد بعض المختصين إن إحتاجت التحدث بلهجة خاصة، تتقنها سريعا وتبدأ في إختيار شكل عام اذا كانت الشخصية دراية، اما اذا كانت تجسد سيرة ذاتية، فحدث ولا حرج عن إعادتها للموتى من قبورهم لمدة ساعة ونصف هي زمن الفيلم.
يعتبرونها أعظم ممثلة حية في التاريخ، لأن كاترين هيبورن الممثلة الأكثر حصولاً على جائزة الأوسكار، لكن الحقيقة أن جائزة الأوسكار هي التي بإمكانها الفوز بميريل ستريب، التي تفوق موهبتها حجم أي جائزة، والتي كادت جوينيث بالترو الفائزة بجائزة الأوسكار عام 1998 أن تطلب منها العفو بعد فوزها بالجائزة عن دورها في فيلم " شكسبير في الغرام" رغم ترشح ميريل أمامها، خجلاً من موهبتها الفذة - حدث يعتبر في مصر من المستحيلات -.
ميريل ستريب مدرسة فنية شاملة، يحمل رف دولاب جوائزها 96 جائزة، ويحمل رصيدها الفني الكثير من الافلام تستطيع أن تشاهد أكثر من 20 فيلما لها دون أن تتمكن من السيطرة على فكك السفلي من فرط الإنبهار.
ميريل ستريب في "المرأة الحديدية"
[http://www.youtube.com/watch?v=t20WIDQcbXE]