رحل الممثل السوري الكبير خالد تاجا عن عالمنا أول أمس الأربعاء، عن عمر يناهز الـ 72 بعد صراع طويل مع المرض.وكان الفنان الكبير قد تعرض إلي أزمة حادة إنتقل على إثرها لمستشفي الشامي بالعاصمة السورية،ثم سافر إلي عمان للعلاج هناك حيث كان يعاني من سرطان الرئة، حسبما ذكر موقع البي بي سي عربي.
ولد الفنان السوري الذي لقبه الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش بـ "انطوني كوين" العرب في 6 نوفمبر 1939 بحي ركن الدين بدمشق، وبدأ حياته الفنية في منتصف الخمسينات من القرن الماضي حين إنضم لفرقة المسرح الحر، قدم معها عدد من المسرحيات، قبل أن يقدم أول أفلامه السينمائية ( سائق الشاحنة) للمخرج اليوغسلافي بوشكو فوتونوفيتش عام 1966، شارك بعدها في عدد من الأفلام، قبل أن ينقطع عن الفن لفترة، ليعود بعدها للدراما التلفزيوينة يقدم عدد كبير من المسلسلات السورية المتنوعة بين الإجتماعي والتاريخي والكوميدي، والتي يعد أغلبها علامة في تاريخ الدراما السورية.
مسيرته الفنية التي تخطت الستين عام رسم فيها تاجا بفنه هموم المواطن السوري وما يشغله، واستطاع مع ابناء جيله الخروج بالدراما السورية من المحلية، للوطن الاكبر حيث الوطن العربي بشكل عام وما تمثله الدراما السورية حالياً من مكانة. تميز تاجا بتأديته لجميع الأدوار الإجتماعية منها والتاريخية، وبراعته في تأدية الأدوار المركبة والصعبة على وجه الخصوص، بجانب تقديمه للعديد من الأدوار الكوميدية الناجحة والمحفورة في ذهن المواطن السوري والعربي.
حتي أخر أيامه كان تاجا مصراً على العطاء الفني حيث كان متعاقداً على أكثر من عمل فني قبل وفاته، منها مسلسل الأميمي الذي إضطر مخرجه إلي إستبدال تاجا بالممثل سلوم حداد، بسبب مرض تاجا الذي جعله طريح الفراش في غرفة العناية المركزة في ذلك الوقت.
جدير بالذكر أيضاً ان الفنان الكبير كان قد تم اعتقاله في مظاهرة للتنديد بممارسات النظام السوري ضد المطالبين بإسقاط الفساد، في الأيام الأولي للثورة السوربة.
رحل تاجا ليترك خلفه مسيرة وصفها "مسيرتي حلم من الجنون.. كومضة شهاب.. زرع النور بقلب من رآها.. لحظة ثم مضت" كشاهداً على قبره.