أحبابنا يا عين ما هم معانا
رحنا وراحوا عنا ما حد منا اتهنى
عيني يا عيني
أحبابنا بالروح جاروا علينا
يا هل ترى في بالهم ولا نسيونا
ومن يستطيع نسيانك ياوردة الطرب، من منا لم يصاحبه صوتك سعيداً عاشقاً، يردد قلبه خلفك كلمات أغانيكي، أو يربت صوتك على قلبه الباكي اثر جرح يؤلمه، أو صوتك القوي الرائع يدفع في عروقه الحماس حين تغنين لبلادنا، بلادك، التي شكل مولدك فيها جامعة عربية بذاته، أب جزائري وأم لبنانية، ومعلم للغناء تونسي الجنسية، وحياة مصرية ووفاة على أرض مصر.
اسـال دمـوع عينيا واسأل مخدتـي
كم دمعة رايـحة جايـة
تشكـي لك وحدتـي
كم دمعة رايحـة جايـة تحكـي لك علي بيا
وتقولك مش شوية
ضنايا و لوعتي
مضى زمن الدموع يا سيدتي، تركتي عالمنا القبيح، الذي من فرط قبحه تناساكي، وابتعد عن فنك، ليروج لأنصاف الموهوبين، يروج لقبح يماثل قبحه لا يكشفه، ومثل فنك الرائع كان يكشف مستوى التدني الذي وصلنا له... لست وحيدة الآن بل أنت بصحبة رفاق عمرك بليغ حمدي وغيره من الذين يعرفون قدرك ويحترمونه.
وف ليلة قابلوه , كلموه, سألوه
عن اسمي سألوه , عن حبي سألوه
قال ما اعرفوش , ما قابلتوش , ما شفتوش , ما عشقتوش
قال يعني مش فاكرنا , ولا فاكر حب بينا
وايامنا سوا
قال لكو ايه .. ما تستغربوش
هو في حد النهاردة بيفتكر
وصلت صرختك كاملة، لم يعد في إمكاننا سوى النسيان، من فرط الهموم صرنا نحاول نسيان حتى أنفسنا، ذلك زمان تعتبر الذاكرة فيه نوع من التعذيب، ووردة مثلك أينعت في تربة خصبة غنية في ستينيات القرن الماضي كان لابد أن تذبل في تربة كتلك التي نحياها، لدرجة أنهم حاولوا إستدراجك لمعركة خيالية قذرة بين شعبيكي المصري والجزائري، فرددت عليهم بعد وفاتك بإلتفافك بالعلمين سويا.
عملت ايه فينا السنين عملت ايه
فرقتنا لا غيرتنا لا ولا دوبت فينا الحنين
السنين
لا الزمان ولا المكان قدروا يخلو حبنا
ده يبقى كان يبقى كان الزمان
وبحبك والله بحبك والله والله والله بحبك
نعم نحبك، لأنك لم تكوني مجرد مطربة عادية، بل فنانة عربية حقيقية، تغني فتطرب، تمثل فتمتع، صوتها يحمل من الإحساس ما يكفي 10 مطربين في زمننا هذا، أغانيها تنم عن قدرة وموهبة في الإختيار.
حلوة بلادي السمرا بلادي الحرة بلادي
وأنا على الربابة بغني ماملكش غير انى اغني
واقول تعيشي يامصر
وأنا على الربابة بغني واقول مملكش غير غنوة امل للجنود ... أمل للنصر
ليكي يا مصر ليكي يا مصر
حلوة بلادي ....
أثق تماماً الآن أن وتر الربابة الوحيد يشعر بالوحدة التي لم يشعر بها منذ غنيتي له، وأن بلادنا الحرة، والتي تتحرر يوماً بعد يوم، لم تعد جميلة، فقط تحلم بأن تكون جميلة، وأن النصر آت ولو لم تحضريه، وأنك باقية وإن رحلتي، وإن تم إبعادك عن مصر في عهدي ناصر والسادات ومبارك لأسباب مختلفة، إلا أنك سكنتي قلوب المصريين ولن يستطع أحد إبعادك حتى الموت.
وداعا وردة الجزائرية العربية المصرية، وداعا ياوتر ربابة الغناء العربي.