وجود الأطفال في الأفلام السينمائية طبيعي، لانها إنعكاس حقيقي للمجتمع، ولذلك كان وجود الأطفال في السينما المصرية منذ بدايتها أمر طبيعي، ولا نستطيع أن ننسى الفنانة الكبيرة فاتن حمامة وهي طفلة امام الموسيقار محمد عبدالوهاب في فيلم يوم سعيد.
ثم انتقلت السينما المصرية نقلة نوعية بالنسبة للأطفال بعدما اكتشف الفنان اللبناني إلياس مؤدب فيروزوقدمها إلى المنتج الفنان أنور وجدي، لنرى الطفل بطلاً للمرة الأولى من خلال أفلام ياسمين و فيروز هانمو دهب، وكلها أفلام تم صناعتها ليكون الطفل هو المحرك الرئيس للأحداث، ولكن الطفل بقى طفلاً بكل ملامح الطفولة وبراءتها وشقاوتها، إستغلالاً لشقاوة فيروز الصغيرة.
وخلال العديد من الأعمال التي شارك فيها الأطفال بعد ذلك مثل لبلبة و نيللي، و إيناس عبدالله، و دينا عبدالله، بقى الأطفال أطفالاً يصنعون الضحكة من خلال شقاوتهم، وتقليدهم للكبار أحياناً دون إبتذال أو إنتقاص من تلك الطفولة،ومن منا ينسى فيلم الحفيد.
ويبقى الوضع على ماهو عليه، وإن اختفى دور الأطفال في الثمانينيات والتسعينيات، إلا من خلال أفلام قليلة مثل فيلم العفاريت الذي قدمه المطرب عمرو دياب، أمام الفنانة الراحلة مديحة كامل، حيث عاد الأطفال ليكونوا المحرك الرئيسي للأحداث من خلال الطفلة هديل بمشاركة الطفل أحمد عقل، ولكن على إستحياء لضعف الفيلم فنياً.
حتى بداية الألفية الجديدة وعادت السينما لتقدم لنا الطفولة بمنظور جديد يختلف تماماً عن ذي قبل، حيث لجأت السينما إلى تقديم الطفل الكبير - بعد إخراج فيلم بحب السيما من المعادلة -، أو بمعنى أدق شخصية الطفل التي لا تنتمي إلى عالم الطفولة ولكنه كل تفاصيلها تفاصيل شخص بالغ، وهو ما حدث مع الطفلة مها عمار في أفلام خالتي فرنسا و سيب وأنا سيب، ثم عادت السينما لتقدمه بشكل أكثر فجاجة وإبتذال مع الطفلة جنا نصرت في سامي أوكسيد الكربون و حصل خير.
والمدهش في كلا الطفلتين حرص صناع العمل على إهدار الطفولة من خلال تقليد حركات الكبار وإستخدام ألفاظهم وتفاصيلهم لتسول الضحكة من المشاهد، الذي يخشى في كل الأحوال على أطفاله من أن تكون مثل تلك النماذج الشائهة.
وبذلك تكون السينما المصرية قد عادت للخلف فيما يخص الطفولة، التي كانت يوماً ما رهاناً فائزاً للمنتجين، ومازالت افلام الأطفال عالمياً تحقق نجاحات جيدة، بينما قررنا نحن دون اي سبب معلوم أن نشوه أطفالنا من أجل لا شيء.