لا أحد يختلف على أن إسماعيل يس كان أسطورة سينمائية حتي ان التصريح الأخير للفنان عمر الشريف الذي انتقد فيه إسماعيل يس يدل على أنه مازال باق و مؤثر بدليل اهتمام الكثيرين بمشاهدة مسلسل يتناول قصة حياته الذي قام به الفنان أشرف عبد الباقي .فقد كان يقوم بأداء أكثر من 7 أفلام في السنة الواحدة و كان الأعلي اجرا و أعماله الأعلي إيرادات , تميز إسماعيل يس بروح جميلة و بسيطة , و لكنه كان يمثل بدون هدف , و تركه نفسه لمخرجين غير جيدين قدموا به أفلام لا تليق به ,, و لذلك تظل أفلامه الباقيه هي الأفلام التي اخرجها مخرجين محترمين مثل فطين عبد الوهاب مثل إسماعيل يس فى البوليس الحربي , إسماعيل يس فى بيت الاشباح, إسماعيل يس فى الجيش.
إسماعيل ياسين لم يستطيع أن يطور نفسه , و لم يستطيع أن يقف امام الجيل القادم وقتها مثل فؤاد المهندس و محمد عوض و عبد المنعم مدبولي ,و لم يستطيع أن يفعل مثل ما فعل فؤاد المهندس حيث وافق أن يظهر خلف تلميذه عادل امام فى أفلامه ,و قد يكون ذلك نقطة تحسب لفؤاد المهندس الذي احب الفن بعيدا عن ترتيب الأسماء , عندما أغلقوا السينما فى وجه اتجه إلي فرقته المسرحية يقدم مسرحياته بنفس الأسلوب و الطريقة .
في أواخر الثلاثينيات، عندما وفد إسماعيل ياسين إلى العاصمة كان شارع عماد الدين ،فقد كان الشارع المزدهر فنياً يمتد إلى العتبة شمالاً، وقصر النيل جنوباً حيث المزيد من المسارح والكازينوهات والفرق. تعرض إسماعيل ياسين إلي سخرية من الجميع خاصا أنه كان يري نفسه مطربا و لكن ملامحه الشكلية كانت تؤدي إلى حدوث حالة من السخرية و لكنه طور من نفسه بدأ يتقن الفن المنولوج الذي يجمع بين الغناء و الكوميدية ,قدم إسماعيل ياسين أكثر من ثلاثمائة فيلم واشترك عام 1949 في أربعة عشر فيلماً، ووصل الرقم في العام التالي 1950 إلى سبعة عشر فيلما.
نستطيع أن نقسم أفلام إسماعيل ياسين إلى قسمين: أولهما كان يؤدي فيها الدور الثاني او الدور المساعد , وكان يضفي على الأفلام طابعا محببا من الحيوية والمرح ,اما القسم الثاني فيقوم فيه بدور البطولة المطلقة وفيه حقق بعض النجاح مثل الآنسة ماما و دهب .اما الأفلام التي قام ببطولتها المطلقة فالكثير منها يكاد يخلو تماماً من الفكر والفن ويعتمد على شعبية إسماعيل ياسين. لكن هذا لا يعني ان كل الأفلام التي قام ببطولتها هي بلا قيمة، على العكس منها ما يتميز بقيمة حقيقية تجعلها قادرة، حتى الآن، على مخاطبة الجمهور المتغير، الذي لا يزال يجد فيه ما يستحق المشاهدة مثل فيلم إنسان غلبان و الآنسة حنفي .
حققت أفلام إسماعيل يس أعلى الايرادات في تاريخ السينما العربية حتى اليوم ولا زالت أفلامه العديدة القديمة "أبيض وأسود" هي المادة المفضلة لدي قطاع عريض من الجمهور في مصروالعالم العربي لأنه استطاع أن يرسم البسمة علي شفاه الجماهير بفضل ملكاته ومواهبه المنفردة. وساهم إسماعيل ياسين في صياغة تاريخ المسرح الكوميدي المصري وكون فرقة تحمل اسمه وظلت هذه الفرقة تعمل علي مدي 12 عاما منذ عام 1954 حتى عام 1966 قدم خلالها مايزيد علي خمسين مسرحية بشكل شبه يومى.و لكنه لم يستطيع أن يحافظ على نجاحهفقد عاد فى اواخر أيامه إلي فن المنولوج فى الصالات مرة أخري.
من الأشياء المحزنه أن إسماعيل يس فى أواخر أيامه سجل كل مسرحياته التلفزيون المصري حيث كان يسجل فى اليوم الواحد أكثر من ثلاث مسرحيات ولكنها فقدت بسبب أهمال العاملون فى التلفزيون حيث سجلوا على نفس الشرائط مباريات كرة القدم ولم يبقي سوي مسرحية واحدة