لطالما ارتبط الجمهور العربي منذ بدايات دخول فن السينما إليه بالسينما الهندية بشكل قوى وخاص. ففى مصر مثلاً لا ينسى أحد اميتاب باتشان معشوق المصريين فى التسعينات، وأفلام العيد الهندية التى كنا ننتظرها من العام للعام. و حتى يومنا هذا تعد السينما الهندية هى المنافس الاشرس وإن لم يكن الأوحد لسينما هوليوود. ويبدو ذلك واضحاً فى استقطاب هوليوود لنجوم السينما الهندية ليتخذوا موضعا هاما وحيويا فى السينما الأمريكية وليس فقط على مستوى نجوم التمثيل إنما أيضا على مستوى الإخراج وكتابة السيناريو، حيث نجد الكثير من الأسماء الهندية تنضم بقوة وتأثير واضح لأعمال هوليوود بشكل يزيد سنويا. ولما كان للسينما هذا الأثر فى صناعة السينما العالمية ككل، والإقبال الجماهيري العريض والتاريخ الطويل اختارت إدارة مهرجان كان لدورته هذا العام 2013 أن تكرم السينما الهندية باختيارها ضيف شرف المهرجان. وفيما يلي نبذة سريعة نعرضها على قراء السينما دوت كوم للتعرف على انطلاقة السينما الهندية ومشوارها الذى أهلها لهذه المكانة المتميزة.
بدأت السينما الهندية بأول فيلم صامت عام 1913 واسمه (هريس سدرا). وفي عام 1930 ظهر فيلم اسمه (ألم أرى) وتعني (الله القادر) وهي قصة لأحداث إسلامية. وهذا يعني أن السينما الهندية ليست حكراً على فئة أو ملة دون أخرى، بل أن الباب مفتوح على مصراعيه ويسمح لكل أطياف الشعب الهندي باستخدام هذه الاستديوهات. وفي العادة يستغرق تصوير الفيلم شهراً ولكن عمليات المونتاج وكل الخطوات الفنية تستغرق خمسة أشهر أخرى ويشارك بها عدد كبير من الممثلين والنجوم المشاركين في هذه الأفلام. وشاهدنا خلال طوافنا بأقسام الاستديوهات أن ما لا يقل عن الخمسة والعشرين فيلماً يجري تصويرها حالياً وتنطق هذه الأفلام بما لا يقل عن عشرين لغة من لغات الهند الرئيسية.
وفي الهند ست مناطق لتصوير الأفلام في مختلف أرجاء البلاد، وتضم كل منطقة عدداً من الاستديوهات. وهنالك مؤسسة وطنية تسمى (مؤسسة التطوير الوطنية) تضطلع بمهمة تسويق الأفلام. ويأتيها العارضون الذين يتولون الترويج لهذه الأفلام في الخارج ويبرمون معها اتفاقات وبعضهم لديه أيضاً حقوق البيع للدول والشركات الأجنبية، ودخلت في صناعة السينما الهندية بيوتات تجارية عديدة -ولهذه المدينة- على سبيل المثال اتفاقية مع الصين تشتري بموجبها 50 فيلماً كل عام.
وثمة تعاون وإنتاج سينمائي مشترك مع حكومات كلاً من فرنسا وماليزيا وبريطانيا وباكستان. وتنتج الهند كل عام ما يتراوح بين 800 إلى 1000 فيلم سينمائي توزع في داخل البلاد والدول المجاورة وشتى أرجاء العالم. وتشارك مدينة السينما الهندية في المهرجانات السينمائية مثل «كان» و«قرطاج»، حيث بلغت مشاركاتها الدولية 328 مشاركة. وسبق أن فازت بثلاث جوائز أوسكار عن فيلم ( غاندي) الناطق باللغة الانجليزية، وهنالك فيلم مرشح للأوسكار هذا العام واسمه سواز وتعني (نفس).
ونسبة لشهرة مدينة السينما في منطقة بومباي اطلق عليها اسم (بولي وود) Bolly wood وهذا الاسم على غرار هوليوود الأمريكية.
أما أكبر الدول التي تستورد الأفلام الهندية فهي تلك الدول التي تكثر فيها الجاليات الهندية مثل بريطانيا والولايات المتحدة.. وتستورد الدول الإفريقية والعربية أعداداً مقدرة من الأفلام الهندية. وفي رد على سؤال حول مشاركة الممثلين والممثلات الهنود في السينما العالمية وفي هوليوود قال أومفيير ساياني مسؤول العلاقات العامة في مدينة السينما الهندية إن كثيراً من نجوم ونجمات الهند أصبحوا عالميين ولا تقف الحدود عقبة أمام تنقلهم بين كبريات الدول التي تزدهر فيها صناعة السينما.