دعاء..عزيزة: كليشيه استشراقى أقرب للريبورتاج

  • مقال
  • 04:29 مساءً - 2 ديسمبر 2013
  • 1 صورة



أفيش فيلم دعاء .. عزيزة

فى اليوم الخامس لبانوراما السينما الأوروبية, عُرِض الفيلم الوثاقى المصرى دعاء..عزيزة للمخرج سعد هنداوى، تـخرج هنداوى من معهد السينما عام 1996, أخرج العديد من الأفلام القصيرة وتتضمن أعماله الطويلة فيلم حالة حب بطولة هانى سلامة و هند صبرى، وفيلم ألوان السما السبعة بطولة فاروق الفيشاوى و ليلى علوى.

ولدت دعاء فى باريس لأب و أم مصريين, و فيما عدا الزيارات الصيفية إلى مصر عاشت حياتها كلها هناك, عزيزة على الناحية الأخرى ولدت فى القاهرة ﻷب مصرى و أم مجرية، تقع المفارقة التى يبنى عليها هنداوى فيلمه عندما تقرر عزيزة السفر إلى باريس، وفى نفس الوقت تقريباً تقرر دعاء العودة إلى مصر والحياة هناك، يبدأ هنداوى فيلمه من بعد تنفيذ قرار السفر فنرى بطلتيه كل منهما فى مدينة جديدة لم تعتادهان الفيلم مقسم إلى جزءين، الأول سنة 2005 عندما تقرر البطلتان السفر، والثانى فى 2011 فبعد ست سنوات نراهم مستقرين فى مدنهم ونرى أيضاً انطباعاتهما عن الثورة المصرية.

فى أغلب الأحيان تأتى مونولوجات دعاء وعزيزة كإجابة على أسئلة هنداوى, أسئلة فى مجملها من وحى المفارقة أو موضوعة لخدمتها وليس من وحى بطلاته أنفسهم أو إرادة الكشف عنهم, فتخرج إجاباتهم عن الأسئلة, التى تحتاج فيلماً بذاتها كأسئلة المواطنة والهوية والبحث عنها, إجابات مصطنعة لا تكشف للمشاهد عن بطلاته بقدر ما يستطيع أن يكشف عنها لقاء تلفزيونى عادى مع أى بنت من أسرة متوسطة مصرية. لا ندخل إلى أعماق أى منهم بدليل إننا لا نعرف شيئاً عنهم بخلاف قرارهم للسفر وداخل سياقه بعض السرد المرسل كإجابات على أسئلة هنداوى.تتحسن الأمور قليلاً عند الكلام مع الأهل فالحاجز الزجاجى مع دعاء وعزيزة يسقط لثوان، حيث نرى شيئاً من حياتهم فعلاً وليس مجرد سرد بالإضافة الى كلام الأهل العاطفى عن سفر البنات.

يرى هنداوى المدن مثلما يرى بطلاته, أداة لاظهار مفارقة أكثر من كونها مصادر نابضة بالحياة فعلاً. يدفعنا هنداوى لرؤية المدينتين (باريس والقاهرة) رؤية البوست كارد أو الرؤية السياحية للمدينة بنظرة استشراقية واضحة للقاهرة فنرى القهوجى حاملاً الصينية ومن فوقها الشاى, النيل فى الزمالك, والحسين وخان الخليلى. لا يتحسن الأمر مع باريس، حيث مشاهد نهر السين وكنيسة نوتردام و الكبارى الأنيقة. يضيف هنداوى كليشيه أخير عندما يصور مشاهد الثورة بالأبيض و الأسود تاركاً العلم فقط محتفظاً بألوانه.

أغلب الأفلام الوثائقية المعروضة بالبانوراما تدور فى فلك الأوطان والهجرة والتغيير فى العالم العربي, فى ضوء بعض من هذة الأفلام ك " عالم ليس لنا" للمخرج مهدى فليفل، و غزة 36مم للمخرج خليل المازيون، والشبه وثائقى العالم للمخرج الكسندر بيتسترا يظهر دعاء..عزيزة بروح الفيلم القديم أو الفاقد لما نجح فيه هؤلاء المخرجون وهو الوصول لصيغة جديدة للفيلم التسجيلى تريد أن تجعل الإنسان هو دليلها لاستكشاف مواضيع شائكة كالوطن والهوية . فضّل هنداوى المفارقة عن البشر فأصبح فيلمه زجاجى يتحرك فى نطاق الريبورتاج و ليس الأفلام.



تعليقات