Young and Beautiful': البشر يستعصون على التحليل السطحى

  • مقال
  • 02:28 مساءً - 6 ديسمبر 2013
  • 1 صورة



أفيش فيلم Jeuni & Jolie

عُرض الفيلم الفرنسى ' Young and Beautiful' أو صغيرة وجميلة بالمسابقة الرسمية لمهرجان كان هذا العام و قوبل جيداً من النقاد. الفيلم من تأليف وإخراج فرنسوا أوزون, مخرج فيلم '8 Women'ومن بطولة الجميلة Marine Vacth مارين فاس, صاحبة الثلاثة و عشرين عاماً.

ايزابيل تتم عامها السابع عشر خلال الصيف فتقرر أن تفقد عذريتها لشاب ألمانى تقابله أثناء الاجازة مع الأهل, ينتهى الصيف على صوت المغنية الفرنسية فرنسواز هاردى. يأتى الخريف وتأتى معه العودة إلى باريس والدراسة و نرى التلاميذ يلقون قصيدة ل ارثر ريمبو "انت لست جاداً و انت فى السابعة عشر" ونرى ايزابيل تتنقل بين غرف الفنادق تمارس الجنس مقابل المال, لا نعرف لماذا تفعل ذلك ولكنها تبدو وكأنها الوحيدة التى تعرف ما تفعل ولأى غرض, تنهى فرنسواز هاردى الخريف كما انهت الصيف وتبدأ ايزابيل فى مواجهة نتائج ما تفعله عندما تعرف عائلتها بحياتها السرية. نرى ردود أفعال الناضجين حولها على ممارستها للدعارة بإرادتها الحرة. نكمل العام مع ايزابيل و فرنسواز هاردى منتهيين بالربيع الذى يحمل ندبة التجربة و لكن بدون ندم أو تحول غير واقعى.

فى افتتاحية الفيلم نتلصص على ايزابيل من خلال نظارات الأخ الأصغر المعظمة على شاطىء البحر و هى تنظر حولها قبل أن تخلع حمالة صدرها لتستلقى فى الشمس. يرسم أوزون سيناريو نرى من خلاله ايزابيل بدون أن نتمكن من معرفة ما تخبيه نفسياً أو أى شىء من تاريخها السابق على السابعة عشر. تحاول الأم وزوجها و الطبيب النفسى أن يعرفوا مثلنا لماذا تفعل هذة الفتاة ما تفعله، ولكن أوزون يحبط جميع محاولات ادعاء الفهم أو التسطيح عند جميع الأطراف وخاصة المشاهد. ان مشاهدتنا لايزابيل لا تسمحلنا بأي وضع استثنائى فى الحكم عليها أو حتى التوصل لمعرفة ما تشعر به تماماً تصحبنا معها فى رحلة نكتشف معها اختيار جامح فى الحياة لطالما داعب مخيلات العديد منا.

مارين فاس تتقن الدور الصعب الذى يبطن أكثر مما يفصح و لكنه صادق. أحياناً لا نكون متفهمين ما تفعله خاصة و أننا لانملك سياق يجعلنا نراها أكثر عمقاً. هى واختياراتها التى تتخذها هى كل السياق الذى نملكه و لكنه مع كاميرا باسكال مارتى ليس بالقليل, فبتصويره لوجه مارين و عيونها الحزينة صنع أوزون فيلمه. بصورة ذات ألوان متزنة تماماً تليق بكل فصل من فصول السنة الأربع استطاعت المشاهد أن تثير حسية الاكتشاف الجنسى مع الابقاء على الحاجز الذى يحافظ عليه السيناريو بيننا وبين ايزابيل. المحافظة على هذة المسافة من ايزابيل انتصار لسيناريو عصرى استطاع ان يقدم فتاة من هذا الجيل بدون بعد اخلاقى أو نفسى يسطح من تعقيد ما تحمله اختياراتها فى حياتها.

بالتأكيد سنرى مارين فاس مجددا قريباً, صغيرة و جميلة...و موهوبة سوف تكون اختيار مخرجيين فرنسيين عدة. وعلى الرغم من ظهورها فى مشهد واحد إلا انى لم استطع نسيان Charlotte Rampling وتألقها فى مشهد يجمعها مع ايزابيل. تلتقى الفتاة ذات السبعة عشر عاما ب شارلوت رامبلينج التى اقتربت من عامها السبعين. نرى فى الوجهان الزمن وتستغل الصورة التناقض لتظهر جمال كل منهما فى ضوء الأخرى. “فكرت أن انام مع الرجال مقابل المال" تقول شارلوت لايزابيل متفهمة اختيارها و مبقية على التساؤل و الاستكشاف التى تعيشه الفتاة حتى مع مرور الزمن.



تعليقات