رغم مسابقات ملكات الجمال التى تقام سنوياً فى معظم الدول العربية، إلا أننا عندما نتحدث عن الجمال نتذكر على الفور جورجينا رزق، وعلى الرغم من حصولها على لقب ملكة جمال الكون منذ أكثر من 40 عاما، إلا أن العالم العربى لايزال يتذكر حتى الآن أيقونة الجمال التى وقع فى حبها مشاهير العالم.
وما بين السياسة والسينما وتربية الأبناء، سارت حياة ملكة جمال الكون التى وُصفت بأنها أغلى ما فى لبنان بعد غابات الأرز،وفى عيد ميلادها الواحد والستين نتذكر فصولاً من مشوار حياتها.
أندرية ديوتى
ولدت جورجينا رزق عام 1953 لأب لبنانى وأم مجرية، ومنذ طفولتها تتمتع بجمال باهر، لذا كانت تحلم دائماً بالشهرة، وبالفعل تحقق لها ما تمنته فى سن الرابعة عشر، عندما التقت عارضة الأزياء اللبنانية المعروفة فى فترة الستينات " أندريه ديوتى" التى رأت قدرات جورجينا الفائقة وجمالها الطبيعى، فقررت أن تصنع منها عارضة بمواصفات عالمية، فأخضعتها لنظام غذائى قاس، وعلمتها السير بطريقة تقليدية- وهى أن تمشى وعلى رأسها كتاب- كما سجلتها فى مدرسة للرقص، ودربتها على كيفية وضع الماكياج بطريقة احترافية، وعلى الرغم من تلك التدريبات الشاقة، إلا أن جورجينا التزمت بكل ما طلبته أندرية من أجل أن تحظى بالشهرة، وبالفعل أصبحت فى فترة قصيرة واحدة من أفضل عارضات الأزياء فى لبنان، لكنها أرادت أن تكون الأفضل، فاشتركت فى مسابقة ملكة جمال لبنان، واستطاعت أن تحصل على اللقب، لتكون ملكة جمال لبنان لعام 1970.
ملكة جمال الكون
ازداد طموح الفتاة الجميلة التى كانت ملامحها تجمع بين البراءة والأنوثة، فاشتركت فى مسابقة ملكة جمال الكون التى أقيمت فى ميامى بيتش فى ولاية فلوريدا الأمريكية، وكانت المفاجأة المذهلة فوزها باللقب، حيث حازت على إعجاب لجنة التحكيم بجمالها الذى يجمع بين سحر الشرق وغموض الغرب، حيث الشعر الأسود الطويل والعيون الزرقاء، والقوام الرشيق والطول الفارع، لتصبح أول امرأة فى الشرق الأوسط تحصل على هذا اللقب، ولم يصدق كثيرون إمكانية فوز امرأة عربية بلقب ملكة جمال الكون، لذا انطلقت شائعات عديدة متعلقة بهذا الأمر، منها أن فوزها جاء نتيجة تنسيق وتنظيم من المخابرات الأمريكية بهدف استرضاء سياسى للعرب، لكن هذه الشائعات لم تؤثر فى جورجينا أو فى فرحة اللبنانيين بفوز ابنتهم بلقب ملكة جمال الكون، وحين عادت لبيروت استقبلها موكب من السيارات الحكومية اللبنانية والألعاب النارية.
معشوقة الرجال
بعد حصولها على اللقب العالمى، أصبحت من أشهر السيدات فى العالم، وتودد لها الرجال سواء رجال سياسة أو فن، عرب وأجانب، نذكر منهم على سبيل المثال الرئيس الأمريكى جيمى كارتر الذى كان حينها حاكماً لولاية جورجيا، وأيضا وزير الدفاع السورى السابق مصطفى طلاس الذى ألف قصيدة بعنوان " تراتيل" أبدى فيها إعجابه بجمالها وسحرها.
حبيناكى.. حبينا
كان الموسيقار فريد الأطرش من أكثير الفنانين سعادة بفوز جورجينا باللقب، فأقام لها حفلة فى منزله تكريماً لها، كما وضع لحناً لأغنية باسمها، ولكن الإذاعة اللبنانية رفضت إذاعتها، لأنه لم يكن مصرحاً بالغناء بأسماء شخصيات عامة، فغير كلمات الأغنية من جورجينا جورجينا.. حبيناكى حبينا إلى حبينا حبينا .. حبيناكى حبينا
فشل فى السينما
كما منح اللقب جورجينا رزق الشهرة والأضواء، فقد فتح أمامها أبواب النجومية، حيث استغلت السينما شهرة جورجينا، ومنحت لها البطولة فى عدة أعمال، منها فيلم " غيتار الحب" مع صباح و عمر خورشيد، حيث جسدت فى هذا الفيلم دورا جريئا، وأثار الفيلم ضجة شديدة بسبب احتوائه على عدد من المشاهد الجريئة، ثم قدمها المخرج عاطف سالم فى فيلمين هما باىباى يا حلوةمع رشدى أباظة و محمد عوض، ثم فيلمها الأشهر " الملكة وأنا " مع محرم فؤاد، وقد تعرض عاطف سالم لانتقادات عديدة بسبب ضعف تلك الأفلام، كما قدمت أيضا مسرحية بعنوان " سنقف سنقف"، وبعدها أعلنت اعتزالها التمثيل نهائيا.
وعلى الرغم من قيامها بأدوار البطولة فى الأعمال التى شاركت فيها، إلا أنها لم تستطع أن تثبت نفسها سينمائيا، وقد اعترفت لاحقاً أنها لم تحب تجاربها السينمائية، فقالت فى حوار لها أنها تكره الفن، وأن السينما ووقوفها أمام الكاميرا لا تعنى لها شيئاً، مضيفة أنها خاضت التجربة المسرحية مع " روميو لحود" وأحبتها كثيراً، حيث ترى أن المسرح هو الفن الحقيقى، خاصة وأن التفاعل مع الجمهور يكون بشكل مباشر، وأكدت جورجينا أنها لا تشعر بارتياح فى الوسط الفنى، لذا قررت أن تهجره تماماً.
زيجتان معلنتان
إذا كانت جورجينا رزق استطاعت أن تأسر بجمالها الآخاذ قلوب رجال كثيرة، فإن اثنين فقط نجحوا فى امتلاك قلبها، الأول كان المناضل الفلسطينى حسن سلامة " أبو على"، حيث جمع الحب بينهما، وتزوجا، وإذا كانت جورجينا فتاة أحلام الرجال فى تلك الفترة، فإن القيادى فى منظمة التحرير الفلسطينية كان أيضا فارس أحلام الفتيات، فكان شاباً رياضياً وسيماً. عاشت جورجينا مع زوجها الأول حياة سعيدة، وأنجبت ابنها على، إلا تلك الحياة الهادئة لم تستمر طويلاً، ففى يوم 22 نوفمبر عام 1979 قُتل المناضل الفلسطينى على يد الموساد فور خروجه من منزله، وتم الاغتيال عبر سيارة مفخخة وُضعت فى الطريق الذى يسلكه، وقد حكت جورجينا تفاصيل هذا اليوم فى حوار سابق لها " سمعت صوتا مدويا، ظننت أنها الطائرات الإسرائيلية فى البداية، فنظرت من شرفتى، ورأيت سيارتين وسط الشارع، وقد تدلت رؤوس حراس زوجى الشخصيين خارج النوافذ، ورغم ذلك لم أصدق أنه اُغتيل". عاشت جورجينا بعد وفاة زوجها حزينة، وظلت سنوات عديدة بلا زواج، حتى التقت بالفنان وليد توفيق وربط الحب بينهما، حيث تزوجا فى بداية التسعينات، ويعيشان حياة هادئة ومستقرة مع أبنائهما نورهان ووليد.
وإذا كانت الزيجتان السابقتان تتحدث عنهما جورجينا رزق باستمرار فى حواراتها، إلا أن هناك زيجة ترفض الحديث عنها والمتعلقة بزواجها من الفنان محرم فؤاد، حيث تتجاهل الحديث عن تلك الزيجة أو تفاصيلها.
الابتعاد عن الأضواء
رغم الشهرة العالمية التى حصلت عليها جورجينا رزق، إلا أنها بعد ابتعادها عن التمثيل وزواجها من حسن سلامة قررت الانسحاب من الحياة العامة، وكرست حياتها من أجل أسرتها، ولم تعد تظهر فى المناسبات العامة إلا نادراً، وعلى الرغم من تجاوزها الستين عاما،إلا أنها استطاعت الحفاظ على جمالها وأناقتها دون أن تلجأ لعمليات التجميل، فاستحقت عن جدارة لقب ملكة جمال الكون.