قدمت السينما المصرية طوال تاريخها الأم باختلاف شخصياتها في المجتمع، فتارة هى الأم المثقفة المضحية من أجل أبنائها بعد وفاة الزوج، كما جسدتها فاتن حمامةفي إمبراطورية ميم، وهى الأم خفيفة الظل قوية الشخصية كما في أم العروسة، وهى الأم الطيبة إلى حد السذاجة كما في يارب ولد، وهى التي تضحي بأمومتها للحفاظ على سر أبنائها كما في المرأة المجهولة و لا تسألني من أنا، وغيرها من النماذج التي سطرت أروع مشاهد الأمومة في نفوس مشاهدي الشاشة الفضية.
وفي السطور التالية اخترنا لك عشرة أفلام ننصحك بمشاهدة أيًا منها إذا ما قررت أحد القنوات التليفزيونية عرضها في عيد الأم.
إمبراطورية ميم
لا يمكن أن نحتفل بعيد الأم دون أن نتذكر فيلم إمبراطورية ميم، والذييعتبرة النقاد الفيلم العائلي الأول للسينما المصرية،حيث يقدم الفيلم الذي كتبه إحسان عبدالقدوس وأخرجه حسين كمال نموذجًا رائعًا للأم (التي تقوم بدورها سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة) يموت زوجها، ويترك لها ستة من الأبناء في مراحل عمرية مختلفة، فتتولى مسئوليتهم وحيدة، وفي نفس الوقت تتعرف على رجل أعمال يقوم بدوره الفنان أحمد مظهريعرض عليها الزواج، فتصبح في حيرة بين احساسها كإنسانة، ورغبتها في زوج تستند إليه، وبين مسئوليتها تجاه أبنائها، وفي النهاية تختار التضحية بسعادتها الشخصية من أجل أبنائها.
لا تسألني من أنا على الرغم من أن الفنانة الجميلة شادية لم تستطع أن تحقق حلم الأمومة الذي ظل يراودها طوال حياتها، إلا أنها نجحت في تحقيقه على الشاشة، حيث قدمت دور الأم الطيبة المضحية في بعض أفلامها، لعل أهمها فيلم لا تسألني من أنا، مع المخرج أشرف فهمي، حيث قدمت في الفيلم دور "عائشة" السيدة الفقيرة التي تنجب كثير من الأبناء، ولا تستطيع الإنفاق عليهم، فتضطر لبيع ابنتها الصغرى التي قامت بدورها الفنانة يسرا لسيدة ثرية لا تنجب ( مديحة يسري) لكي تستطيع أن تربي باقي أبنائها، ولكنها في نفس الوقت لا تستطيع الابتعاد عن ابنتها، فتعمل خادمة لدى السيدة الثرية لكي تكون بجانب ابنتها.
يكبر الأبناء ويحصلون على شهادات جامعية ووظائف مرموقة، ويطلبون من أمهم الكف عن العمل كمربية، ولكنها ترفض حتى لا تترك ابنتها وحيدة.
قدمت الفنانة شادية دور الأم في الفيلم بصدق شديد، ومن أجمل المشاهد التي قدمتها، عندما تخبر ابنتها بحقيقة الأمر، وأنها أمها الحقيقية، وأنها اضطرت لفعل ذلك من أجلها ومن أجل أخوتها.
أم العروسة نموذج آخر للأم قدمته السينما المصرية من خلال فيلم أم العروسة، حيث قدمت تحية كاريوكادور الأم قوية الشخصية، لديها سبعة من الأبناء، يتم خطبة ابنتها الكبري، فتضغط على زوجها الموظف من أجل توفير مصاريف زواج ابنته، مما يضطره للاختلاس من أموال العهدة، لكي يزوج ابنته، ولكن أحد زملائه في العمل يقوم بدفع المبلغ قبل افتضاح أمره، فينقذه من السجن والفضيحة.
أبدعت تحية كاريوكا في تجسيد دور أم غير نمطي وغير متكرر، وكان أدائها طبيعيًا وتلقائيًا، مع خفة ظل واضحة، ليصبح هذا الدور واحدًا من أهم أدوارها السينمائية على الإطلاق.
بائعة الخبز
عندما نتحدث عن أبرز الفنانات اللاتي قدمن دور الأم على الشاشة، نتذكر على الفور الفنانة أمينة رزقالتي برعت في تقديم دور الأم الطيبة الحنونة في كثير من أعمالها، ومن أهمها فيلم بائعة الخبز للمخرج حسن الإمام، حيث قدمت نموذجًا رائعًا للأم التي مات زوجها وترك لها طفلين، هما نعمت وسامي، فعانت بعده الكثير من أجل تربية الأبناء، كما رفضت الزواج مرة ثانية، على الرغم من جميع الإغراءات التي عرضها عليها رئيس العمال في المصنع الذي كان زوجها يعمل فيه، فيقرر الرجل الانتقام منها، فيدبر حريقًا، ويتهمها بأنها الفاعلة، وتوضع في إحدى المصحات العقلية عقب إصابتها بالجنون، وبعد عشر سنوات يشب حريق في المصحة، فتعود لها ذاكرتها، لتبدأ رحلة البحث عن أبنائها، وتعلم أنهم أصبحوا في مكانة اجتماعية جيدة، فتقرر أن تثبت براءتها من التهمة القديمة، من أجل ان يعرف أبنائها حقيقة ما حدث لها.
يوم مر ويوم حلو
إذا كانت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة برعت في تقديم دور الأم المثقفة التي تضحي من أجل ابنائها، فقد أجادت أيضا في تقديم دور الأم في فيلم آخر لا يقل روعة عن سابقه وهو فيلم يوم مر ويوم حلو، حيث قدمت في الفيلم دور "عائشة" الأرملة الكادحة التي توفى زوجها، وترك لها خمسة من الأبناء، فتكافح من أجل أن تربي أبنائها وتزوجهم، ومن أجمل المشاهد التي قدمتها بالفيلم، المشهد الذي تقوم فيه بإرسال رسالة لزوجها المتوفي تشكو له ما بها وتبكي، وتذكره بأنها ما تخلت عنه يومًا وبأنها ظلت دائمًا أمًا وزوجة وفية، فما الذي يحدث لها الآن، فلم تعد تعرف ماذا يحدث لها ولأبنائها، وأصبحت أضعف من تحمله، وترفع عينيها الدامعتين قائلة (الجواب ده أنا ياعتهوله عن طريقك يا إمام يا شافعي يا قاضي الشريعة ياللي حكمت بين أمك وأبوك).
عائلة ميكي
عند البحث عن أهم الأفلام التي ركزت على الأم كشخصية محورية، سنجد أن معظمها إن لم يكن كلها أفلامًا قديمة أُنتجت في الستينات والسبعينات، ومع ظهور موجة الأفلام الكوميدية في بداية هذه الألفية، اختفت نوعية الأفلام التي تركز على الأم بشكل أساسي، ولكن جاء فيلم عائلة ميكي ليكون استثناء في وسط هذه الموجة الكوميدية، حيث يتحدث الفيلم عن أم (التي تقوم بدورها النجمة لبلبة) لديها خمسة من الأبناء لكل منهم مشاكله، فالابن الأكبر ضابط شرطة في أول مشواره، والثاني طالب جامعي متعثر في دراسته، والثالثة فتاة في الثامنة عشر تبحث عن حبيب عن طريق الإنترنت، والرابع طالب في الإعدادية، أما الابن الأصغر فهو ميكي، طفل مشاغب يسبب مشاكل لكل من حوله.
تتحمل الأم مسئولية الأبناء ومشاكلهم، بالإضافة لرعاية والدتها الضريرة التي تعيش معهم في نفس المنزل، خاصة أن الأب مشغول في عمله، ويعتقد أنه استطاع تكوين أسرة مثالية، فتحاول الأم أن تحل مشاكل أبنائها بمفردها.
الجراج
ومن أبز الأفلام التي قدمت دور الأم المضحية فيلم الجراج الذي قامت ببطولته النجمة نجلاء فتحي، حيث جسدت بصدق شديد دور نعيمة زوجة زينهم البواب، لديهما خمسة من الأبناء، ويعيشون في جراج أحد العمارات، تعانى الأسرة من ظروف مادية صعبة، ولا يتحمل الأب مسئوليتهم، حيث يتركهم بعد أن يجد عقد عمل في الخليج، فتتولى الأم مسئولية الأبناء بمفردها، وفي ظل هذه الظروف تكتشف إصابتها بالسرطان، فتفكر في بيع أبنائها للأثرياء ، حتى لا يضيعوا بعد موتها.
الحفيد
مثلما أدت الفنانة تحية كاريوكا دور الأم ببراعة في فيلم أم العروسة، لم تقل الفنانة كريمة مختار تميزا في الجزء الثاني من الفيلم الذي حمل اسم الحفيد، حيث نجدها تقوم بدور الأم الحنونة الطيبة حسنة النية، التي تراعي أولادها وبناتها حتى بعد أن يتزوجن، وتنتظر الحفيد الذي يملأ عليهن الدنيا، ويكون السبب في استقرار زواجهن.
بين القصرين
نجحت الفنانة آمال زايدمن خلال شخصية أمينة في ثلاثية نجيب محفوظ في تجسيد دور الأم الحنونة العطوفة على أولادها، حتى ياسين ابن زوجها الذي تعامله كأنه أحد أبنائها، أدت آمال زايد الدور بصدق واضح، وأصبحت نموذجًا لشخصية الأم الطيبة المعطاءة.
حكاية حب
برعت الفنانة فردوس محمدفي تجسيد دور الأم على مدى مشوارها الفني، ومن أبرز الأفلام التي نتذكرها لها فيلم حكاية حب مع عبد الحليم حافظ و مريم فخر الدين وإخراج حلمي رفلة، حيث قدمت دور الأم الضريرة التي تخاف على ابنها، وتهتم بمستقبله، وتميز أدائها في الفيلم بالصدق والتلقائية الشديدة لدرجة تشعر معها أنها لا تمثل.