إذا كان لحلول الألفية الثالثة فضل على السينما، سيكون في العودة القوية إلى إنتاج الأعمال الغنائية والاستعراضية بعد شح كبير في إنتاجها طوال عقد التسعينات من القرن العشرين واقتصار وجودها في أفلام الرسوم المتحركة التي كانت تقدمها ديزني، خاصة مع وجود منبع بالغ الثراء يتمثل في الأعمال المسرحية الموسيقية التي قدمت لسنوات طويلة على خشبات مسارح برودواي، وهو منبع سينمائي لا ينضب.
ومن بين هذه الأعمال فائقة النجاح، كانت هناك المسرحية الشهيرة Annie التي عرضت للمرة الأولى على مسارح برودواي في عام 1977 واستمر عرضها على مدار ست سنوات كاملة، ثم تلتها عشرات الجولات الفنية حول العالم التي أعادت تقديم المسرحية مرارًا وتكرارًا، وفيما يلي الاقتباسات السينمائية التي قدمت عن هذه المسرحية في السينما الأمريكية.
1982:
بعد انطلاق المسرحية ببضعة سنوات قليلة، تناهى إلى أسماع استوديوهات هوليوود أخبار النجاح الساحق الذي حققته المسرحية طوال فترة عرضها في برودواي، فصار تقديم المسرحية سينمائيًا بغرض استثمار هذا النجاح أمرًا بديهيًا، وهو ما تحقق في عام 1982 مع Annie، والذي شارك في بطولته كل من ألبرت فيني وكارول بارنيت وتيم كيوري، لينال بعد أشهر عرضه ترشيحان للأوسكار لأفضل تصميم إنتاج وأفضل موسيقى تصويرية.
1999:
كان المخرج روب مارشال يبدو خيارًا مثاليًا لإعادة تقديم العمل مرة ثانية من خلال فيلم تليفزيوني تنتجه والت ديزني هذه المرة، وذلك لما يتمتع به روب من خبرة عريضة في العمل مع المسرحيات الموسيقية، وهي التي أهلته لتولى مهمة إخراج عدة أفلام استعراضية بارزة فيما بعد، منها: Chicago و Nine و Into The Woods، وهذه المرة يحاول الفيلم الالتزام بالعمل الأصلي بأكبر قدر ممكن على خلاف الفيلم السابق الذي اختلف عنه في عدد كبير من التفاصيل، وقام بالبطولة هذه المرة كاثي بيتس والآن كومنجز و فيكتور جاربر.
2014:
منذ عام 2011، أعلنت شركة سوني عن إعادة إنتاج ثالثة لـ Annie، والتي سيشارك في إنتاجها هذه المرة كل من ويل سميث و جاي زي بحيث تكون "ويلو" ابنة ويل سميث هي البطلة الرئيسية للفيلم، وبحيث تجري أحداث الفيلم على نحو معاصر، ولكن مع حلول عام 2013 تم اللجوء إلى كوفنزاني ويلز التي ترشحت للأوسكار في عام 2013 عن فيلم Beasts of The Southern Wild لتكون هى البطلة الرئيسية بعد أن رأت "ويلو سميث" أنها أكبر سنًا من عمر بطلة الفيلم في سياق الأحداث.
آني وهالة:
كان أمرًا معتادًا في فترة ازدهار المسرح المصري أن يتم اللجوء إلى النصوص المسرحية الأجنبية والأعمال المسرحية ذائعة الصيت وتمصيرها وتقديمها للمشاهدين، ولم تكن (آني) بعيدة عن عيون المسرح المصري، حيث تم معالجتها وتمصيرها وقُدمت باسم ( هالة حبيبتي)، والتي ما لبثت أن صارت من أنجح مسرحيات الفنان الراحل فؤاد المهندس، والتي لا يزال الكثيرون يتذكرون عدد من أغنياتها، وعلى رأسها أغنية "يا حتة مارون جلاسيه والدم شوكولاتة" التي أدها المهندس مع رانيا عاطف.