لماذا لم يفز أمريكي بجائزة أوسكار أفضل مخرج منذ خمس سنوات؟

اليخاندرو جونزاليز إناريتو الفائز بأوسكار أحسن مخرج في 2015

هوليوود هي ثالث أكبر مُنتج للأفلام في العالم بعدد يتخطى الـ800 فيلم سنويًا، وتحتل مع كندا المركز الأول كأكبر سوق أفلام تجاري حسب إحصائيات سنة 2013، وأيضًا تحوي أكبر عدد مدارس ومعاهد وأكاديميات لتعليم فنون السينما وعلومها من بين جمع دول العالم، هذا بالإضافة إلى المستوى الرفيع لكثير من هذه المدارس مثل كلية السينما في جامعة كاليفورنيا الجنوبية التي تخرج منها المخرج الأمريكي الكبير جون هوارد، وكلية السينما في جامعة نيويورك والتي أخرجت فنانين كبار مثل المخرج مارتن سكورسيزي والمخرج أولفر ستون.

دائمًا ما كانت هوليوود قبلة الفنانين من الممثلين والمخرجين والمنتجين في عالم السينما ليعرضوا فنونهم ويطرحوا أفكارهم، ويتبادلون الرؤى حول صناعة السينما وتقدمها، ودائمًا ما كانت السينما الأمريكية ملهمة لغيرها، وميناء تحط عليها السفن من كل بقاع العالم السينمائي. والمبدعون الأمريكيون من السينمائيين كان لهم دورًا هامًا في إيصال السينما الأمريكية لمتحدثي اللغة الإنجليزية وغير الإنجليزية، وكذلك لنشر اللغة السينمائية الهوليوودية المعاصرة والثقافة الأمريكية بشكل عام. والمخرجون الأمريكيون هم حجر الأساس لهذه المنظومة السينمائية فأفكارهم هي التي تُنقل ورؤيتهم هي التي تصل عبر أفلامهم، وكثير من هؤلاء المخرجون تخرجوا من معاهد وأكاديميات سينمائية أمريكية.

والأكاديمية الأمريكية لفنون السينما وعلومها منذ نشأتها سنة 1927 تمنح سنويًا جائزة أفضل إخراج سينمائي لتحتفي بصناع الأفلام الأمريكيين وغير الأمريكيين، ومعظم من حازوا عليها منذ بداية تاريخ منح الجائزة هم أمريكيون، ولكن في الخمس سنوات الماضية احتكرها مخرجون غير أمريكيون.

ففي سنة 2011 حاز على جائزة أفضل مخرج البريطاني توم هوبر عن فيلمه The King’s Speech، وفي سنة 2012 حاز عليها الفرنسي ميشيل هازانفيشيس عن فيلمه The Artist، وفي سنة 2013 فاز بها تايواني الأصل أنج لي عن فيلمه Life Of Pi، وفي سنة 2014 حاز عليها المكسيكي ألفونسو كوارون عن فيلمه Gravity، وأخيرًا في سنة 2015 فاز بها المكسيكي اليخاندرو جونزاليز إناريتو عن فيلم Birdman.

وفي العقود الأخيرة نمت السينما العالمية بشكل مطرد فلا تكاد تخلو بلد من أكاديمية خاصة بها، ولا تكاد تخلو مدينة كبيرة من مهرجان سينمائي دولي، وساهمت وسائل التواصل الإلكترونية الحديثة لتقريب المسافات بين السينمائيين في بقاع الأرض المختلفة، فأصبح من الوارد أن تجد تعدد جنسيات إنتاج فيلم ما، وأمسى من الممكن أن تعرض الأفلام الفرنسية في الصين، وأن تعرض الأفلام المكسيكية في إيطاليا، فالاعتماد على هوليوود لنشر السينما الدولية قل بمرور الأعوام. وهذا ما يدفعني لتساؤل عن توجهات هوليوود مؤخرًا، فمنح هوليوود أهم جائزة سينما أمريكية في الإخراج ألا وهي الأوسكار لمخرجين غير أمريكين في الخمس سنين الماضية أمر يدعو للتساؤل، فهل تحاول الأكاديمية دعم الوجوه الجديدة من أوروبا وأمريكا اللاتينية وأسيا؟

وهل فتح باب الجوائز أمامهم كافي لاستقطاب الأعداد؟ هل المشكلة عند المخرجين الأمريكيين أم مانحي الأوسكار؟ و لماذا لم يفز أمريكي بجائزة أوسكار أفضل مخرج منذ خمس سنوات؟