يقول مثل أمريكي "Good things come in threes" أي أن الأشياء الجيدة تأتي "ثلاثة"، إلا أن هذه النظرية لا تنطبق بالضرورة على بعض الأفلام، فمع مرور الوقت أصبح الجزء الثالث بمثابة "لعنة" على الأفلام وأكبر دليل على ذلك الجزء الثالث من فيلم Taken بطولة ليام نيسون، والذي حقق جزئه الأول أرباح وصلت إلى 200 مليون دولار كما حقق جزئه الثاني أيضًا إيرادات جيدة، إلا أن الفيلم سقط في جزئه الثالث مع انتقادات واسعة وتقييمات منخفضة.
في هذا المقال، سنستعرض أبرز 5 أفلام جاء الجزء الثالث منها نقمة عليها وسنحلل سبب اللعنة كما يسميها البعض..
فيلم كوميدي إنتاج عام 2000، ظهر من خلاله الممثل روبرت دي نيرو كممثل كوميدي قوي بعد " Analyse this". الفيلم يتناول صراع الشاب جريج ( بن ستيلر) مع والد حبيبته جاك (روبرت دي نيرو)، عميل الـCIA السابق الذي يحاول حماية ابنته.
الجزء الأول كان ناجحًا جدًا وحتى جزئه الثاني عام 2004 مع تقديم شخصيات جديدة طريفة مثل الرائعين دستن هوفمان و باربرة سترايسند، والذان جسدا دور والدي "جريج"، إلا أن في عام 2010 قرر المخرج بول ويتز إعادة السلسلة من خلال جزء ثالث بعنوان " Little Fockers". وكان أكبر دليل على فشل الفيلم هو ترشيحه لثلاث جوائز Razzie، التي تعطى لأسوأ أفلام العام، والتي تعد مؤشرًا على عدم رضا الجمهور عن القصة والتمثيل.
عندما تجتمع حركات جاكي شان مع طرافة كريس تاكر سنشهد فيلمًا أكشن كوميدي ممتع بلا شك. هذا ما حصل مع أول جزء من Rush Hour عام 1998.
القصة تتناول شرطيين "شان وتاكر" يحاولان إنقاذ فتاة مخطوفة. العنصر الأساسي كان الجمع بين الكوميديا والأكشن مما خلق جوًا جميلًا للفيلم، لكن كالعادة، لن تقف شركة الإنتاج مكتوفة الأيدي عندما يحقق الفيلم أرباحًا كبيرة وتقرر إنتاج جزء ثان عام 2001 وثالث عام 2007، والذي كان الأسوأ وتسبب في تجاهل الجمهور لجمال الجزء الأول والثاني.
عندما نتحدث عن فيلم The hangover لن نتجاهل أنه أحد أكثر الأفلام التي حققت إيرادات عام 2009، وعدا ذلك حقق نجاحًا كبيرًا بين الجمهور وفتح الطريق أمام نوع جديد من الأفلام الكوميدية الشبابية. الفيلم يتناول قصة مجموعة من الأصدقاء فيل ( برادلي كوبر) وستو ( إد هلمز) وألان ( زاك جاليفينكس) يستيقظون بعد ليلة وداع عزوبية كي يتكشفوا أشياءً غريبة قد حدثت، وأن صديقهم العريس ضائع.
الفيلم كوميدي من الدرجة الأولى، ونجح في جذب الجمهور إليه، ما دفع الشركة المنتجة لإنتاج جزء ثان منه يحمل تقريبًا نفس القصة، إلا أن جزئه الثالث جاء مختلفًا مع وجود نفس الأبطال، وتسبب في استياء كبير للجمهور، الذي اعتبر أن هذه ليست الطريقة المناسبة لختام سلسة ناجحة.
فيلم المخرج شون ليفي، يتناول قصة الحارس الليلي لاري (بن ستيلر) الذي يكتشف أن التماثيل في المتحف الذي يعمل به تعود إلى الحياة ليلًا. القصة جميلة والمعالجة كانت رائعة في الجزء الأول، والجزء الثاني قدم شخصيات تاريخية جديدة، إلا أن اللعنة أصابت الفيلم في الجزء الثالث، الذي جاء أقل من العادي، مع نفس الشخصيات، ونفس القصة، وأحداث متوقعة وكوميديا طفولية. وهو ما يدفعنا للتفكر أنه كان يجب الاكتفاء بجزئين من الفيلم وعدم المخاطرة بجزء ثالث.
ربما يكون Home Alone أفضل فيلم عائلي والأكثر مشاهدة لدى عرضه على التليفزيون في فترة الأعياد، جميعنا ارتبطت طفولته بهذا الفيلم وبـ"كيفين" الذي لعب شخصيته ماكاولي كولكن، والذي سينساه أهله وحيدًا في البيت ليذهبوا في رحلة خارج البلاد بمناسبة عيد الميلاد، "كيفين" الذي سيكتشف أن لصين يخططان لسرقة البيت، سيحاول بكل الطرق منعهم.
الفيلم طريف إلى أبعد حد، وذكي والتمثيل به جيد جدًا، حتى جزئه الثاني كان مقبولًا أيضًا لكن ليس بنفس المستوى، إلا أن صناع الفيلم لم ييأسوا وقرروا إنتاج جزء ثالث ورابع مع أبطال جدد وبنفس القصة، وهو ما لم يلق إعجاب النقاد والجمهور.
وربما يعود فشل هذه الأجزاء الثلاثة إلى شركات الإنتاج التي باتت تهتم بأرباح شباك التذاكر أكثر من نوعية الفيلم، فعندما ينجح فيلم جماهيريًا تقرر الشركة إنتاج جزء ثانٍ كي تستفيد من الأرباح، الفيلم عادةً يكون له نفس القصة ونفس مجرى الأحداث، وعندما ينجح الجزء الثاني تقرر الشركة استكمال السلسلة وهنا سيكون أمامها خيار من اثنين: الأول هو تقديم نفس القصة مع تغيرات بسيطة مثلما حدث في (Home Alone وNight at the museum) مما سيدفع الجمهور للضجر سريعًا، والثاني هو تقديم قصة مختلفة تمامًا مع نفس الشخصيات (The Hangover) مما سيشعر الجمهور أنهم أمام فيلم آخر لا علاقة له بالجزئين الأولين...
هذه الأفلام ليست الوحيدة ولن تكون.. نعم ربما هي فعلًا "لعنة" والسنين القادمة ستكشف لنا المزيد.
*استثنينا الأفلام المقتبسة عن روايات ( The Lord of the Rings مثلاً) لأن في هذه الأحوال، تكون القصة موجودة من الأساس.