مهما مر بنا الزمان، يظل هناك الكثير من المتعة في إعادة زيارة عدد لا يستهان به من كلاسيكيات الفن واﻷدب من وقت ﻵخر، حتى وإن كنا نعلم بالفعل الكثير من قصص هذه الأعمال بفضل قراءتها أو مشاهدة اقتباساتها الفنية على المسرح أو السينما، ومن أكثر اﻷدباء اقتباسًا على اﻹطلاق الكاتب المسرحي البريطاني ويليام شكسبير الذي اقتبست وأعيد تقديم أعماله عشرات، بل قل، مئات المرات في مختلف الوسائط الفنية: مسرحيًا وسينمائيًا وتليفزيونيًا.
هذا العام، شهدت المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي اقتباسًا جديدًا لمأساة شكسبير فائقة الشهرة Macbeth، والتي تعد واحدة من المسرحيات التي تعرف في أدبيات شكسبير بـ"المآسي الكبرى" بجوار مسرحيات "الملك لير" و"عطيل" و"هاملت".
ويقوم باقتباس المسرحية إلى السينما هذه المرة المخرج الاسترالي جوستين كورزيل بعد أن اقتبسها للسينما عدد كبير من المخرجين، وعلى رأسهم الياباني اكيرا كوروساوا والبولندي رومان بولانسكي والأمريكي أورسون ويلز، ويتصدر لبطولة الفيلم هذه المرة كل من اﻷلماني/ اﻷيرلندي مايكل فاسبندر والفرنسية ماريون كوتيارد لكي يؤديا أدوار "ماكبث" و"الليدي ماكبث".
ومن الواضح أن هذا الاقتباس الجديد الذي قدمه كورزيل قد راق ﻷغلب من شاهدوا الفيلم بعد عرضه، فقد امتدح الناقد السينمائي نيكولاس باربر الفيلم، ومنحه أربع نجوم، وقال عن منجز كورزيل فيه: "إن كورزيل لا يدخر جهدًا على اﻹطلاق لكي يجعل كل مشهد في الفيلم أكثر كابوسية".
أما الناقدة جيسيكا كلانج من موقع The Playlist، فتمتدح هى اﻷخرى المخرج، قائلة عن عمله على الفيلم: "إن (ماكبث) الذي قدمه كورزيل هو فيلم دموي وجريء وصارم، ويظهر ثقة إخراجية حابسة للأنفاس، وتأويل ذكي لا يماثله شيء".