Game of Thrones (حلقة 8): مذبحة الرجال الأحرار في «هاردهوم»!

  • مقال
  • 10:48 مساءً - 5 يونيو 2015
  • 3 صور



صورة 1 / 3:
السائرون البيض
صورة 2 / 3:
اللقاء المرتقب ما بين الكاليسي وتايرون
صورة 3 / 3:
سيرسي لانيستر

(تحذير: المقال يحتوي على حرق لأحداث الحلقة)

لا شك أن (هاردهوم) هي الحلقة الأفضل على الإطلاق في الموسم الخامس من لعبة العروش حتى الآن، وأعتقد أنها الحلقة الأعلى تقييما في الموسم في معظم مواقع المسلسلات. يبدو ذلك جليا للجميع سواء كانوا من جمهور المسلسل أم لا؛ وذلك من كثرة الصخب والحديث والجدال الدائر حول تلك الحلقة تحديدا على ساحات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، بعد صمت نسبي دام لسبع حلقات كاملة على غير العادة.

دعونا لا نطيل المقدمة إذن، ولندخل في التفاصيل المهمة على الفور.

كينجز لاندينج:

إن مشهد سيرسي لانيستر وهي تشرب الماء من على أرض زنزانتها لرائع بحق، روعة تقشعر لها الأبدان إذا جاز لنا القول. المشاهد عادة ما يتلذذ برؤية الملك أو الغني أو الكبير عندما يقع في مأزق ما، يتلذذ ويضحك عليه في سعادة جمة... هكذا علمنا العظيم شابلن. فما بالنا لو كان ذلك الشخص هو الملكة الأم ذاتها، بكل جبروتها وغطرستها وكيدها وكبرها وعنفوانها، لابد أن تلك السعادة ستكون أضعافا مضاعفة حينئذ، خاصة وأنها تذوق الذل مما صنعت يدها، إنها سخرية القدر في أحلك صورها.

يأتي كبير المستشارين كايبيرن لزيارة سيرسي، يطلب منها الاعتراف بذنبها كي تخرج من السجن، لكنها ترفض بالطبع، لا يمكن للملكة الأم أن تحني رأسها لأي مخلوق مهما كان، وكلنا نذكر ما كانت ستفعله في نفسها وفي ابنها عندما شارف ستانيس باراثيون على دخول كينجز لاندينج.

حقيقة لا أدري كيف ستخرج سيرسي من تلك المحنة، لكني سأراهن على الشيء الذي يصنعه كايبيرن من جثة الماونتين، تلك الصاعقة التي ينتظر هولها الجميع، لربما يكون فيها خلاص سيرسي... من يعلم؟!

برافوس:

آخر ما توقفنا عنده مع آريا أنها كانت غير مستعدة كي تصبح أحد الرجال المجهولين، كي تصبح لا أحد وبلا وجه... في الوقت الحالي على الأقل. جاكين هجار يرى أنها مستعدة كي تصبح شخصا آخر، لذا نعلم أن آريا أصبحت (لانا)، فتاة جميلة ذات وجه بشوش، وتبيع المحار في أسواق برافوس.

تنال آريا مهمتها الأولى في خدمة الإله متعدد الوجوه، وهي مراقبة وقتل تاجر ومقامر معروف باسم (الرجل النحيل)، وهو رجل فاسد وظالم ومستغل للضعفاء. يبدو أن آريا سعيدة للغاية بتلك المهمة، فلقد ملت الجلوس دون حراك يذكر في منزل الأبيض والأسود. لقد كانت حياتها مثيرة جدا مع الهاوند مقارنة بحياتها الحالية مع جاكين في برافوس، بخلاف ما كانت هي ونحن نتوقع في حقيقة الأمر. لكننا نأمل معها أن يتغير هذا الوضع في القريب العاجل؛ حتى لا نفقد صبرنا مع الخط الدرامي لآريا بشكل نهائي بعدما كان يحتل قمة الأحداث في الموسم السابق.

ميرين:

أخيرا حدث اللقاء المرتقب بين دانيريس تارجارين وتايرون لانيستر! في البداية لا يسعني سوى الإشادة بالحوارات التي تمت بين الاثنين على كافة المستويات... دهاء وذكاء وجلاء وحكمة. لقد استطاع تايرون أن يكسب أمرين في ذلك اللقاء، أما الأول فكان إنقاذه لجورا من القتل، وأما الثاني فهو إقناعه للكاليسي بألا تقتله، بل وتضمه لمجلسها الاستشاري كي يكون ناصحا لها على الدوام.

من الأمور التي تستحق التعليق عليها في الحوار بين دانيريس وتايرون هي حديثها عما يحدث في الممالك السبع من فساد من أصحاب المقام الرفيع، بيوت تارجارين ولانيستر وستارك وباراثيون وتايريل، يدوسون بأقدامهم على رؤوس البقية الباقية في سبيل الحكم والتمتع بكل سبل العيش، تريد دانيريس أن تكسر تلك الدائرة إلى الأبد، كما كسرت دائرة العبودية في خليج العبيد. ما تريد فعله صعب حقا كما أخبرها تايرون، ولقد حلم به الكثيرون من قبلها، فهل ستتمكن الكاليسي من تحقيقه يوما ما؟

أريد قول شيء أخير قبل أن أترك ميرين، أين اللورد فاريس بالله عليكم؟! هل أكله السبع أم ماذا حدث؟! نتمنى أن ينضم فاريس إلى مجلس الكاليسي في أسرع وقت ممكن؛ كي يكتمل النصاب ونشاهد حوارات أمتع وأمتع.

وينترفيل:

أخيرا تعلم سانسا من ثيون أنه لم يقتل أخويها بران وريكون ستارك، وأنهما على قيد الحياة كما تأمل، لكن لا أحد يعلم أين هما بالطبع. لا ندري ماذا سيكون تأثير ذلك على أفعال سانسا في المستقبل، لكنه على الأقل قد رفع كثيرا جدا من معنوياتها المنخفضة.

من ناحية أخرى، يستعد روز بولتون وابنه رامزي لمواجهة ستانيس باراثيون وجيشه الزاحف نحو الشمال. يميل رأي روز نحو التمركز في المدينة في وجود المؤن والتحصينات اللازمة حتى ينهار ستانيس وجيشه من البرد القارس وطول مدة الحصار؛ فيخرجون لهم وينتصرون عليهم في سهولة ويسر، بينما يرى رامزي أن على آل بولتون أن يضربوا غزاة الجنوب بسرعة وقوة، ويمنحوهم ما يستحقون من قتل وذل وعذاب، وليس الانتظار كما يقترح أبوه. الجميل أنه يطلب 20 جنديا جيدا فحسب لتنفيذ خطته! يبدو أننا سنرى مواجهة شيقة بين رامزي السادي وستانيس وجيشه المنهك قبل نهاية الموسم.

هاردهوم:

كل ما تحدثنا عليه بالأعلى حدث في ثلاثين دقيقة فحسب، أي نصف عمر الحلقة بالضبط، النصف الآخر من الحلقة شهدته قرية (هاردهوم) ودون انقطاع تام حتى نهايتها، منهم 15 دقيقة (الـ 15 دقيقة الأخيرة) عبارة عن معركة متواصلة، أو بالأحرى مذبحة متواصلة في حق الهمج أو الرجال الأحرار كما يحبون أن يطلقوا على أنفسهم... مذبحة هاردهوم.

(هاردهوم) هي قرية صيد صغيرة تنتمي إلى الرجال الأحرار خلف السور، وهي التي توارى فيها الهمج الناجون من معركة كاسل بلاك ولم يتم أسرهم من قبل جيش ستانيس باراثيون في الحلقة التاسعة من الموسم السابق.

بعدما وصل جون سنو إلى هاردهوم، استطاع بمساعدة تورموند أن يقنع جزءا من الهمج بالرحيل معه إلى الجانب الآخر من السور، والاتحاد معه في وجه العدو الأكبر والقادم نحوهم بسرعة وجنون، وهم السائرون البيض بصحبة جيشهم المتنامي من الموتى الأحياء أو الوايتس (Wights). إن ذلك العدو في منتهى الخطورة، ولن تستطيع قوات (نايتس ووتش) التصدي له وحدها، ولا حتى بمساعدة الهمج، لكن باتحادهم على الأقل سيتمكنون من قتاله ومنحه المعركة التي يستحقها على حد تعبير جون سنو.

بينما الجزء الذي وافق على عرض جون سنو يستعد للرحيل، والجزء الآخر ساخط وغير مقتنع بما قاله على الإطلاق، يأتي هجوم السائرين البيض وجيشهم من الموتى الأحياء ليقنع الجميع بالطريقة الصعبة. الربع ساعة الأخيرة من الحلقة كانت مثيرة بحق، المعركة أو المذبحة تم صناعتها بطريقة مذهلة، لتكون واحدا من أفضل تتابعات المسلسل على الإطلاق.

قتال جون سنو مع السائر الأبيض كان قطعا أفضل مشاهد التتابع، جون سنو كان يحاول الحصول على زجاج التنين (دراجونجلاس)، وهو الشيء الوحيد الذي يمكنه قتل السائرين البيض، وربما هو السبب الرئيسي في هجوم السائرين البيض على الهمج في هاردهوم في ذلك التوقيت بالذات؛ ليكتشف جون ونكتشف نحن ويكتشف السائر الأبيض أن زجاج التنين ليس فقط الشيء الوحيد القادر على ذلك، بل إن الصلب الفاليري أيضا لديه نفس القدرة على قتل السائرين البيض. لقد صُعق السائر الأبيض بشدة من هول المفاجأة، ودفع ثمن ذلك غاليا، لقد قتله جون سنو بنصل (لونجكلو).

(لونجكلو) لمن لا يذكر هو السيف الذي أهداه جيور مورمونت القائد الأعلى الأسبق لـ (نايتس ووتش) إلى جون سنو في الموسم الأول، عندما أنقذه الأخير من أحد الموتى الأحياء. السيف مصنوع من الصلب الفاليري النادر، وكان ملكا لبيت مورمونت لأكثر من خمسة قرون.

انتهت المذبحة بمأساة رهيبة، حيث تحول شاطئ هاردهوم بأكمله في مشهد مهيب إلى جيش من الوايتس التابعين إلى السائرين البيض، كل من بقي من الهمج قُتلوا وتحولت جثثهم إلى موتى أحياء يقاتلون بجانب السائرين البيض. لقد اختبرنا قوة السائرين البيض تماما، علمنا نقاط قوتهم ونقاط ضعفهم، وتلك الأخيرة ليست كثيرة؛ فقط يمكن قتلهم بزجاج التنين أو بالصلب الفاليري، وكلاهما نادر الوجود في عالم الجليد والنار. أعتقد أن من يملك القوة الحاسمة لقتال السائرين البيض هي أم التنانين دانيريس تارجارين فقط لا غير، رهاني أنها هي من ستقضي عليهم للأبد بنيران تنانينها يوما ما.



تعليقات