لم تكن التونسية فاطمة ناصر مثل مواطناتها التونسيات اللاتي حضرن إلى مصر وحققن الشهرة والنجومية بسرعة الصاروخ مثل هند صبري و درة و فريال يوسف، وإنما اختلف الأمر معها فخطواتها الفنية جاءت بطيئة بعض الشيء نتيجة مشاركتها في عدد من الأعمال التي لم تحقق النجاح المطلوب، وفي حوارها مع السينما.كوم تحدثت فاطمة عن مشاركتها في مسلسل " مولانا العاشق" مع مصطفى شعبان ودورها الشرفي في " بعد البداية" وكشفت أسباب رفضها مسلسل شيرين عبد الوهاب..
في البداية، كيف تأقلمتِ على تجسيد شخصية فتاة شعبية في "مولانا العاشق"؟
شخصية "رقية" التي أقدمها في المسلسل ليست شعبية بالمعنى الصريح، فهي فقيرة أكثر وفي حالها لأنها ليست من مواليد الحارة، وقد تحدثت مع المؤلف عن طبيعة الشخصية واتفقنا أن تكون بسيطة وتلقائية أكثر، بعيدًا عن "كليشيه" البنت الشعبية التي تُقدم في أغلب اﻷعمال، فلم أذهب للطريقة البلدي والردح، رغم أن هذه هي المرة الأولى التي أجسد فيها مثل هذه النوعية من الشخصيات.
اعتدتِ على تقديم شخصية الفتاة الغنية المنتمية للطبقات الراقية، فهل ناسبك هذا الدور؟
كنت متحمسة جدًا أن أقدم مثل هذه الشخصيات منذ فترة من أجل التغيير والتنوع في الأدوار ولذلك سعدت بترشيحي لهذا الدور، وأذكر أننى رُشحت لمسلسل آخر لدور يحمل نفس طبيعة شخصية البنت الكادحة، وكنت معجبة به أيضًا، ولكن لم يحدث نصيب في النهاية.
فريق العمل يضم عدد كبير من الممثلات الشابات، هل كانت هناك غيرة وتنافس فيما بينكن؟
الحقيقة لم أسع أن أكون أجمل واحدة في المسلسل، لأنني أقدم بنت شعبية وطلبت عدم وضع مكياج للشخصية لكن المخرج رفض وصمم أن يكون هناك نسبة ضئيلة من المكياج لكي تظهر الشخصية بشكل جذاب، خاصةً وأنه من المفترض أن تكون بها جاذبية نوعًا ما، كما أننى لم أتعامل مع كل الممثلات بالمسلسل، فأغلب مشاهدي كانت مع سارة سلامة و فوزية، وكانتا من ألطف ما يكون، فكل شخصية لها أسلوبها الخاص الذي يميزها.
يقال أن التعامل مع مصطفى شعبان صعب لكونه متعالِ ومتكبر، فهل وجدت ذلك منه؟
لم أر ذلك، وهناك معرفة سابقة بيننا، فقد عملت معه في فيلم " الوتر"، ونحن أصدقاء رغم أننا لا نتقابل خارج التصوير، كما أنه لا توجد مشاهد كثيرة تجمعني به في "مولانا العاشق"، وما جمعني به من مشاهد كان فيها جيدًا جدًا معي، ولو كنت شعرت بأنه متعالِ ومتكبر سأقول ذلك دون خوف، وهو غير مضطر في نفس الوقت أن يكون لطيف واجتماعي طوال الوقت لأن الممثل يوضع تحت ضغوطات دائمًا، وإذا كنت قد وجدت هذه الصفات فيه بالفعل كنت سأعمله بنفس الطريقة ولن أخشى نجوميته.
علمنا بترشيحك للمشاركة في مسلسل" طريقي" مع النجمة شيرين عبد الوهاب ورفضتِ، لماذا؟
حدث ذلك ولكن بدون أي خلافات مع صناع العمل، فهم عرضوا علىّ أحد الأدوار في المسلسل ولكن السيناريو لم يكن منته فلم أكن على دراية بكل تفاصيل الدور من ناحية الحجم وطبيعته، ولا أحب الدخول في دور لا أعرف عنه كل كبيرة وصغيرة، واكتفيت بـ"مولانا العاشق" لأنني أقدم شخصية جديدة عليَ ومشاهدي في جميع الحلقات تقريبًا.
ماذا عن مشاركتك كضيفة شرف في مسلسل "بعد البداية" رغم تقديم بطولة في "مولانا العاشق"؟
قبلت ﻷن الدور عُرض عليّ كان بشياكة من القائمين على المسلسل، وعندما قرأته أحببت الدور وشعرت أن به تمثيل، وهي شخصية تظهر في وسط الأحداث، وبعد ذلك تختفي في ظروف غامضة، وكنت أتمنى تقديم دور في مسلسل أكشن تشويق وهو ما تحقق في "بعد البداية"، باﻹضافة إلى أن مخرج المسلسل أحمد خالد أكثر من رائع ومن لا يعمل معه هو الخاسر وعن نفسي كنت سأندم لو لم أعمل معه، وقد كسبت في النهاية ظهوري بشكلين مختلفين في رمضان هذا العام.
ما سبب بطء خطواتك في مصر عكس مواطناتك اللاتي حققن النجومية السريعة؟
خطواتي بطيئة جدًا، ولا أعرف السبب حتى الآن رغم أن الفرص تأتيني، ولكن الحظ يلعب دور كبير في ذلك، وفى الحقيقة أغلب الفنانات العرب اللاتي يأتين إلى مصر يحققن النجومية الكبيرة بعد عامين أو ثلاثة فقط، والحالة تختلف معي فقد شاركت في عدد من الأعمال في مصر خلال السنوات الماضية ومن سوء حظي لم تحقق النجاح المطلوب.
هل تعتبرين ذلك اختيار غير صائب منك للمشاركة في هذه الأعمال؟
لا، ليس مني، وإنما جاء توقيت عرض هذه اﻷعمال غير جيد بالمرة، مثل " عابد كرمان" الذي تعرض للتأجيل أكثر من مرة، بالإضافة إلى حذف عدد كبير من مشاهدي التي جمعتني بـ"موشيه ديان" ضمن الأحداث، وعندما عرض تعرض لهجوم كبير والنقد كان لازعًا، وكذلك " الصفعة" لم ينجح النجاح المتوقع، بينما لم يخرج " المنتقم" بالجودة المنتظرة ولم يحقق الجماهيرية الكبيرة مع المشاهدين خاصة وأنه لم يعرض على عدد كبير من القنوات، ومع ذلك أنا على ثقة بقدرتي على تحقيق النجومية في مصر.
ماذا عن وضع الفنانات العرب وخاصةً التونسيات في الوسط الفني المصري؟
لم أر أي شيء سيء منذ مجيئي إلى مصر، وحتى الفكرة السائدة في مصر أن المخرجين والمنتجين يستعينوا بالفنانات التونسيات واللبنانيات لتقديم الأدوار الجريئة التي يرفضها المصريات، لم أشعر بها إطلاقا في الأدوار التي عُرضت عليّ، فعرض عليّ أدوار عادية جداً ليست بها مشاهد جريئة أو ما شابه.
وماذا سيكون موقفك لو عُرض عليكِ هذه النوعية من الأدوار؟
لا أعترض على تقديم الأدوار الجريئة، وقدمتها سابقًا ولكن لن أقدم أي دور جريء يعرض عليّ، حيث أنني سبق وقدمت أدوارًا حجمها قليل وليس لها معنى داخل العمل وحاليًا اتساءل كيف قمت بذلك، ولذلك لن أقدم الأدوار الجريئة من أجل الفرقعة وإثارة الجدل وإنما عندما أكون مقتنعة بها، رغم أن هذه الأدوار تختصر مسافات كبيرة في الطريق نحو النجومية.