مع الشعبية الجارفة التي حظيت بها مسلسلات كوميديا الموقف Sit-com، تزايدت الرغبة الملحة في الأوساط الفنية في مصر والعالم العربي لتقديم هذا اللون الكوميدي إلى المشاهدين المصريين، ولكن لم يحقق أي مسلسل من مسلسلات كوميديا الموقف نفس ما حققه المسلسل الكوميدي ( تامر وشوقية)، أو على الأقل في بداياته المبكرة.
ومع عودة مي كساب في شهر رمضان لهذا العام إلى عالم تامر وشوقية من جديد، ولكن على نحو منفرد بدون شريكها في البطولة الفنان أحمد الفيشاوي، لتقوم ببطولة المسلسل الجديد ( لما تامر ساب شوقية) بعد سنوات من محاولة إعادة زيارة هذا العالم في مواسم جديدة، رأينا أن نقوم نحن أيضًا بعودة خاطفة إلى الوراء لنرى ما الذي كان عليه حال المسلسل.
(2007- 2008) بعد الزواج:
في بداية عرض المسلسل في عام 2007، وعلى الرغم من جميع المقارنات التي عقدت بين هذا المسلسل وبين المسلسل الأمريكي Dharma and Greg، الذي استمر في العرض لخمسة مواسم ووجد طريقه إلى الفضائيات العربية، على خلفية ارتكاز كليهما على علاقة زواج بين رجل وامرأة من خلفيات اجتماعية وطبقية مختلفة، إلا أن ذلك لم يمنع (تامر وشوقية) من استحواذه الشديد على اهتمام المشاهدين، وخاصة فئة الشباب التي كانت تتعطش لهذا اللون من الكوميديا، وإلى شخصيات ترغب في التعلق بها.
وبالتطرق للشخصيات، كانت الشخصيات المساعدة هى أكثر عنصر جاذب في المسلسل بأكمله، وعلى الأخص شخصيتي هيثم دبور ( أحمد مكي) وداليا شقيقة تامر ( إنجي وجدان) اللذان حققا أكبر قدر من التواصل مع المشاهدين بشكل طغى كثيرًا حتى على البطلين الرئيسيين للمسلسل اللذان لم يكونا بنفس الحضور والتلقائية التي تمتع بها مكي ووجدان، بل وصل الأمر للدرجة أن الكثير من متابعي المسلسل كانوا يشاهدونه في الأساس لأجل هيثم دبور وداليا، خاصة مع تطور نمط العلاقة بينهما تدريجيًا.
(2009-2010) بعد الشقاق:
كانت نجومية الفنان أحمد مكي في منحنى متصاعد باستمرار بعد النجاح الهائل الذي صادفه في المسلسل، وهو ما عوضه بشكل كبير عن الفشل التجاري الذريع الذي لاحق أولى تجاربه الإخراجية ( الحاسة السابعة)، فما كاد أن يختم الموسم الأول آخر حلقة له حتى اختار الفنان عادل إمام مكي لكي يشارك بنفس الشخصية في فيلمه الجديد ( مرجان أحمد مرجان)، كما شارك حتى في إحدى الحملات الإعلانية لشركة إتصالات، وكل ذلك قد جعل الخطوة التالية أمرًا وشيكًا ولا مناص منه: الانفصال عن المسلسل والسعي وراء البطولة المطلقة.
فبعد أن كان من المفترض أن ينتهي الموسم الثاني من المسلسل بزواج داليا وهيثم، تأتي الحلقة الأولى من الموسم الثالث على نحو مختلف بعد انفصال مكي عن المسلسل، حيث نشاهد داليا طوال الحلقة وهى تبحث عن عريسها بدون جدوى.
ومع غياب مكي، يحاول المسلسل في موسميه الثالث والرابع بشتى الطرق تعويض هذا الغياب دون فائدة، ليكون توقف المسلسل هو الخيار الماثل أمام صناعه.
(2015-؟) بعد الانفصال:
طيلة السنوات الفائتة، كانت هناك عدة محاولات لصناع المسلسل من أجل العودة مرة أخرى إلى عالم (تامر وشوقية)، وانتقل المشروع من حيز التفكير إلى حيز التنفيذ، لكن مع اعتذار أحمد الفيشاوي عن العودة بسبب انشغاله بأعمال آخرى، تم تعديل فكرة المسلسل لتقتصر البطولة هذه المرة على مي كساب منفردة بحيث يبدأ المسلسل بترك تامر رسالة لزوجته شوقية ليبلغها بأنه قد انفصل عنها وسافر إلى الخارج، بالإضافة إلى عودة فريق الممثلين الذين شاركوا في المواسم السابقة وانضمام ممثلين جدد إلى الفريق وهم بيومي فؤاد و مصطفى أبو سريع و زهرة رامي و إدوارد.
لكن بعد كل ذلك، هل لا يزال هناك شيء باق من روح المسلسل كما كان في بداياته؟ وهل يحتمل الأمر موسمًا جديدًا بدون حتى بطله الرئيسي؟