​خلطة "بين السرايات".. فيها حاجة حلوة

صبري فواز وباسم سمرة في لقطة من "بين السرايات"

وسط الزخم الكبير الذي يشهده موسم الدراما الرمضاني والعدد الكبير من المسلسلات، نبدأ الشهر الكريم بمتابعة سريعة للكثير من المسلسلات لكي نستقر قريبًا على الأعمال التي سنستكملها حتى نهاية الشهر، ومن الوارد جدًا أن تظلم مسلسل جيد دون أن تعي ذلك، فربما تحمل أولى حلقات هذا المسلسل مشاكل ما أو تكون غير ملائمة لتوقعاتك التي رسمتها فتقرر تجاهل المسلسل، وربما يكون هذا المسلسل في المجمل هو اﻷفضل إذا تابعته للنهاية.

ومن خلال متابعتي للعديد من اﻷصدقاء وحديثنا عن المسلسلات وتحديدًا مسلسل " بين السرايات" لاحظت أن عدد من الجمهور قد انصرف عنه بعد عرض الحلقات اﻷولى، لكن في الحقيقة بعد متابعتي لعدد من اﻷعمال هذا العام، رأيت أن "بين السرايات" من أفضل مسلسلات رمضان 2015، وليس لسبب أو نجم أو أي عامل من عوامل التقييم المنتشرة حاليًا.

لماذا بين السرايات

بُعد مسلسل بين السرايات عن فكرة النجم الأوحد، الذي تدور في فلكه باقي العناصر وتخدم عليه، والتي تعني بالضرورة أن تألق البطل يعني نجاح المسلسل وفشله يعني فشل المسلسل، فالأمر هنا يختلف كثيرًا، حيث عادت مرة أخرى فكرة التجربة الجماعية لعمل اجتماعي، ولا تقتصر الجماعية هنا على ثلاثة أبطال أو أربعة فقط، بل بين كوكبة كبيرة جدًا، فمن خلال هذا المسلسل نجد أن أبطاله دون تمييز أو ترتيب هم باسم سمرة و سيمون و سامي العدل و صبري فواز و روجينا و محمد شاهين و آيتن عامر و سلوى عثمان و عمرو عابد و سيد رجب و محمد الشرنوبي و تارا عماد، كلهم أبطال دون تفرقة.

الروح المصرية

كتب أحمد عبدالله نص درامي لا ينبع إلا من كاتب عاصر وعاش هذه التجربة، وهو بالفعل من أبناء المنطقة المتاخمة لجامعة القاهرة ومنارة العلم، ويعرف كل تفصيلة في قضية تجارة العلم ويعرف كيف يخرج كل نفس من أنفاس أهل المنطقة، فنلاحظ أن العمل من خلال النص والأداء كما لو كان أهل المنطقة الحقيقيون يقومون بأدوارهم في الحقيقة، واستطاع المخرج المميز سامح عبد العزيز أن ينفذ هذا النص بطريقة محترفة ويطوعها من خلال قدرات الممثلين لديه.

أيقونات العمل

رغم الأداء المميز لجميع الأبطال داخل العمل، إلا أن هناك بعض اﻷشخاص لابد وأن نقف أمام أدوارهم في المسلسل، والبداية مع الفنان سامي العدل فمن خلال رؤيتي للمسلسل والأدوار السابقة للفنان سامي العدل وأدواره الرائعة كلها إلا أن دوره في "بين السرايات" يعد اﻷفضل في مشواره الفني، وتلاحظ من خلال دوره كم التلقائية في الأداء خاصةً مع صعوبة الدور، حيث يجسد شخصية الزوج "الإمعة" غير النافع في المجتمع والذي يسبب لأسرته العديد من المشكلات والأروع في ذلك أن الدور كوميدي.

والدور الرائع أيضًا والذي يقوم به صبري فواز حيث يقدم شخصية جديدة عليه وهي شخصية "محروس" الزوج المستكين الذي يرضخ لأوامر أخيه الصغير، ويرضى بإذلال زوجته، إلى أن يحدث التحول في حياته ويبدأ انتفاضة رد الكرامة لنفسه وزوجته وأولاده، وبالرغم من أن أدواره كلها مميزة إلا أن شخصية "محروس" وتفاصيله تجعله من أجمل أدواره.

ومن الجميل أيضًا أن تجد الفنانة سيمون تطل علينا من جديد من خلال تقديمها لدور السيدة المصرية "بنت البلد"، حيث شخصية "صباح"، سايسة السيارات، ثم اتجاهها إلى تجارة العلم من خلال السنتر التعليمي والمكتبات، ومن الذكاء جدًا لسيمون أن تعود بعد غياب طويل بدور مثل هذا والذي علق في أذهان الكثير من المشاهدين.

في النهاية نستطيع أن نقول أننا أمام عمل مصري بطابع شعبي أصيل يفهمه من عاش وسط هذه الطبقة، التي تشعر بمصريتها وشخصيتها المختلفة، وهذا ما قدمه لنا صناع العمل.