السؤال الذي يشغل الوسط السينمائي حاليًا، والذي اشتعل فور إعلان إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي اختيارها للنجمتين المصرية أروى جودة واﻷردنية صبا مبارك، لعضوية لجنة تحكيم المسابقة الدولية للدورة الـ38 من المهرجان.
وقد ساهم صغر سن النجمتين وقصر عمر مشوارهما الفني نسبيًا في توجيه انتقادات عدة ﻹدارة المهرجان، وكأن صغر السن وعدد اﻷفلام في مسيرة أي فنان هو الفيصل في مدى ثقافته سينمائيًا وقدرته على التحكيم بشكل سليم. ومع ذلك فبالنظر لمشوار أروى وصبا، سنجد أن اﻷولى مثلًا بدأت مسيرتها منذ عام 2005، وشاركت في بطولة 5 أفلام قبل أن تشارك في التجربة التليفزيونية اﻷولى لها من خلال المسلسل الناجح "المواطن إكس"، وبعدها شاركت في بطولة عدد من المسلسلات الهامة أيضًا إلى جانب المشاركة في بطولة فيلمي "الجزيرة 2" و"فيلا 69"، الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم من مهرجان أبو ظبي، ومشاركتها في تقديم واحد من أنجح برامج اكتشاف المواهب "The Voice".
أما صبا مبارك فمسيرتها الفنية بدأت منذ عام 1998 تقريبًا بعدد من المسلسلات التليفزيونية الهامة في سوريا واﻷردن، قبل أن يقدمها المخرج محمد أمين للجمهور المصري من خلال فيلم "بنتين من مصر" عام 2010، وواصلت "صبا" تقديم أعمالها في مصر وسوريا واﻷردن، لتقدم بعدها فيلم "مملكة النمل" الذي نافس في المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ35، وفيلم "الثمن"، الذي سجل عرضه اﻷول ضمن برنامج "آفاق السينما العربية" بمهرجان القاهرة في دورته الماضية.
ومن هنا يبدو أن اختيار النجمتين صبا مبارك وأروى جودة لم يكن أبدًا من فراغ، خاصة مع معرفة أن النجمتين تتحدثان أكثر من لغة، وهو ما يؤكد أنهما ستكونان واجهة مشرفة بالمهرجان، كما أن الفنانة صبا مبارك حاصلة على شهادة البكالوريوس في المسرح من "جامعة اليرموك"، ومن حضر فعاليات مهرجان القاهرة أو اﻹسكندرية من قبل، سيجدها حتمًا تركض من قاعة ﻷخرى لمشاهدة هذا الفيلم أو ذاك، وهي من عائلة فنية، حيث أن والدتها هي الأديبة والشاعرة والفنانة التشكيلية حنان اﻷغا، وخالتها هي الممثلة اﻷردنية هيفاء اﻷغا، كذلك الفنانة أروى جودة التي تنتمي لعائلة فنية هي اﻷخرى، إذ أن خالتها هي الفنانة الكبيرة صفاء أبو السعود.
ويبدو أن اختيارهما للمشاركة في عضوية لجنة التحكيم الدولية، هو تشجيع من قبل المهرجان للفنانين الشباب وتأسيس الكوادر، التي ستسعى مهرجانات أخرى للاستفادة منها، وهو ما يحدث في جميع المهرجانات العالمية، التي تسعى دائمًا لتأليف لجان تحكيمها من فنانين وصناع أفلام مخضرمين إلى جانب فنانين شباب.
ولم تكن هذه هي المرة اﻷولى، التي يختار فيها مهرجان القاهرة نجومًا شبابًا للمشاركة في عضوية لجان تحكيمه، فسبق وتم اختيار النجمين خالد أبو النجا ومنة شلبي في دورته الـ35، واُختيرت هند صبري للمشاركة في لجنة تحكيم المسابقة الدولية بالدورة الـ30 عام 2006، وداليا البحيري العام الماضي، فما المبرر إذن وراء كل هذا الهجوم على المهرجان والنجمتين أروى جودة وصبا مبارك؟