إن أسئلة من نوعية "من أين نبدأ؟" و"ما الذي سنشاهده؟" بالتأكيد من أكثر اﻷسئلة التي تراود كل من يمسك في يديه بجدول عروض الدورة التاسعة من بانوراما الفيلم اﻷوروبي ، ويحاول جاهدًا أن يختار من بين 54 فيلمًا طويلًا حسب ذائقته الفنية وميوله الفكرية، ومن هنا، ومع الوضع في الاعتبار نسبيّة الذائقة والميول، قررنا أن نقدم ترشيحاتنا من أفلام دورة هذا العام على أن تكون هذه الاختيارات ممثّلة لجميع أقسام البانوراما.
لدى اﻷخوhن داردين -اللذان توجا بجائزة السعفة الذهبية من مهرجان كان مرّتين- قدرة عظيمة وحساسية عالية على استشفاف الحكايات الكبرى من صغائر اﻷمور مع وضعها ضمن اﻹطار اﻷكبر للحياة الواقعية، ومع ما يجعل أحدث أفلامهما The Unknown Girl عملًا منتظرًا بقوة، ومع حكاية تحمل نفسهما المميز حول طبيبة تحاول جاهدة أن تتعرف على هوية مريضة كانت تتعالج لديها وتوفيت في ظروف غامضة.
وإذا كنت ترغب في حالات درامية مماثلة لكن على نحو مختلف، هناك كذلك فيلم After Love وThe Olive Tree
حتى مع صعوبة الاختيار بين أفلام هذا القسم نظرًا لكونها جميعًا تجارب أولى، ولا يوجد في اﻷغلب تجارب سابقة للقياس عليها أو بناء التوقعات منها، إلا أن الفيلم البريطاني Burn Burn Burn قد يكون فيلمًا مثيرًا للشهية بما يحمله من عناصر درامية جاذبة (الرحلة على الطريق، الصداقة، الحياة والموت) لكافة المشاهدين مهما كان مستوى الثقافة السينمائية.
إما إذا كنت تنشد عملًا أكثر خفّة وأكثر كوميدية، فيمكنك كذلك مشاهدة Good Luck Algeria.
كرة القدم؟ الهجرة غير الشرعية؟ عنف رجال الشرطة؟!، التفكير صعب، لكن لم لا نختار موضوعًا أكثر بساطة مثل ما يقدمه فيلم Tomorrow الذي تشارك في إخراجه النجمة الفرنسية ميلاني لوران في أول عمل وثائقي طويل لها، حيث تقدم من خلاله تجارب رائدة في التعامل مع عدد من المشاكل البيئية، مع الابتعاد عن الجانب التشاؤمي أو المظلم الذي قدمته عشرات اﻷفلام الوثائقية المعنية بنفس القضايا البيئية من قبل.
من وجهة نظري، أعتقد أن هذا الفيلم هو أكثر فيلم معبّر ومحاط بروح مدينة برلين، فالفيلم يستعير من اﻷدب تقنية (تيار الوعي) ويوظفها لخدمة قصته الكبيرة التي تتسع لتشمل جميع سكان المدينة، وليس أرضها فقط، بل وسماءها أيضًا على حدٍ سواء.
نعم، هناك عشرات اﻷفلام الوثائقية التي تعرضت للأزمة السورية على مدار السنوات الست الماضية من كافة الجوانب، لكن ربما يحمل فيلم "قصة حب سورية" ما يعيد اﻷزمة إلى موقع الخلفية بينما يتصدر المشهد قصة زواج تتأثر بهذه اﻷحداث على نحو غير مباشر، كشيءٌ يشبه الفيلم الفلسطيني خمس كاميرات محطمة.
واحد من أكثر اﻷعمال امتداحًا في مسيرة التُركي نوري بليغ جيلان تعود من جديد إلى الشاشة الكبيرة، وباختيار من المخرج والكاتب محمد حماد.
للمخرج اﻷيرلندي توم مور ، نمط بصري مميز لا تخطئه العين منذ أول أفلامه The Secret Of Kells، وهو جزء لا يتجزّأ من التنوّع الفائق في مشهديّة الأفلام الرسومية الأوروبية بعيدًا عن حالة الاستقطاب بين اﻷفلام الرسومية اﻷمريكية أو اليابانية.
كثيرة هى الأفلام التي يتمنى لمن لم يعاصرها أن يشاهدها وسط الجمهور، خاصة إذا كان الفيلم لصانع أفلام تجاوزت شعبيته كافة اﻷجيال منذ البدايات المبكرة للسينما، لذا سيكون الموعد مع تشارلي تشابلن وفيلمه المثير للجدل وقت عرضه The Great Dictator اختيارًا موفقًا للمشاهدة بعد كل هذه السنوات.