بعد حلقة أولى مفرطة في سكونها الشديد، ومفرطة في الاهتمام ب"فرش"اﻷحداث أمام ناظري المشاهد، جاءت الحلقة الثانية من Game Of Thrones التي حملت عنوان Stormborn متخمة حتى نهايتها باﻷحداث من كل حدب وصوب، وذلك بناء على الخارطة الجديدة التي تشكلت في ويستروس بعد تصفية الصراع بين سيرسي لانيستر ودينيريس تارجيريان وجون سنو.
على نحو كبير، وفي بدايات المشهد على اﻷخص، وتحت جو عاصف يماثل الحالة العامة التي تمر بها ويستروس، يبدو المشهد في بداياته على اﻷقل تقريريًا بعض الشيء، إلا أنه ما يتجاوز تقريريته تلك، محاولًا التحايل عليها بحكاية موجزة عن البداية، بداية دينيريس نفسها، لكن هناك شيء غريب ينتهي إليه هذا المشهد، حيث تنقذف كرة المشهد في ملعب اللورد فاريس حين تناقشه عمن يكن لولاءه في اﻷساس، نعم هو مشهد مشحون للغاية ويلقى ضوء هام على شخصية تتعمد أن تبقي جزء كبير منها في الظل، لكن هناك سؤال هام: لماذا اختارت دينيريس اﻵن بعد ما كل مرا به أن تسائله عن ولائه الحقيقي اﻵن بالرغم من تعاونه معها منذ الموسم الخامس؟ لماذا اﻵن؟ لماذا لم تقع هذه المواجهة من قبل؟ هل يحاول المسلسل إثارة الشك دراميًا مجددًا حوله؟
في تتابعان متتاليان، يستعيد تيريون لانيستر جزء كبير من وهجه وحضوره الذي تراجع في اﻵونة اﻷخيرة على الصعيد الدرامي، وخاصة في التتابع الثاني حينما يجتمع مع حلفاء الكاليسي، شارحًا لهم بنفس أسلوبه الواثق المعهود خطة حصار كينجز لاندينج ﻷجل الانتصار على سيرسي.
بشكل كبير، يبدو تتابع كينجز لاندينج مجرد مواصلة لما سبق في الحلقة الأولى من مفاوضات مستمرة مع حلفاء محتملين لمساندة سيرسي في حربها المرتقبة ضد خصومها، لكن هذه المرة يدخل جايمي بنفسه في طور المفاوضات بعد ابتعاد عن الصورة العامة للأمر، وهو ما تم ترجمته بصريًا في الحلقة الماضية من خلال موضع كل منهما على الخريطة المرسومة على طول اﻷرضية، حيث تقف هى على البر وهو يقف على البحر.
لكن الحدث اﻷهم في هذا الخط هو الكشف عن السلاح الذي يستطيع القضاء على التنانين الذين تقف عليهم جزء كبير من قوة الكاليسي والذي يكشفه لها كويبورن.
مع بذور الشقاق الصغيرة التي بدت في الحلقة السابقة بين جون سنو وشقيقته سانسا ستارك بسبب خلافهما في الرأي، يتضح هذا الخلاف أكثر وأكثر بدون كثير من الثرثرة من طرف سانسا عندما يقرر موافقته المبدئية للتحالف مع الكاليسي، لكن هذا ليس المهم في اﻷمر، الأهم أن عدم الرضا من طرف سانسا عن قرارات شقيقها ستتخذ مسارات آخرى، فهى تستقبل خبر مسئوليتها عن وينترفيل في غيابه بنظرة ذات مغزى تتبادلها مع ليتل فينجر، هل يفكران في الاستثار بالحكم؟ هل سيحاول ليتل فينجز أن يبرز المزيد من أوراق اللعب بعد طول لعب في الخفاء وبدون ان يشعر به أحد؟ هل يريد المزيد من الفضل لما قام به في معركة اللقطاء؟
بصرف النظر عن تغيير آريا ستارك لخط رحلتها فجائيًا من كينجز لاندينج لوينترفيل بعد علمها بسيطرة أسرتها مجددًا على مقاليد الحكم، يحجز هذا التتابع لنفسه ربما ما يعد المشهد اﻷكثر جمالًا ودلالة في الحلقة بأكملها، حيث تصادف آريا في مسارها ذئبتها نايمريا من جديد في البرية، وتحاول أن تخبرها بأنها هى، لكن سرعان ما تكتشف أنها لم تعد مروضة كما كانت في السابق، بل سارت برية تمامًا، ككناية عن حال آريا نفسها التي فقدت الكثير من براءة الطفولة في رحلتها الطويلة لتصير شخص آخر تمامًا عما عهدناه في الموسم اﻷول.
بعد تكهن حول هوية الشخص المحتجز الذي كان يمد يديه لصامويل تارلي في الحلقة السابقة، تتبدى صحة التكهنات بأنه ليس سوى جوراه مورمونت الذي كان يبحث عن علاج لمرضه النادر، وبعد رفض تام من المعلم للتدخل في حالته، يقرر صامويل بشجاعة لافتة التدخل ﻹنقاذ جوراه بتدخل جراحي مؤلم في مشهد مؤلم، كأنها باتت سمة لكل مشاهد اولدتاون، خاصة بعد مشاهد إلقاء البراز وتشريح الجثة في الحلقة السابقة.
بعد كل الثقة التي يحملها العالم حول خطة تيريون لانيستر، تنهار كل هذه الثقة على نحو خاطف بعد هجوم عم يارا وثيون جريجوي عليهما بأسطوله الضخم على نحو خاطف وغير متوقع وسريع وعنيف ويبدد كل اﻵمال المعقودة على هذه الخطة، خاصة مع وقوع انتكاسة كبرى لثيون ذكرته بأيامه الغابرة بعد حادثة الخصاء اللعينة جعلته يهرب من السفينة لينجو بحياته، تاركًا شقيقته لمصيرها المجهول.