مع عرض الحلقة قبل اﻷخيرة من الموسم السابع من مسلسل Game Of Thrones التي حملت عنوان Beyond The Wall، سنكون في المراحل اﻷخيرة للمواجهة المنتظرة في سبيل بسط السلطان على ويستروس والتي ستمتد حتى الموسم القادم واﻷخير، وحتى ذلك الحين نحن في هذه الحلقة أمام فصل هام في هذا الصراع، حمل بعض التفاصيل الجيدة، وطاش تمامًا في تفاصيل آخرى، لكنها في المجمل حلقة استحقت الانتظار المحيط بها.
في هذه الحلقة، لا تملك سوى أن يزداد تعاطفك أكثر مع سانسا ستارك في مواجهة عدائية آريا الشديدة في تعاملها معها بعد انكشاف أمر الرسالة من الحلقة السابقة من منطلق نزعاتها البطولية المثالية، آريا ليست بالفتاة الضعيفة ولا تحترم الضعف أو تقدر مكامنه ولا تتعاطف معه بأي صور من الصور، وهو ما يولد فجوة بين المشاهد وبين آريا حتى لو كنا متفهمين لدوافع غضبها هذا.
بينما نجد سانسا في الحقيقة شخصية دبلوماسية، تحسب لكل خطوة حسابها، تتعامل مع كل شيء بعقلها أكثر من عاطفتها على النقيض من آريا، ومن الواضح أنها تخطط لشيء ضد ليتل فينجر، لكنها فقط تنتظر الفرصة المناسبة.
هذه المرة، يضعنا تيريون لانيستر أمام مخاوف حقيقية ويتخلى عن الكثير من دبلوماسيته في النصيحة، ماذا لو هزمت أو قتلت الكاليسي خلال هذه الحرب والمواجهات؟ من الذي سيستطيع قيادة جيوشها بنفس كفاءتها، كما أن المشهد الحواري المصاغ لهذا الغرض يخدم جيدًا على شخصية تيريون التي تأثرت بالسلب كثيرًا في المواسم اﻷخيرة.
جئنا لمربط الفرس، والعمود الفقري لهذه الحلقة، وهى المهمة المجنونة التي يقوم جون سنو ورفاقه وراء الجدار لاستقدام أحد الموتى اﻷحياء لاستخدامه كوسيلة للتفاوض مع سيرسي لانيستر، وهى المهمة التي تستغرق أغلب وقت الحلقة.
يبقي هذا الخط مشاهده متذبذبًا طوال الوقت في انطباعه عما شاهده، فمع كل تفصيلة جيدة يقدمها الخط، يعقبها بمشكلة درامية أو ثغرة فاتت على كُتاب الحلقة.
بالحديث عن إيجابيات هذا الخط أولًا، فالمهمة تكتسب الكثير من جاذبيتها من تنوع واختلاف وتنافر المشاركين بها، مما انعكس بشكل كبير على الحوار المتبادل بينهم خاصة في بدايات المهمة وبدايات الحلقة نفسها، وجودة تنفيذ مشهد الاشتباك مع الدب، والتتابع الطويل لاشتباك المجموعة مع جيش السائرون البيض، وبالطبع مشهد تدخل دينيريس تارجيريان الذي لا يقل في مستواه عن تنفيذ مشهد هجومها على قوات جايمي لانيستر، وحجم التأثير العاطفي الذي يضخه بعد وقوع في تنانينها ضحية لملك السائرون البيض، والذي يحوله في نهاية الحلقة إلى واحد منهم، مما يثير كل الخيالات الممكنة عن شكل المواجهة التي ستقع بين التنانين الحية وبين هذا التنين الجليدي، وكيفية تشكيلها لجزء من "أغنية الجليد والنار".
لكن في المقابل، حمل هذا الخط عدد معتبر من الثغرات، منها: لماذا لم تتوجه هذه الفرقة ومعها أسلحة من زجاج التنين كما هو مفترض في مهمة بالغة الخطورة كهذه، ولماذا كان الخط الزمني الخاص بالمهمة ملتبسًا جدًا على هذا النحو، خاصة منذ اشتباك الفرقة مع الموتى السائرون وحتى تدخل دينيريس تاريجريان، فالحلقة لا توضح على وجه الدقة الوقت الذي استغرقته المهمة أو مدى بقاء الفرقة دون تداخل مع الموتى السائرون أو مدة ذهاب جندري مع سيطرة الجليد على مجال الرؤية وانطماس اﻵثار للتنويه عما حدث، وطريقة إنقاذ جون سنو مرة أخرى من موت محقق.