يأتي شهر رمضان الكريم وتطفو معه العديد من المواهب على السطح، كما اعتدنا في مسلسلاته كل عام .. لكن هذا العام اختلف كثيراً لأن مفاجآته كمنت في كبار النجوم الذين ظهروا هذا العام بجلد جديد متخلصين من بقايا الماضي الذي اعتادوا على تقديمه عبر السنوات الماضية، وهو ما جعل الجمهور يشعر بالملل.
ولعلني أذكر بعض الأدوار التي خرجت بها من العشر الأوائل من رمضان من خلال الأعمال، التي استطعت متابعتها حتى الآن فبعضها كان بمثابة مفاجأة من أول مشهد ظهر به على الشاشة هذا العام .. والبعض الأخر لم يترك أي بصمة ووجوده مثل عدمه في السباق الرمضاني.
حسن حسني كان مفاجأة اليوم الأول من رمضان من خلال دوره في مسلسل "رحيم" ولعل المشهد الذي جمعه بابنه بعد خروجه من السجن، وأيضاً مشهد الاستحمام كان بتاريخ كبير لحسن حسني قدم خلاله العديد من الأدوار التي طالما نجحت وبرزت على الشاشة .. لكن هذا المشهد له ما يميزه وهو ما اعتمد عليه المخرج أيضا وما أقصده هو تجاعيد وجهه التي استغلها القدير حسن حسني لإتقان المشهد فقد كانت وبلا مبالغة تمثل معه.ولعل مسلسل "رحيم" من أهم الأعمال المقدمة هذا العام فنجم العمل ياسر جلال الذي لمع نجمه العام الماضي استطاع أن يحافظ على نفس مستوى نجوميته هذا العام ولم يقل عنه إطلاقا ولربما يفاجئنا خلال الأيام المقبلة بارتفاع نسبة هذا النجاح، خاصة بعد نجاحه في اختيار قصة معاكسة تماماً لما قدمه العام الماضي خلال مسلسل "ظل الرئيس" .. ولعلني لا أستطيع نسيان بصمة أحمد السقا التي لا طالما لامه عليها الكثيرون وهى مشاركته كضيف شرف لأصدقاؤه أو الاستعانة بمن هم أقل منه في النجومية؛ ولكن لديهم قدرة عالية في الأداء مما قد يعرضه هو للمقارنة معهم.. مثل استعانته بخالد النبوي الذي تفوق في أداؤه خلال أحداث فيلم "الديلر"، وأيضا عمرو واكد في "إبراهيم الأبيض" إلا أنه مقتنع تماماً بحق زملائه عليه في المساعدة وعدم التأخر عن تقديمها.
ويمكن أن نضيف إلى ذلك النجم صبري فواز الذي أخشاه دائماً طوال فترة مشاهدتي للحلقة، وهذا إن دل فهو يدل على قدرته على إحساس المشاهد بالشك تجاهه طوال أحداث المسلسل ليلهيه بعيداً عن السبب الأساسي وراء مجريات الأحداث، ولعل اللوك الجديد الذي اتبعه في شكله من أهم عوامل نجاح شخصيته في العمل هذا العام .
لنأتي لـياسمين غيث وهى التي أستطيع أن أقول عليها فعلا "ابن الوز عوم" فهى حفيدة النجمان الرحلان عبدالله غيث، وحمدى غيث التي ورثت عنهم الملامح الحادة والأداء القوي، رغم تاريخها الذي لم يتخطى العملان؛ إلا أنها استطاعت أن تستفز الجمهور بقدرتها الفائقة في الأداء وكأنها فنانة لديها خبرة ال 30 عام في عالم الفن .. هذا بالإضافة لذوقها العالى في اختيار ملابسها فى مسلسل "رحيم" فهى في الأساس مصممة أزياء شاطرة أيضاً.
أما الجوكر او الحصان الأسود فتحي عبدالوهاب والذى يتلون هذا العام بثلاث أدوار مختلفة من ضابط المخابرات في "عوالم خفية" لأحد المسئولين الكبار فى الدولة في "أبو عمر المصري" للرجل الغلبان في "ممنوع الاقتراب أو التصوير" .. وعندما قلت أنه الجوكر ليس فقط لأنه اشترك في ثلاث مسلسلات فى موسم واحد؛ بل لأنه استطاع وبكل جبروت أن يشترك في مسلسلان غريمان تم تصويرهما في توقيت واحد، ليتم عرضهما في موسم واحد أيضاً، وهو مسلسل "أبو عمر المصري" لأحمد عز، و"ممنوع الاقتراب أو التصوير" لزينة .. ومن المعروف أن من يشارك عز في عمل لم يتواجد فى أعمال زينة لكن فتحي كسر تلك القاعدة واستطاع أن يصنع ما يحلو له.. ولكن دعونا من الأمور الشخصية لأن أداؤه في الثلاث مسلسلات تفوق فيهم على نفسه وإن كنت أرجح كفة دوره فى "أبو عمر المصري" أكثر لأنه العمل الذي يؤدي فيه فتحى بكل حواسه وكأنه لا يرى سوى نفسه لينافسها هذا العام .
ومن الواضح أن الزعيم عادل إمام أجرى عملية تغيير كبيرة قبل تصوير مسلسله "عادل إمام" كانت شاملة .. فلم تكن لشركة "سينرجى" فقط التي تولت إنتاج أعماله قبل أن يذهب لشركة "ماجنوم" التي يترأسها ابنه المخرج رامى إمام بل أيضاً ابتعد عن الكاتب يوسف معاطي الذي طالما حقق معه نجاحات لكنه من الواضح أنه رغب في تغيير الدماء بشباب جدد مثل أمين جمال ومحمد محرز ومحمود حمدان الذين لهم رؤية هادفة واضحة ..ولا نستطيع أن ننسى التطور الكبير في الإخراج الواضح جداً في العمل .
ومع عودة النجمة غادة عبدالرازق للمؤلف أيمن سلامة بعد قطيعة استمرت تقريباً أربع سنوات منذ آخر أعمالهما "حكاية حياة" ليجتمعا مجدداً في ضد مجهول واضح ملامحها في السيناريو والأحداث التي اعتمدت على الأداء التمثيلي القوى أكثر من البهرجة والعمل على النجم الواحد .. ولعل ذلك واضحاً في شكل المباراة التمثيلية بين غادة وروجينا وحنان مطاوع مثلث العمل المتنافسون على الأداء الأقوى هذا العام ولعل الصراع القائم في حياة ندى التي تترقبها زوجة طليقها يفرز لنا خلال الحلقات القادمة مفاجئات أكثر.
أيضاً أبهرتنى نجلاء بدر فى مسلسل "أمر واقع" التي ظلت حبيسة داخل حزنها ودموعها على طفلها على مدار عدد من الحلقات وهو إن دل يدل على قدرتها على التحمل والثبات على تقديم نفس الحالة النفسية، خلال كل تلك الحلقات فهى فنانة في تطور مستمر ولم تبخل على نفسها باكتساب وتعلم كل جديد.في حين كانت المفاجأة الكبيرة مع مصطفى شعبان الذي خرج من شرنقة الجلباب والسبحة والستات ليقدم دور الرجل الغلبان، الذي تحاصره المصائب من كل اتجاه حتى يكون نصيبه من اسمه وتلك الأدوار لا يستطيع تقديمها أى ممثل لكن استطاع مصطفى شعبان يقدم بالفعل جرعة محترمة هادفة مقنعة للجمهور الذي أعلم جيداً أنه ازداد أضعافاً مضاعفة هذا العام أمام مسلسل "أيوب" الذي طرح لنا أيضاً نجمة جديدة استطاعت أن تظهر باقي موهبتها في عالم التمثيل لتؤكد أنها لديها القدرة على تقديم الأبشع والأبشع هى أيتن عامر أو سماح التي أصبحت حديث ال social media بدورها البشع الذي اتقنت أداؤه .
لكن هناك بعض الأعمال التي مرت مرور الكرام منذ بداية الشهر الكريم حتى الآن ربما "مليكة" لدينا الشربيني قصة جميلة بإنتاج وإخراج جيد ومشاركة كوكبة كبيرة من الفنانين؛ لكن ينقصه شيئاً واحداً ينقصه نجمة يحمل اسمها العمل نجمة لديها كاريزمة الجذب لديها القدرة على المنافسة .. ومع كل احترامي وتقديري لـدينا الشربيني فهى فنانة موهوبة للغاية تمتلك أداء تمثيلي رائع لكن تسرعت كثيرا في اتخاذ خطوة البطولة المطلقة فهى تحتاج إلى مزيد من الوقت للصعود بخطوات ثابتة لكنها بهذا قفزت تاركة وراءها خطوات لم تخطوها لتصل إلى النجومية الحق.
ولعل الأيام القادمة تحمل تغييراً في كل ما سبق ليتبقى أيضاً عدد أكبر من الأعمال، والنجوم سوف نتحدث عنهم في المقالات القادمة.