كواليس (العراب).. الفيلم والكتاب

  • مقال
  • 11:41 مساءً - 21 يونيو 2019
  • 5 صور



سوف أقدم له عرض.. لا يمكن رفضه! ارمي المسدس .. وخذ الكانولي لوكا براتزي.. ينام مع السمك

لن نسهب بالحديث هنا عن (القيمة السينمائية) لفيلم العراب (الجزء الأول تحديدًا). إجماع من المختصين بالفن السابع بأن تحفة كوبولا تتصدر قائمة نخبة الأفلام عبر تاريخ السينما.

سوف نستعرض (أصل الحكاية) و (كواليس الفيلم):

لاكي لوتشيانو

تشارلز لاكي لوتشيانو ولد في صقلية باسم سالفاتوري لوشانيا سنة 1897، وهاجر مع عائلته في 1906 إلى أميركا واستقروا في نيويورك بمانهاتن، تدرج صعودًا حتى وصل إلى زعامة المافيا (عراب العرابين). Boss of all Bosses هو المؤسس و الأسم الأكثر أهمية في تاريخ المافيا، حيث أنشأ لوتشيانو (لجنة عليا) لإدارة الجريمة المنظمة، وأسس العوائل الخمسة في نيويورك: 1 لوتشيانو (عائلة جينوفيز) 2 لوكيزي (عائلة جاليانو) 3 مانجانو (عائلة جامبينو) 4 بروفاتشي (عائلة كولومبو) 5 بونانو (عائلة مارانزانو) بالإشتراك مع عائلة (بافلو) ومجموعة (أل كابون) في شيكاغو.. هذه اللجنة تنسق وتدير جميع الأعمال وتحل جميع القضايا، وتحكم حكمًا نافذًا. غير لاكي لوتشيانو شكل المافيا القديم من عصابات متناحرة إلى مؤسسة تجارية لها دستور ونظام صارم. سالفاتوري (تشارلز) لوتشيانو تعرض في شبابه لمحاولة قتل، حيث تم ضربه ورميه على شاطيء البحر اعتقادًا من المهاجمين بأنه قد مات إلا أنه قد نجا، وهكذا اكتسب اسم (لاكي- المحظوظ).. بالتأكيد شخص مثل لوتشيانو سوف يقتل لاحقًا من دبر هذه العملية.

في 1936، تم القبض عليه ومحاكمته وحبسه رغم أن المباحث الفيدرالية لم تجد أي دليل يدينه سوى دخله الرسمي، وما يمتلك فعلًا من ملايين فربطته بأعمال المافيا.. لاحقًا عقدت الحكومة صفقة معه للاستعانة بخدماته أثناء الحرب العالمية الثانية.. وأطلقت سراحه بشرط الترحيل إلى إيطاليا وعدم العودة نهائيًا إلى أميركا. في نهاية حياته، قام لوتشيانو بسرد ذكرياته.. تلك الذكريات التي اقتبس ماريو بوزو من فصولها حكايات روايته (العراب)، والتي صارت الفيلم الأشهر للمخرج فرانسيس فورد كوبولا.

المخرج كوبولا و الكاتب ماريو بوزو

صاغ بوزو ذكريات لاكي لوتشيانو مبتكرا شخصية فيتو أندوليني الطفل الصقلي المهاجر لنيويورك وسيرته وترقيه لزعامة المافيا وعائلته والصراعات مع الخصوم.. إلى أخر الحكاية. نجد الكثير من تفاصيل حياة لوتشيانو في شخصية (مايكل) التي لعبها أل باتشينو.. ومنها: *عقد لوتشيانو لقاء في مطعم مع خصومه.. استأذن منهم بالذهاب إلى الحمام، وأثناء ذلك دخل رفاق لوتشيانو وأجهزوا على خصومه. الفيلم: مشهد مايكل وماكلوسكي وسولوزو في المطعم.

*قام لوتشيانو بتصفية جميع خصومه في عملية واحدة أطلق عليها تسمية: غروب شمس صقلية الفيلم: تصفية مايكل لجميع خصومه معًا في نهاية الفيلم.

*المغني فرانك سيناترا كان صديقًا للوتشيانو الفيلم: المغني جون فونتاين صديقًا لمايكل

*لوتشيانو كانت له شراكة مع اليهودي الماكر ماير لانسكي الفيلم: شراكة مايكل مع اليهودي هايمن رووث

*لوتشيانو يغادر أميركا إلى صقلية الفيلم: مايكل كذلك

*لوتشيانو يسافر إلى كوبا ويجتمع مع مايرلانسكي وكبار المافيا الفيلم: يسافر مايكل إلى كوبا ويجتمع مع رووث وكبار المافيا

*لوتشيانو وبقية زعماء المافيا يقررون تصفية (باجزي سيجل) الذي يدير كازينوهات لاس فيجاس الفيلم: مايكل يقرر تصفية (مو جرين) الذي يدير كازينوهات لاس فيجاس

*كواليس الفيلم:

العملاق براندو .. لا يحفظ الحوار

*رغب ستوديو بارامونت في الاستعانة بالمخرج سيرجو ليوني لإخراجه إلا أنه اعتذر عنه.. أسماء كبيرة في الإخراج كانت مرشحة للفيلم، مثل إيليا كازان وكوستا جافراس.. إلا أنه في النهاية تمت الاستعانة بفرانسيس فورد كوبولا، لم يكن المنتج راضٍ عن عمل كوبولا وكان مهدد بإبعاده عن الفيلم.. إلا أنه نال رضا بارامونت عندما شاهد المنتجون مشهد مايكل وهو يقتل ماكلوسكي وسولوزو في المطعم.

*ستوديو بارامونت طلبوا من كوبولا تغيير حقبة الفيلم إلى الزمن المعاصر إلا أنه رفض وأقنعهم بأن الحكاية يجب أن تدور في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية (الأربعينات والخمسينات)

*بارامونت رفضوا بشدة أن يجسد مارلون براندو الدور الرئيسي.. كوبولا أصر أنه لن يخرج الفيلم إلا أن يكون دور فيتو كورليوني مجسدًا من قبل لورانس أوليفييه أو مارلون براندو، قائلًا: هكذا دور لن يجيد تجسيده إلا أفضل ممثل في العالم، والأفضل هما أوليفييه وبراندو.. اعتذر لورانس أوليفييه عن الدور بسبب حالته الصحية، فأصبح ستوديو بارامونت مرغمًا على قبول براندو، ولكن بعدة شروط منها أن يوافق على الحضور لعمل Screen test (اختبار أداء) للدور.. خشية من الرفض وللخروج من هذا المأزق.. احتال كوبولا على الطرفين.. وافق على طلب بارامونت بعمل اختبار الأداء لبراندو، وفي نفس الوقت أخبر براندو أنه مطلوب حضوره لعمل اختبار للمكياج

*رغبت شركة بارامونت في تجسيد دور مايكل، إما بواسطة رايان أونيل أو روبرت ريدفورد.. شاب وسيم طويل القامة سوف يكون مثاليًا للدور.. إلا أن كوبولا أصر على أل باتشينو رغم قصر قامته

  • قام روبرت دينيرو بعمل اختبار أداء لشخصية الأخ الأكبر سوني إلا أنه لم يقنع كوبولا

*ليني مونتانا.. الذي جسد شخصية لوكا براتزي التابع المخيف المخلص للدون، لم يكن ممثلًا بل مصارعًا ووجد صعوبة وهو يردد جملته في المشهد.. كان يتلعثم فعلًا أمام براندو أثناء التهنئة بحفل الزواج، وكان براندو يساعده ويردد معه جملته المفترض قولها.. كذلك كان يجلس في الخارج ويردد الجملة التي يفترض أن يؤديها، غير مدرك أن كاميرا كوبولا تتبعه.. وجد كوبولا أن تلعثمه مناسب للمشهد.

*جاري فريدريكسون من شركة بارامونت صرح بأن ليني مونتانا كان يعمل فعلًا كحارس شخصي لأحد رجال المافيا.

*في المشهد الافتتاحي.. لقاء الحانوتي مع الدون.. لم تكن (القطة) موجودة في السيناريو.. بل أن براندو وجدها في الاستوديو لحظات قبل التصوير، فأخذها وأدى المشهد وهو جالس يربت عليها.

*شخصية مايكل تتعرض للكمة شديدة على أثرها يتم ربط فكه المكسور بأسلاك معدنية.. أل باتشينو بعد مشهد اللكمة فعلًا توجه إلى طبيب أسنان وطلب منه ربط فكه بأسلاك معدنية حتى يؤدي الدور بمصداقية كاملة.

*بعد تصفية الواشي.. يطلب كليمنزا من مساعده أن يرمي المسدس ويأخذ الكانولي (معجنات إيطالية).. لم يكن هذا مكتوبًا، بل أن زوجة الممثل (ريتشارد كاستيلانو) الذي أدى دور كليمنزا طلبت منه أن يحضر الكانولي عند عودته للمنزل.. فارتجل كاستيلانو هذه الجملة

*عائلة فورد كوبولا ظهروا جميعًا في مشاهد الفيلم.. والد كوبولا ووالدته، أخته، أولاده وابنته.

*مشهد رأس الحصان المقطوع في سرير منتج هوليوود (وولتز).. كان الرأس حقيقيًا!

*من شروط صناعة الفيلم.. عدم ذكر كلمة (مافيا) أو (كوزا نوسترا) مطلقًا.. في الحقيقة أثناء التصوير اليومي كان يتواجد بعض رجال المافيا الحقيقيين التابعين لعائلة الزعيم جو كولومبو.. حتى أنهم ساعدوا الممثلين في أداء عدة مشاهد. (ماذا تفعلون.. نحن لا نفعل هكذا.. نحن نفعل كذا وكذا)!

*في الكتاب.. كتب بوزو جملة وردت بلسان (فيتو): محامي بيده شنطة يستطيع السرقة من أكثر من 100 رجل يحملون مسدسات.. في الفيلم رفض مارلون براندو قول هذه الجملة.

*القطعة التي وضعها مارلون براندو في فمه لكي يكتسب تلك الهيئة.. القطعة الآن معروضة في متحف في نيويورك.

*استعار مارلون براندو نبرة صوته الخافتة من نبرة فرانك كاستيللو، وهو أحد زعماء المافيا الذي تعرض لمحاولة قتل صار على أثرها يتكلم بهذه النبرة.. كذلك شاهد براندو أشرطة تسجيلات لزعماء المافيا أثناء التحقيقات معاهم في الخمسينات ومنهم جوزيف فالاشي الذي اقتبس براندو شيء من خطابه.

*عدد الكومبارس في مشهد زواج ابنة فيتو.. كان أكثر من 700.. كوبولا أراد مشهدًا واقعيًا.. حيث أن الأعراس الإيطالية تتجمع بها أعداد أكبر.

*كان مارلون براندو ممتليء الوزن.. أثناء تصوير المشهد بعد محاولة اغتياله، كان يضحك على من يحمله، وهو على سرير نقال ويصعد به السلم.

*الفيلم جاء بالكثير من العبارات والأداء الارتجالي من الممثلين.. ومنها قيام جيمس كان (سوني) برمي نقود على الأرض لرجل المباحث، وهو متخفي في هيئة مصور، وكذلك ضرب زوج أخته بحاوية النفايات في الشارع، كذلك براندو (فيتو) عندما وبخ وصفع آل مارتينو (المغني جون فونتاين) أثناء المشهد.

*أثناء تصوير المشاهد في منطقة (ليتل إيتالي)، كان براندو مهووسًا بتناول السمك الحار.. في المشهد الذي كان (فيتو) يبكي وهو يشاهد جثة ابنه (سوني)، في الحقيقة كان براندو يؤدي الدور وفي يده صحن السمك الحار.

*براندو لم يحفظ جمله.. أثناء أداء المشاهد كانت هناك أوراق مخبأة في الكادر هنا أو هناك أو ملصقة على الممثلين أمامه حتى يتذكرها براندو ويؤديها.

*مدة عرض الفيلم كانت تشكل مشكلة بين الاستوديو (المنتج روبرت إيفانز) والمخرج كوبولا.. الاستوديو رغب في إنهاء الفيلم في مشهد المطعم، حيث يقتل مايكل ماكلوسكي وسولوزو.. إلا أن كوبولا رفض هذه النهاية التي وجدها غير وافية للمشاهدين.. كذلك تم إلغاء مساحات كثيرة من مشاهد شخصيات جينكو (شريك فيتو) ولوسي مانسيني (عشيقة سوني) والمغني (فونتاين).. 45 دقيقة من مشاهد جيمس كان (سوني) تم اقتطاعها، وهذا ما أثار غضبه قائلًا: أن مشاهده الملغية تكفي لصناعة فيلم عن (سوني)

*أل باتشينو وجيمس كان في الحقيقة كانا أصغر بعشرة سنوات فقط من (مورجانا كينج) التي لعبت دور والدتهم.. بينما الابن الثالث فريدو (جون كازال) كان أصغر من الأم بخمسة سنوات فقط.

*اهتم كوبولا بشكل مذهل بالتفاصيل.. مشهد ضرب سوني لكارلو في الشارع استغرق تصويره أربعة أيام، تفاصيل كثيرة منها استخدام مصدات السيارات خشبية وليس معدنية بحسب تلك الفترة (ما بعد الحرب) وعدد 700 من الكومبارس في ذاك المشهد.. في النهاية أغلب تلك التفاصيل لم تظهر في عرض الفيلم، كذلك بالنسبة للمؤثرات الخاصة في مشهد قتل سوني.. وضعت داخل ملابسه 127 قطعة من أكياس الدم المزيف

*أسماء كبيرة أجرت اختبارات للأداء ومنهم: داستن هوفمان، وارين بيتي، روبرت دينيرو، جاك نيكلسون.


وصلات



تعليقات