دراما رمضان بين الرابح والخاسر

  • مقال
  • 03:43 مساءً - 8 مايو 2020
  • 7 صور



هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط

مع الظروف القاسية التي تم تصوير مسلسلات رمضان فيها بسبب فيروس كورونا والذي أدي إلي توقف بعضها وتعديل البعض الأخر فلا نتوقع موسم مزدهر بالنسبة لدراما رمضان، ولكن معظم الأعمال تم كتابتها واعدادها قبل ظهور الفيروس ومن ثم لا نعفي صناعها أو القائمين عليها من المسئولية، فبعد مشاهدة الحلقات الأولي نجد الكثير من الاستسهال والتكرار والصور النمطية التي تعكس بأن مؤلفيها لم يجتهدوا ولو بقدر بسيط من الابتكار أو الابداع سواء في الأفكار أو الأداء التمثيلي "الأوفر" لكثير من النجوم.

أول هذه الأعمال هو مسلسل "خيانة عهد" للفنانة يسرا والتي تمثل عودتها مرة أخري بعد غيابها في العام الماضي في عاشر تعاون لها مع "العدل جروب" والذي كنا نتوقع أننا بصدد عملًا قويًا يليق بهما ولكن للأسف بعد مشاهدة الحلقات الأولي نري أننا أمام حدوتة قديمة تقليدية قتلت بحثًا في الكثير من الأعمال الأبيض والأسود والذي نشهد فيه شرًا مبالغ فيه من جميع الأطراف لبعضهم ، فنجد أن حلا شيحة تحاول الأنتقام من شقيقتها يسرا بتدمير نجلها وإغماسه في المخدرات عن طريق حقنه بمادة مخدرة نائما بالاضافة إلي انحرافات أخلاقية غير مفهومة وغير مبررة من جميع أبطال العمل، لنجد في النهاية انه يُعطي نفس معني مسلسل "فوق مستوى الشبهات" والذي تم عرضه عام 2016 والذي يتلخص بأن البشر من الخارج شيء ومن الداخل شيء أخر بنفس مظاهر الخداع وأن العمل ليس أكثر من إعادة استثمار للفكرة ذاتها علمًا بأن أداء النجوم في مسلسل "فوق مستوى الشبهات" كان أفضل كثيرًا بينما نجد أداء معظم النجوم في "خيانة عهد" باهتًا من البعض ومبالغ فيه من البعض الأخر.

نفس الشيء بالنسبة لمسلسل "البرنس" للفنان محمد رمضان والذي يسير علي نفس المنهج والحدوتة التقليدية لصراع الأشقاء علي المال والميراث باختلاف بعض التفاصيل والمصحوبة بشر مبالغ فيه للغاية بشكل لا يستوعبه عقل اعتبارًا بأن قتل الأشقاء لبعض بأنه أمرًا عاديًا لابد وأن يتقبله الجميع، بل لم يكتفوا بقتل شقيقهم فقط بل عائلته بأكملها دون الشعور بالندم بالاضافة إلي تطويل مدة الكثير من المشاهد والتي تصل أحيانًا لـ10 دقائق كاملة لكل مشهد مع استخدام النبرة العالية و الضجيج الغير مبرر، حتي مع مشهد اكتشاف سلوى عثمان لحقيقة مؤامرة قتل أولادها لشقيقهم والذي اجادته بشكل كبير بل أخذ الكثير من الوقت بشكل أفقده أهميته ناهيك عن الأداء "الأوفر" لمعظم النجوم واستخدام تبريق العينين وحركات الوجه المعروفة في الأفلام القديمة.
والأمر يختلف بالنسبة لمسلسل "ليالينا 80" للفنانة غادة عادل والذي يبدو جاذبًا مع مشاهدة إعلانه لأن النوستالجيا والحنين إلي الماضي أصبح سمة أساسية في حياتنا، ولكن يبدو أن الكاتب والمخرج لم يستثمروا فترة الثمانينات سواء في الشكل الخارجي فقط باستعراض الأماكن المعروفة والأغاني والأفلام والمحلات الشهيرة في ذلك الوقت بينما جاء السيناريو والحبكة الدرامية ضعيفان للغاية والإخراج يسير بشكل تقليدي مع التطويل لمشاهد غير ذات أهمية.
ولكن الصورة لا تبدو سيئة بالكامل فهناك أعمال أخري جاءت علي أعلي درجة من الاتقان والابهار وعلي رأسهم مسلسل "الاختيار" للنجم أمير كرارة والذي يعتبر ملحمة وطنية وشهادة تقدير ورد اعتبار صريح لكل الشهداء و علي رأسهم اسطورة الصاعقة المصرية الرائد أحمد المنسي وجاء اسم "الاختيار" ليلخص معني المسلسل بأن الانسان هو الذي يحدد مصيره سواء أن يكون أحمد المنسي أو يكون هشام عشماوي ورصد المسلسل حياتهم بالتوازي والتزامن مع بعضهم في كل خطوة يخطوها واهتم المخرج بيتر ميمي بأدق التفاصيل في حياتهم حتي طفولة كلًا منهما مع مزج رائع وتوثيق بين الصور الحقيقية والعمل الدرامي حتي لا ينسى الجمهور تلك الفترة بالأضافة إلي استعراض الحياة اليومية والمعارك التي تحدث في سيناء والتي تشعرك وأنت في منزلك بأنك داخل معسكر مع رصد قصص تساقط الشهداء يومًا بعد يوم مع اختيار أقرب ملامح لشخصية لكل شهيد بحيث يكون أكثر مصداقية.
وكذلك مسلسل "لعبة النسيان" والذي يبدو بأن الفنانة دينا الشربيني سوف تكسب الرهان للعام الثاني علي التوالي بعد تفوقها في مسلسل "زي الشمس" في العام الماضي والذي أثبتت من خلاله انها وصلت إلي أعلي درجات النضج، هذا العام في مسلسل "لعبة النسيان" والمأخوذ عن فورمات إيطالي فالدراما النفسية والمصحوبة بالتشويق والاثارة هي أكثر الأعمال الجاذبة للجمهور خاصة لأن الفورمات الاجنبي أثبت نجاحه علي مدار الأعوام الماضية بداية من "جراند أوتيل" مرورًا بمسلسل "حلاوة الدنيا" و"ليالي أوجيني" و"زي الشمس" وبالعودة لمسلسل "لعبة النسيان" فتلعب الفنانة دينا الشربيني علي عدة مشاعر وأحاسيس تارة في مرحلة فقدان الذاكرة واهترازها في التعامل مع الأخرين حتي ابنها والتي تتطلب منها الصمت والسيطرة علي مشاعرها أحيانًا، ومرحلة أخري وهي تتذكر طفولتها وشبابها برد فعل وأداء مختلف تمامًا ومرحلة الواقع التي لابد من معايشته.
ومن الأعمال التي جذبت الكثير من المشاهدين هذا العام مسلسل "ونحب تاني ليه" للفنانة ياسمين عبدالعزيز و التي بدأت تقديم ألوان مختلفة من الدراما ولكنها ما زالت في نفس ملعبها وهي الكوميديا الراقية المصحوبة بالرومانسية الهادئة فالعمل من اسمه "ونحب تاني ليه" و هي أغنية شهيرة لكوكب الشرق "أم كلثوم" يعبر عن فكرة التجربة الثانية في حياة الانسان وهل الانسان في حاجة للحب مرة أخري أم يكتفي بالزواج للمرة الاولي؟ .




تعليقات