تختلف معه أو تتفق ولكنه يعد واحدًا من أهم المخرجين في مصر وأحد سلالة الموهوبين في السينما المصرية، حيث يضع بصمته في كل أعماله التي صنعها، حققت نجاحًا أو جدًلا أو لم تحقق ولكنها تظل دائمًا أعمال بارزة وهامة، السينما.كوم حاورت المخرج عمرو سلامة عن مسلسل "ما وراء الطبيعة" أحدث أعماله الإخراجية والذي لاقى صدى ضخم للغاية بعد عرضه على شبكة نتفليكس العالمية، فإليكم الحوار.
في البداية هل اختيارك لتمثيل أحمد أمين دور د.رفعت اسماعيل كان تحدي بالنسبة لك، خاصة في ظل الخلفية الكوميدية الكبيرة له لدى الجمهور؟
لأكن صريحًا معك لم يكن تحدي على الاطلاق، صحيح أن أحمد عُرف للجمهور من خلال أعماله الكوميدية ولكنه في الاساس ممثل مسرحي وقدم مسرحيات كثيرة، ولا نستطيع أن نختزله في الكوميدية فقط بجانب أنه متابع جيد للروايات، فقد أخبرني قبل حتى أن يدخل عالم التمثيل منذ زمن أنه مُحب وقارئ جيد جدًا لسلسلة روايات د. أحمد خالد توفيق.
المسلسل مقسم ما بين أعوام أوائل ومنتصف التسعينات، أي هذه الأعوام أصعب بالنسبة لك كمخرج؟
بالتأكيد عام 1910 لأنه كلما تعود بالزمن للوراء تكثر التفاصيل وتتعدد، كما أن هناك تحدي في هذه المرحلة الأولى باعتبار أنني كمخرج أركز على إخراج وظهور العمل بأفضل شكل ممكن لهذه المرحلة من أماكن تصوير لديكور وملابس الممثلين.
أصعب التحديات التي واجتهك في تصوير العمل؟
أن تصنع زمن مختلف لكل مرحلة زمنية بالتأكيد هذا هو الجزء الأصعب في تصوير العمل، بجانب أنك تصنع نوعية لا تتم بشكل كبير في العالم العربي وهي المسلسلات "الرعب" خاصة أن هناك أعمال مثل تلك النوعية قُدمت للجمهور سابقًا وللأسف لم تكن ناجحة، فالتحدي كان في كل شئ يخص نوعية الأعمال "الرعب" الصوت والتصوير والاخراج وهكذا.
أكثر شئ جعلك تشعر بالقلق أثناء تحضير أو تصوير المسلسل؟
أكثر شئ بالتأكيد يقلقنى بشكل مستمر هو ردود الفعل محبين السلسلة.
لماذا ما وراء الطبيعة كان أحد أهم أحلامك الإخراجية؟
سأخبرك، عندما كنت طفل صغير تقريبًا 8 أو 9 سنوات كنت أعيش خارج مصر وكان أملي أن أقرأ أي عمل مصري فوقعت الرواية أمام عيني في محل بيع للكتب "روايات مصرية للجيب" فقررت أن أشتري العدد بالكامل وكان عدد "البيت"، فكانت الرواية أول كتاب أقرأه في حياتي بعيدًا عن كتب الدراسة، مضى زمن وتواصلت مع دكتور أحمد خالد توفيق من خلال الإيميل الخاص به والذي كان مكتوبًا في الرواية، وكان لديه التواضع الكافي لكي يجلس معي ويسمعني، أخبرته وقتها أنني مخرج شاب ليس لديه أي أعمال وفي بداية المشوار وأخبرته أيضًا عن تصوري لإخراج العمل، وبالفعل تحمس لي د. أحمد وذهبت للمنتج محمد حفظي وأقنعته وقتها بشراء حقوق الرواية وبالفعل قد كان، فكان حلمي منذ صغري إلى أن بدأت الإخراج أن أخرج الرواية وتظهر للجمهور على الشاشة.
كيف ترى تجربة العرض على "نتفليكس"؟
عرض العمل على منصة «نتفليكس»، جعلني أضع في حسباني أننا لا نقدم العمل للمشاهد المصري أو العربي فقط، بل للمشاهد العالمي، لذا فكّرت في جودة العمل، وأردت أن يكون المسلسل عالمي وليس عربي فقط.
ماذا عن تأجيل العمل خاصة أن بداية حديثك مع د. أحمد خالد توفيق كان في عام 2006، فلماذا كل هذه السنوات لكي يخرج للنور؟
فيما مضى كان لدينا مشكلة كبير في الصناعة الدرامية بمصر تتمثل أنه أذا أردت تصنع عمل يجب أن يخرج للنور في رمضان مع اقبال الجمهور للمشاهدة في هذا الوقت، العمل "ما وراء الطبيعة" ميزانيته ليست بالقليلة فمثل هذا الأمر عائق كبير بالنسبة لنا خاصة مع تمسكي وقراري الحاسم بفكرة أن هذا العمل ليس لدراما رمضان ولا يشبه تلك النوعية من الأعمال، كنت أحاول اقناع صناعة كاملة هيا بنا نأخذ خطوة "الاستايل الأمريكي" في نوعية جديدة من أعمالنا كل أسبوع حلقة من المسلسل، فكان تخوف كبير من الجميع، وفي مرة تحدثت مع د.أحمد خالد وأخبرني أنه أصيب بالاحباط نوعًا ما لعدم خروج العمل للنور وأخبرته أنه لو خرج بهذه الطريقة سيكون القرار الخطأ بكل تأكيد وأقتنع في النهاية.
هل ستقدم أكثر من موسم للمسلسل خلال الفترة المقبلة؟
أتمني ذلك، لكن هذا يتوقف على مدى نجاح المسلسل وتفاعل الجمهور معه، أعتقد أنه سيكون له مواسم أخرى خلال الفترة المقبلة.