مواجهة جيدة لنهاية العالم في "Greenland"

  • نقد
  • 08:35 مساءً - 16 نوفمبر 2020
  • 3 صور



يعود نجم أفلام الحركة والأكشن الاسكتلندي جيرارد بتلر بفيلم الكوارث "Greenland"، والذي تأجل عرضه في السينمات أكثر من مرة إثر جائحة فيروس كورونا، وعُرض في بلدان متعددة حول العالم خلال صيف 2020 ولكنه لم يعرض سينمائيا في الولايات المتحدة ولكن من المقرر عرضه هناك على منصة في شهر ديسمبر HBO Max. الفيلم من إخراج ريك رومان وو في ثاني تعاون مع جيرارد بتلر بعد أن أخرج الجزء الثالث من سلسلة Fallen "Angel Has Fallen" العام الماضي. أما كاتب السيناريو فهو كريس سبارلينج والذي قام بكتابة أفلام سابقة من أهمها فيلم "Buried" عام 2010 من بطولة راين رينولدز، وفيلم "The Sea of Trees" عام 2015 من بطولة ماثيو ماكونهي.
تدور أحداث الفيلم حول جون جاريتي -جيرارد بتلر- المهندس الإنشائي الذي يبدو من بداية الأحداث انفصاله عن زوجته أليسون - مورينا باكارين -، ولكنه يذهب لقضاء عيد ميلاد ابنهما ناثان المصاب بمرض السكر، ولكن مع نشرات الأخبار التي تحذر من اقتراب جزيئات من مذنب إلي كوكب الأرض، نجد أن الوضع يصبح أسوأ من أي توقعات حيث تضرب أجزاء المذنب بلاد عديدة حول العالم مما يهدد بتدمير الكوكب بأكمله، وفي وسط هذا الوضع الكارثي نتابع معاناة جون الذي يحاول باستماتة الاجتماع بزوجته وابنه بعد أن تفرقا والوصول إلى بر الأمان بالذهاب إلى مأوى "جرينلاند" في محاولة أخيرة للنجاة من خطر يهدد بنهاية العالم.

وبالرغم من وجود أفلام عديدة تطرقت لنفس الفكرة حول اقتراب مذنب نحو كوكب الأرض يهدد بفناء البشرية مثل فيلم "Deep Impact" و"Armageddon". إلا أن الفيلم قدم رؤية أكثر عمقا وإنسانية، حيث عرض كيف يصاب البشر بالهلع أثناء وقوع كارثة تهدد حياتهم مما يجعلهم يقومون بتصرفات عنيفة وفوضوية ولكن في نفس الوقت نجد أشخاص آخرون لم يفقدوا إنسانيتهم ويمدوا يد المساعدة لآخرين في أمس الحاجة لها. ولكن في وسط الدمار والخراب نجد قصة الأب الذي يواجه الأهوال في سبيل إنقاذ عائلته هي المحرك الرئيسي للأحداث. وبالرغم من مدة عرض الفيلم التي وصلت لساعتين، إلا أنه اسْتَطاعَ جذب انتباه المشاهد الذي سيشعر بمعاناة الأبطال ويتفاعل مع ما يمروا به من صعاب. بالنسبة لأبطال العمل فقد أجادوا في أدوارهم إلى حد كبير، حيث قام النجم جيرارد بتلر بدور الزوج الذي يحاول إصلاح علاقته مع زوجته، ومن خلال مرورهما بصعاب عديدة لحماية ابنهما يحاولا استعادة علاقتهما السابقة، وفي هذا الفيلم نجح بتلر في إظهار جانب إنساني مؤثر على عكس أدواره العديدة السابقة التي يظهر فيها كشخص صاحب مواهب قتالية عالية، حيث أنه هنا مجرد شخص عادي يحركه فقط حبه وخوفه على أسرته. ونجحت مورينا باكارين وهي الممثلة البرازيلية التي اشتهرت بدورها في فيلمي "Deadpool" في القيام بدور الأم التي تحاول الحفاظ على حياة ابنها بشتى الطرق، إلى جانب ظهور مميز لنجوم آخرين في أدوار صغيرة مثل الممثلة هوب دايفز في دور واحدة من الركاب التي تقوم هي وزوجها بتوصيل أليسون وابنها في طريقهما للذهاب لوالدها، وهناك أيضا الممثل المخضرم سكوت جلين في دور والد أليسون والذي يمدهم بالدعم المعنوي الذي كانوا في أمس الحاجة له لاستكمال رحلتهم الصعبة للوصول إلى ملاذ آمن من كارثة محققة.

من ضمن العناصر الجيدة في الفيلم الموسيقى التصويرية التي قام بتأليفها ديفيد باكلي والذي قام بعمل الموسيقى التصويرية لأفلام عديدة مثل "Town"و"Jason Bourne" و"Papillon"، حيث اسْتَطاعَ نقل الإحساس بجو الإثارة والتوتر الذي سيطرت عليه الأحداث. إلى جانب المؤثرات البصرية التى كانت جيدة في نقل جو الدمار الشامل الذي أحدثه سقوط أجزاء المذنب في أماكن متفرقة على كوكب الأرض. وقد نجح كاتب السيناريو والمخرج في زيادة جرعة الإثارة بشكل تدريجي حتى الوصول لذروة الأحداث في الجزء الأخير من الفيلم. وينبع تميز العمل في عدم اعتماده بشكل كلي على الإبهار البصري المعتاد في هذه النوعية من الأفلام، ولكنه ركز أكثر على تأثير مثل هذا النوع من الكوارث على الطبيعة البشرية وما ينتج عنه من ظهور جوانب الخير والشر في كل إنسان، مما جعل الفيلم تجربة ممتعة ومؤثرة في نفس الوقت.




تعليقات